يعتبر الازدحام المروري من أكثر المشاكل الكبرى التي نواجهها بشكل لحظوي، حيث نتعرض للاختناقات اليومية بشكل فظ لا طاقة لنا به، لحظوياً نواجه حوادث مرورية واختناقات وضوضاء وتكدس سيارات بعضها فوق بعض، الكبير منها ينافس الصغير يتحداه ويسابقه، بشكل مخيف، لا مسؤول وغير حضاري، ورغم أننا نعيش حالة انفجار سكاني ومركبات في العاصمة الرياض، إلا أن الوضع المروري لم يواكب هذا الانفجار السكاني والكثافة الهائلة للسيارات بشكل منشود وسريع وبخطط عاجلة غير آنية، ولم يحد من تهديد المركبات الكبيرة للمركبات الصغيرة، ولم يوجد لها مسار خاص، مشاهد مرعبة ومميتة نواجهه ونعانيها كل يوم من هذه الشاحنات الكثيفة خاصة، ومن الازدحام المروري عامة. إن هذه المشاهد تتفاقم مع مرور الوقت، بل أصبحت كابوساً ثقيلاً ومخيفاً يهدد الحياة، ويصنع للناس التوتر والهاجس والقلق، ويجلب لهم الضغط والكدر، ويصيبهم بالسكر والإعياء والتعب والملل، ويرفع عندهم الحالات النفسية المختلفة، مما ينتج عنه مشاجرات ومنازعات وخصومات تبلغ حد الدموية، وتؤدي لسقوط ضحايا، نتيجة افتقاد الأعصاب، وتلاشي الأخلاق، ونفاد الصبر، وضيق الصدر، كل يوم نعيش هذه الحالة وهذه المشكلة، حين تكتظ الطرقات بالسيارات التي تفوق طاقتها الاستيعابية، أرتال تتراكم في صف يمتد لمسافات طويلة وتتحرك ببطء شديد كالسلحفاة. إن على عاتق المرور تقع المسؤولية التامة، وعليه رسم خارطة الازدحامات المرورية، ووضع الحلول المثالية للحد منها، ولا يعيب أن يطلب من الجهات الأخرى عامة كانت أم خاصة العون والمساعدة في الرسم والتخطيط، إن التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية والصحية لهذه الظاهرة بلغت أقصى مداها، وهكذا فإن شبكة الطرق في العاصمة الرياض، رغم التوسع والتطور، ما زالت تقف قاصرة دون استيعاب هذا العدد اليومي الهائل من المركبات بمختلف أنواعها. إن مشكلة الازدحام المروري المتفاقمة باستمرار، تتطلب خطوات علاج استباقية ضمن برنامج زمني قصير الأجل لفك الاختناق المروري، حيث يتطلب الأمر حزمة من الحلول غير التقليدية، من خلال تطوير وتوسيع الشبكات القائمة حالياً، والتي تقف عاجزة عن الاحتواء والاستيعاب، وبناء شبكات جديدة، وإعادة هيكلة القديمة بما يسهم ويخفف من الازدحام اليومي المخيف والمهول، إن المرور مطالب كونه المسؤول الأول بالبدء الفوري في إيجاد الحلول، وتفعيل الخدمات التي يقدمها، وجعل الحركة المرورية أكثر جاذبية وانسيابية، مع الاستفادة القصوى من التنقنيات الحديثة. إن الأزدحام المروري أصبح الهاجس الأول والكبير لنا حينما نهم للخروج لعملنا أو لقضاء حوائجنا أو حين نعود لبيوتنا، إننا نأمل أن تكون أصواتنا المتكررة مسموعة عند المسؤولين في إدارة مرور الرياض، ومردودها يكون إيجابياً، وأن يريحونا من هذا الهاجس المتعب المرهق، وفق حلول عملية عاجلة، غير قابلة للتأني والتباطؤ والتسويف.
مشاركة :