أكدت دولة الإمارات، أمس، على أهمية استكمال الحوار بين كوسوفو وصربيا، بتيسير من الاتحاد الأوروبي، داعية إلى تكثيف الجهود لترسيخ قيم التسامح والتعايش السلمي، ودعم المشاركة الكاملة للمرأة في الحوار. وقالت الإمارات، في كلمة أمام مجلس الأمن الدولي أدلى بها السفير محمد أبوشهاب نائب المندوبة الدائمة للدولة لدى الأمم المتحدة: «نؤكد أهمية تكثيف الجهود لتشجيع الحوار والحيلولة دون تفاقم الخلافات بين الطوائف في كوسوفو من جهة، وبين كوسوفو وصربيا من جهة أخرى، خصوصاً في ظل استمرار الأوضاع الحالية والمتأججة في أوروبا». وذكر أبوشهاب أنه بالنسبة للعلاقات بين كوسوفو وصربيا، فقد شهدت بعض التطورات الإيجابية التي نشجّع البناء عليها لتحسين العلاقات الثنائية بشكلٍ مستدام، بما في ذلك عبر استكمال الحوار بينهما، بتيسير من الاتحاد الأوروبي، مع السعي في الوقت ذاته إلى تجنب أي إجراءات أحادية قد تزيد التوترات. وأضاف: «نتطلع إلى إبداء المرونة من قبل الطرفين ومواصلة العمل للعودة إلى طاولة المفاوضات للتوصل إلى حل شامل». وأشاد أبوشهاب، بحسب البيان، بجهود الطرفين في حل بعض القضايا العالقة، ومنها السماح للمواطنين بالتنقل بحرية بين كوسوفو وصربيا باستعمال بطاقات الهوية الصادرة إما عن بلغراد أو بريشتينا. أما فيما يتعلق بالتطورات داخل كوسوفو، فأكد ضرورة مواصلة العمل على خفض التوترات في شمال البلاد لتجنّب أي تصعيد فيها، مشيداً بالجهود المستمرة لترسيخ قِيَم التسامح والتعايش السلمي بين أطياف المجتمع في كوسوفو، إذ تكتسي هذه الجهود أهمية خاصة في ضوء الحوادث الأخيرة المثيرة للقلق، مثل تدنيس الأماكن الدينية والمقابر، ونشر خطاب الكراهية والتطرف على وسائل التواصل الاجتماعي. وأعرب، في هذا الإطار، عن دعم الإمارات المستمر لجهود بعثة الأمم المتحدة ودورها الفعّال في التشجيع على قيم التسامح والتعايش السلمي، خصوصاً عبر التركيز على فئة الشباب، نظراً لدورهم الحيوي في منع النزاعات وحلها، فضلاً عن كونهم قادة المستقبل. وقال: تشمل هذه الجهود تصميم برامج لهم، تضم مختلف أطياف المجتمع في كوسوفو، ليعبّروا من خلالها عن آرائهم ومشاغلهم، ولتوعيتهم حول مختلف أطياف المجتمع وأهمية تعزيز التواصل بينهم، الأمر الذي سيساهم في تعزيز التماسك الاجتماعي في كوسوفو. وأكد أن دور المنظمات الإقليمية ومؤسسات المجتمع المدني في هذا المجال كان له أصداء إيجابية في كوسوفو، وحث على استمرار كافة الجهود المبذولة لتقوية أواصر المجتمع. وأضاف: «إن دولة الإمارات تؤكد على أهمية دعم مشاركة المرأة بشكل كاملٍ وهادفٍ ومتساوٍ في أي حوارات جارية لحل الخلافات بين طوائف كوسوفو، وكذلك بالنسبة لأي حوارات بين صربيا وكوسوفو». وأشار إلى التوصيات المنبثقة عن المؤتمر التاسع لــ «يوم الأمم المتحدة العالمي المفتوح المعني بالمرأة والسلام والأمن في كوسوفو»، ومنها تعزيز دور المرأة في بناء السلام المستدام، وتهيئة بيئة آمنة وشاملة تتيح مشاركتها في مؤسسات الدولة. ولفت إلى أن مشاركة رئيسة كوسوفو في هذا المؤتمر، عكست الاهتمام الذي توليه الحكومة لقضايا المرأة، مشيداً أيضاً بالتطورات التي تم إحرازها في تمكين المرأة في كوسوفو، ومنها على سبيل المثال تمثيل المرأة بنسبة ستة وثلاثين في المئة في البرلمان، وأعرب عن أمل الإمارات في البناء على هذه الإنجازات. وفي ختام البيان، أكدت الإمارات على أهمية تعزيز الحوار البنّاء بين كوسوفو وصربيا، كونه السبيل الوحيد لحل كافة القضايا العالقة، بما يحقق الأمن والاستقرار للدولتين والمنطقة ككل.
مشاركة :