رسالة إلى وزير التعليم 2 -

  • 10/21/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

معالي الوزير أدعو الله تعالى أن يوفقكم ويسدد خطاكم وأن يتم في عهدكم تحقيق أماني وتطلعات قيادتنا وشعبنا. معالي الوزير هذه رسالتي الثانية لكم ولن تكون الأخيرة -بإذن الله- ما دام في العمر بقية ولدي ما أرد به الجميل لوطني الغالي. في هذه الرسالة ستجدون معاليكم بعض المقترحات التي ربما تخدم العملية التعليمية وتساعد في تحقيق أهدافها أرجو أن يتسع صدركم لها وأن تنال اهتمامكم. معالي الوزير احذر ثم احذر أن تقع في دوامة العمل الإداري للوزارة فهي وزارة للتعليم وليست للعمل، أنأى بنفسك عن ذلك واجعل شغلك الشاغل هو التعليم، اتخذ لك مجلساً استشارياً من أهل الخبرة في كافة مناطق المملكة سواء كانوا من شاغلي الوظائف التعليمية حالياً، أو من المتقاعدين، دع كل منطقة تعليمية ترشح لك من يمثِّلها عن طريق الإمارة أو محافظة المنطقة وليس بالضروري أن يكونوا من أصحاب الدال ولا الميم فقط الخبرة مطلوبة، اجتمع بهم مرة كل شهر مثلاً في البداية ثم كل ثلاثة شهور بعد أن تستقيم الأمور، وخذ بمقترحاتهم وناقشهم فيها ونفذ ما تراه مناسباً وأكرر مرة ثانية في التعليم فقط. معالي الوزير عندما نستحدث نظاماً تعليمياً لا بد أن تكون البيئة التي سيطبق فيها صالحة للتطبيق. وإني أتساءل: هل تم تجهيز البيئة الصفية والمدرسية والمجتمعية لتطبيق نظام المسارات؟ هل تم إعداد المعلمين الذين سيقومون بالتدريس في المسارات التخصصية بحيث يحقق النظام أهدافه؟ هل أطلقت حملة إعلامية تشرح النظام وتوضح أهدافه ومخرجاته المتوقعة؟ هل تم وهل تم، كل هذه الأسئلة تحتاج إلى عشرات الإجابات التي من وجهة نظري لن تجيب على السؤال، بل ستضعنا في دائرة اللا شيء. معالي الوزير أعد النظر في هيكلة الوزارة فكلما تعددت الوكالات والإدارات زادت المشكلات لاختلاف وجهات النظر، أعد دمج الوكالات والإدارات المتشابهة وأجعل على كل واحدة منها خبيراً من أهلها وتابعه في عمله واسأل عنه فإذا أحسن فمن الله وإن أساء فمن الشيطان ومن نفسه فاستبدله بمن هو أهل للمنصب، أما سياسة تولية المناصب لأصحاب الدالات فهي ليست ناجحة دائماً فليس كل ما يُقال في المحافل الأكاديمية يمكن تطبيقه على أرض الواقع بسهولة، وقديماً قالوا أهل مكة أدرى بشعابها. معالي الوزير لديكم أكثر من 6 ملايين طالب وأقل من مليون معلم موزعين على ربوع المملكة في 47 إدارة تعليمية تمثِّل كل منها وزارة لحالها، ولكن ما يتم غير ذلك فهذه المناطق كلها تعمل لإرضاء الوزارة ونيل ثنائها وشكرها ولا تقدم أي جديد سوى عبارة «كله تمام معاليك»، اجعل لهذه الإدارات سلطة مثل سلطاتكم مستمدة من سياسة الدولة التعليمية وتحكمها اللوائح والقوانين، ومن ثم حاسبهم على ما تم إنجازه وتعرَّف على معيقات استكمال الأعمال البقية واجعل مستشاريكم يقدمون لها حلولاً واجعل من النجاح بعد المشقة دروساً مستفادة تستفيد منها كافة الإدارات والمناطق. معالي الوزير أشغلتنا الاختبارات والمعايير العالمية والتي يضعها الغرب لأنفسهم ومن ثم يعممونها علينا ونحن نلهث وراءهم لتحقيقها في تعليمنا، ونسينا أن لدينا رؤية تلهمنا أهدافاً للتعليم ليس بالضرورة أن تتفق مع معايير الغرب، ولكنها نبراس لنا لما نريد أن يكون عليه تعليمنا. معالي الوزير إن البيئة المدرسية في كثير من مناطق المملكة وإن لم يكن أغلبها أصبحت غير ملائمة لمتطلبات التعليم الحديث سواء من ناحية التجهيزات، أو الإضاءة، أو التهوية، أو الملاعب أو ... وما كان يتم سابقاً زيارة لمدرسة محددة بعينها يتم اختيارها من قبل المسؤولين لتجهيزها قبل زيارة الوزير تحت شعار «كله تمام معاليك» أيضاً، وهذه هي العبارة التي أردت بالتعليم وقطعت أواصره، فماذا أنت فاعل في ذلك؟ نحتاج خطة شاملة يتم فيها حصر كافة مدارس المملكة، وأجزم لكم أن لا أحد يعلم عددها الفعلي حالياً، ولا عدد الطلبة ولا حتى عدد المعلمين الفعلي، وتصنيفها إلى فئات حسب أعلى معايير الجودة التعليمية ومن ثم استبدال وإحلال ما هو غير مناسب منها. معالي الوزير لديكم في الوزارة والمناطق وكافة القطاعات تكدس رهيب في الموظفين ورغم ذلك المعاملات متأخرة ولا يبت فيها سوى بالرجاء و»حب الخشوم»، في الوقت الذي تحولت فيه وزارات أخرى إلى الأتمتة بكل معاني الكلمة، ونحن في وزارة التعليم ما زلنا نحبو في هذا الجانب ولا أقول لكم نستغني عن خدمات هؤلاء ولكن أعد تصنيف الموظفين واستفد منهم في أماكن أخرى، على سبيل المثال لماذا أحول المعلم المتميز إلى مشرف تربوي وأفقد التعليم ميزة مثل هذه الكفاءات، يمكنك أن تجعل الاختيار عند التعيين بين الكادر الإداري أو التعليمي، مع شرط خضوع كليهما لدورات التطوير المهني وليس لاختبارات الرخص المهنية التي تنتشر أسئلتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي مثلها مثل اختبارات القدرات والتحصيلي، فماذا تركنا للطلبة إذا كان معلموهم يبحثون عن الطريق السهل للنجاح. معالي الوزير إن الحمل ثقيل والألم عميق فيما وصلنا إليه في التعليم، ورغم ذلك لا يزال لدينا أمل في الله تعالى ثم فيكم بتحسين المخرجات التي تتفق مع ما يوليه قادتنا لمثل هذا القطاع الحيوي والمهم. معالي الوزير لا يزال لدي الكثير والكثير في التعليم المهني والجامعي وتقويم التعليم وغيرها من قضايا التعليم أستأذنك أن أواصل رسائلي علّها تكون شعاع ضوء في النفق المظلم. ** ** (*) مستشار تعليم وتدريب

مشاركة :