أصبح واضحاً أن البرتغالي كريستيانو رونالدو مهاجم مانشستر يونايتد الإنجليزي يسعى لتدمير فرصته في المشاركة بكأس العالم القادمة، والتي لم يعد يتبقى على انطلاقها إلا أقل من شهر، وإلا ما معنى أن يتصرف تصرفاً غير رياضي، ويخرج من الملعب في مباراة فريقه أمام توتنهام في «الجولة 12» للدوري الإنجليزي «البريميرليج»، قبل نهاية المباراة بدقائق، ويتجه إلى النفق المؤدي إلى غرف الملابس، ثم مغادرته الاستاد، وفقاً لما ذكره بعض شهود العيان، احتجاجاً على عدم إشراكه في المباراة، رغم أن فريقه كان متقدماً بهدفين للاشيء، وانتفت تماماً «حجة» الهولندي إيريك تين هاج التي قالها من قبل بعد الهزيمة الثقيلة التي منى بها «اليونايتد» من جاره مانشستر سيتي، عندما قال: لم أشرك رونالدو احتراماً لتاريخه! تناول موقع «جول العالمي» الأمر من زاوية تأثير هذا الموقف على مشاركته في مباريات فريقه القادمة، وبالتالي تهديد فرص لعبه مع منتخب بلاده في «المونديال»، لأنه في الأصل لم يلعب خلال الأشهر الستة الأخيرة إلا 700 دقيقة فقط، إذ جلس أغلب الوقت على «دكة البدلاء»، بخلاف كونه بدأ الموسم متأخراً، ولم يشارك في الجولة التي قام بها فريقه إستعداداً للموسم الجديد. ونبه الموقع إلى حقيقة أنه كلما ساء موقف «الدون» تجاه ناديه، كلما تناقصت فرصه في اللعب في المباريات المقبلة بالمسابقات المحلية، نظراً المنتخبات تتفرغ مع بداية نوفمبر لاستكمال إعدادها لـ «المونديال». وإذ كانت كأس العالم أهم حدث رياضي بالنسبة لأي لاعب محترف، فإن «الأسطورة» البرتغالي يعرض للخطر فرص مشاركته في البطولة، أو على الأقل قد يظهره بمظهر غير طيب، نظراً لتراجع مستواه البدني والفني، نتيجة قلة اللعب مع ناديه الذي من المتوقع أن يوقع عليه عقوبة مالية كبيرة، وأيضاً عقوبة رياضية، بعدم إشراكه في المباريات المقبلة، لأن الهولندي إيريك تين هاج فقد الثقة فيه، بعد هذا السلوك غير الرياضي، خاصة أنها ليست المرة الأولى، إذ سبق لرونالدو أن غادر الملعب، قبل بداية الموسم، في مباراة ودية أمام رايو فاليكانو الإسباني. وقال الموقع إن ما فعله رونالدو يمنح الحق لتين هاج، في عدم إشراكه في المباريات، وهو الذي لا يشارك أصلاً إلا فيما ندر، وطالما أن الفريق يتحسن كثيراً في غيابه، بفضل لاعبيه الشباب، فإنه لن يكون بحاجة إلى وجود من وصل سنه إلى 37عاماً. أخبار ذات صلة تمرد رونالدو يُلقي بظلاله على قمة تشيلسي يونايتد 66 % من الفرنسيين يملكون انطباعاً جيداً عن «الديوك» وتساءل الموقع: ما الذي يجبر المدير الفني على المخاطرة بكل هذا النجاح الذي حققه مع الفريق، من أجل لاعب كان طوال الأشهر الماضية مجرد «لاعب ثانوي»؟ وأضاف الموقع: رونالدو يخاطر بالذهاب مع منتخب بلاده، من دون أن يلعب أي مباراة تقريباً منذ أكثر من شهر، وهذا يضعه في موقف سيء على الأقل من الناحية البدنية، ويجعله خارج «الفورمة»، وإن كان البعض يؤكد أن فرناندو سانتوس المدير الفني لمنتخب البرتغال لا يمكن أن يستغنى عن قائد فريقه، حتى وإن كان في أسوأ حالاته، رغم الهجوم الشديد الذي تعرض له «الدون» من وسائل الإعلام في وطنه، خلال فترة التجمع الدولي الأخير في سبتمبر الماضي، حيث لم يظهر بصورة جيدة، وتعرض لانتقادات كثيرة، لدرجة أن إحدى الصحف ذهبت إلى حد القول إن «الحاجة للبرتغال أكبر من الحاجة لرونالدو»، في إشارة واضحة إلى أن قميص الوطن أهم من أي نجم مهما كان حجمه. وأياً كان الأمر فإن ما يحتاجه كريستيانو الآن فعلاً، هو أن يحصل على وقت للعب خلال الفترة المقبلة، حتى يستعيد حيويته وفاعليته وتأثيره الإيجابي، وتلك مسألة في يد المدير الفني الذي فقد ثقته فيه، وإذا لم يحصل «الدون» على فرصة اللعب مع «اليونايتد»، فلا يمكن لأحد أن يجزم بما سيكون عليه مستوى الهداف التاريخي للمنتخبات الوطنية في «مونديال قطر».