مقتل لا يقل عن أربعة من قوات الأمن اليمنية بينهم ضابط برتبة عقيد في هجوم نفذته عناصر من تنظيم القاعدة بمحافظة أبين، فيما أدان المبعوث الأممي إلى اليمن والولايات المتحدة هجوما للحوثيين استهدف ميناء نفطيا في حضرموت. شهدت وتشهد اليمن منذ سنوات تفجيرات من قبل تنظيم القاعدة تستهدف في كثير من الأحيان قوات الأمن والجيش (أرشيف) قال المتحدث العسكري باسم "المجلس الانتقالي الجنوبي" باليمن إن ما لا يقل عن أربعة من قوات الأمن، بينهم ضابط برتبة عقيد، قتلوا السبت (22 أكتوبر/تشرين الأول 2022)، في هجوم جديد نفذته عناصر من تنظيم القاعدة بمحافظة أبين في جنوب البلاد . وأضاف المقدم محمد النقيب في تصريح لرويترز أن الهجوم تم بعبوة ناسفة زرعتها عناصر التنظيم واستهدفت مركبة إسعاف عسكرية تابعة للواء الثالث دعم وإسناد التابع لـ"المجلس الانتقالي" في وادي حومران بمديرية المحفد بشرق أبين، مما أدى إلى مقتل العقيد علي المحوري، وهو رئيس عمليات كتيبة في اللواء الثالث، وثلاثة عسكريين من أفراد الطاقم الطبي وإصابة اثنين آخرين. وأكد النقيب أن عناصر القاعدة تزرع العبوات الناسفة مستهدفة الحملة الأمنية المكلفة بتعقبها وتمشيط السلاسل الجبلية النائية القريبة من محافظة البيضاء المجاورة التي يتسللون من خلالها لزرع العبوات ثم يلوذون بالفرار. وهذا هو الهجوم الثالث على قوات الأمن هذا الشهر في أبين وخلال أقل من أسبوعين، بعد مقتل ثلاثة جنود وإصابة آخرين منتصف الشهر في انفجار مماثل نفذه تنظيم القاعدة بالمحفد، وانفجار أدى لمقتل ستة جنود وإصابة اثنين في التاسع من أكتوبر/تشرين الأول في مديرية مودية شرق أبين. كما يأتي في أعقاب هجمات نفذها التنظيم الشهر الماضي بالمحافظة نفسها وأودت بحياة عشرات الجنود. وأعلن "المجلس الانتقالي"، وهو الجماعة الانفصالية الرئيسية في جنوب اليمن ، أن قواته دخلت مطلع الشهر الجاري مركز مديرية المحفد شرقي أبين على الحدود مع محافظة شبوة، والتي ينشط بها عناصر القاعدة وأنصار الشريعة الذين شنوا هجمات على القوات الحكومية. ووسع المجلس الانتقالي، المدعوم من الإمارات ، الشهر الماضي وجوده في أنحاء أبين، وقبلها في شبوة، في خطوة قال إنها تهدف لمحاربة "التنظيمات الإرهابية". واستغل تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، ومقره اليمن، الصراع بين التحالف الذي تقوده السعودية وجماعة الحوثي المتحالفة مع إيران لتعزيز نفوذه. المبعوث الأممي لليمن يدين هجوما حوثيا على ميناء نفطي من جانب آخر، أدان المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، السبت، هجوما للحوثيين استهدف ميناء نفطيا في محافظة حضرموت جنوب شرق البلاد، معتبرا ذلك تصعيدا عسكريا مقلقا للغاية. وقال المبعوث الأممي في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) نسخة منه "أدين الهجوم الجوي الذي تبنته جماعة أنصار الله يوم أمس 21 تشرين الأول/ أكتوبر على الباخرة النفطية في ميناء الضبة بمحافظة حضرموت". وشدد غروندبرغ إن "هذا التصعيد العسكري مقلق للغاية". ودعا الأطراف في هذه المرحلة المفصلية إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس ومضاعفة جهودهم لتجديد الهدنة وتوسيعها، ووضع الأُسس نحو وقف دائم لإطلاق النار وتفعيل مسار العملية السياسية لإنهاء الصراع. كما شدد على أنه "يجب على جميع الأطراف الامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي لحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية". وكانت جماعة الحوثي أعلنت أمس الجمعة، أنها "نفذت ضربة تحذيرية بسيطة لمنع سفينة نفطية كانت تحاول نهب النفط الخام عبر ميناء الضبة بمحافظة حضرموت". وأوضحت في بيان أن "هذه الرسالةُ التحذيريةُ أتتْ منعاً لاستمرارِ عملياتِ النهبِ الواسعةِ للثروةِ النفطيةِ وعدمِ تخصيصِها لخدمةِ أبناءِ الشعبِ فيما يخصُ مرتباتِ موظفيهِ وتحسينِ الجوانبِ الخدميةِ له". فيما أعلنت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، أن جماعة الحوثي استهدفت ميناء الضبة بصواريخ وطائرات مسيرة، بعد يومين من استهدافها ميناء النشيمة في محافظة شبوة، مهددة بأن "كل الخيارات مفتوحة" للرد على الحوثيين. وسبق أن هددت جماعة الحوثي باستهداف المنشآت النفطية في المناطق الواقعة تحت سلطة الحكومة، في حال عدم تسليم رواتب الموظفين في المحافظات الخاضعة لسيطرة الحوثيين. من جانبها أدانت الولايات المتحدة الأمريكية السبت، هجوم الحوثيين على الميناء النفطي بحضرموت. وقال السفير الأمريكي لدى اليمن ستيفن فاغن في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه: "ننضم إلى شركائنا وحلفائنا في الإدانة الشديدة للهجوم الذي شنه الحوثيون على ميناء بحضرموت الجمعة". ودعا السفير الأمريكي الحوثيين "إلى الوقف الفوري لمثل هذه الهجمات التي تشكل إهانة لحقوق الملاحة وحريتها وتعرض التجارة الدولية للخطر". وتابع: "نذكر الحوثيين بأن العالم يراقب أفعالهم وأن الطريق الوحيد للمضي قدما نحو إنهاء ثمانية أعوام من الصراع المدمر هو خفض التصعيد ومضاعفة الجهود للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار". وحث فاغن كافة الأطراف على التحلي بضبط النفس في هذه الوقت الحساس، مشددا على أن الوسيلة الوحيدة لضمان دفع الرواتب وحرية حركة اليمنيين عبر الطرق والموانئ والمطارات وإنهاء دورات العنف المدمر هي تمديد الهدنة في البلاد. ز.أ.ب/ع.ج.م (رويترز، د ب أ)
مشاركة :