ناشط إيراني برى أن نظام السجن في بلاده يعذّب عائلات المساجين أيضا

  • 10/23/2022
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

كذلك لم تر منذ عشر سنوات زوجها تقي رحماني الذي أمضى سنوات في السجون الإيرانية قبل أن ينتقل للعيش في المنفى في باريس. تقبع الناشطة والصحافية البالغة 50 عاما في سجن إوين في طهران منذ عام تقريبا، وهي كرست حياتها للدفاع عن حقوق الإنسان في إيران ومعارضة إلزامية الحجاب وعقوبة الإعدام. في خطوة سببها بوضوح الاحتجاجات المستمرة في إيران، قررت السلطات حرمان نرجس محمدي لشهرين على الأقل من بطاقات الهاتف التي تخولها إجراء اتصالات من السجن. يأتي ذلك بعدما حُرمت منذ شهرين من إجراء مكالمات هاتفية مع طفليها علي وكيانا المقيمين في فرنسا، ولم يعد بإمكانها الآن حتى التواصل مع عائلتها في داخل إيران. ويعتبر رحماني في مقابلة مع وكالة فرانس برس في باريس أن "النظام السجني في إيران يعذب العائلات"، ويضيف شارحا "إنه لا يعذب السجين فحسب بل عائلته كلها". "إذا سمعوها تتحدث معي، قطعوا الخط" جاء التشديد في ظروف اعتقال محمدي في وقت تقمع السلطات الإيرانية موجة احتجاج ضخمة تفجرت في الأصل بسبب وفاة الشابة الكردية مهسا أميني (22 عاما) في 16 أيلول/سبتمبر بعد ثلاثة أيام من توقيفها لانتهاكها وفق شرطة الأخلاق قواعد لباس المرأة الصارمة في إيران. مُنعت نرجس محمدي من التحدث عبر الهاتف مع زوجها المعارض الذي يحظى بشعبية كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، ويقول الأخير "إذا سمعوها تتحدث معي، قطعوا الخط". ويضيف "إنهم يعذبون طفلينا الذين لم يتمكنا من رؤية نرجس منذ العام 2015. وأنا لم أرها منذ عام 2010". وصدر على الناشطة حكم جديد بالسجن 15 شهرا في مطلع تشرين الأول/أكتوبر، وهي متهمة بالوقوف وراء احتجاجات ويجب أن تمضي الآن ما مجموعه 8 سنوات على الأقل في السجن. يقول رحماني "إنها لا تشارك في أي جلسة. القاضي ليس مستقلا وقالت إنها لن تشارك". انضمت نرجس محمدي في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين إلى "مركز المدافعين عن حقوق الإنسان" الذي أسسته المحامية الإيرانية شيرين عبادي حائزة جائزة نوبل للسلام عام 2003 والمقيمة حاليا خارج إيران. وكانت قد طالبت بالعدالة للمتظاهرين الذين قتلوا خلال قمع احتجاجات تشرين الثاني/نوفمبر 2019 وحازت الكثير من الجوائز الدولية تقديرا لجهودها في الدفاع عن حقوق الإنسان. "تعذيب ومعاملة سيئة" أدت مواقفها إلى اعتقالها مرات عدة منذ العام 1998، وقد أطلق سراحها في تشرين الأول/أكتوبر 2020 ثم اعتقلت مجددا في تشرين الثاني/نوفمبر 2021 خارج طهران أثناء حضورها حفل تأبين رجل قُتل خلال احتجاجات عام 2019. كذلك عوقبت الناشطة التي تعاني من مشاكل في القلب بـ70 جلدة، وأفرج عنها لفترة وجيزة في نيسان/أبريل لأسباب طبية، لكنها نُقلت مرة أخرى إلى سجن قرتشك خارج طهران ثم إلى إوين. يؤكد رحماني أن "نرجس في إوين المليء الآن بأشخاص اعتقلوا خلال الاحتجاجات. ظروف الاعتقال في إوين وفي السجون الإيرانية بشكل عام سيئة للغاية". ووصفت منظمة العفو الدولية محمدي بأنها "سجينة رأي"، قائلة إنها "تعرضت للتعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة" وأن السلطات "تتعمد حرمانها من الرعاية الصحية المتخصصة الضرورية". ويصف رحماني الوضع في سجن إوين بأنه "ملتهب"، مشيرا إلى أن تحركات السجناء لدعم المتظاهرين أدت إلى قمع ليلة 15 تشرين الأول/أكتوبر عندما اندلع حريق في مبنى السجن أودى بثمانية نزلاء على الأقل. ونُقل عدد من المساجين إلى سجن جوهاردشت حيث استقبلتهم "أنفاق الترحيب"، وهي صفوف من قوات الأمن اعتدت عليهم بالضرب عند خروجهم من الحافلة وفق رحماني الذي يقول إنه يستند في معلوماته إلى مصادر داخل السجن. وتستمر عائلته في دفع ثمن معارضتها للسلطات الإيرانية. يقول تقي رحماني "دائما ما يقبع أحدنا هناك (في السجن) بينما الآخر خارجه. تستمر الحياة، لكنها صعبة. أتمنى أن يتفهّم الطفلان عندما يكبران لماذا ناضلنا". ويضيف "نرجس لا تصمت. وهو أمر غير مقبول بالنسبة للحكومة الإيرانية"، مؤكدا أن "الضغط سيشتد الآن".

مشاركة :