إضراب في الضفة بعد قتل إسرائيل قائد «عرين الأسود» و4 آخرين

  • 10/26/2022
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد، ووزير دفاعه بيني غانتس، بمواصلة العمل ضد مجموعة «عرين الأسود» في نابلس، بعد هجوم استهدف ورشة تصنيع قنابل للمجموعة في البلدة القديمة بنابلس، ليل الاثنين - الثلاثاء، وأدى إلى اشتباكات واسعة وطويلة تخللها إطلاق نار وتفجيرات، قتلت فيها إسرائيل 5 فلسطينيين في المدينة بينهم قائد العرين، وديع الحوح، قضى فيها أيضاً فلسطيني سادس في رام الله، ما فاقم مشاعر الغضب والحزن في باقي الضفة الغربية التي شهدت، أمس، إضراباً شاملاً ومواجهات وعمليات إطلاق نار. وبينما أجرى الرئيس محمود عباس، اتصالات عاجلة لوقف الهجوم الإسرائيلي في نابلس، محملاً الإدارة الأميركية المسؤولية عن استمرار التصعيد الإسرائيلي، داعياً إياها للتدخل الفوري، لـ«وقف العدوان وإنهاء هذا الاحتلال، قبل أن تصبح الأمور أخطر بكثير مما تتصور إسرائيل والإدارة الأميركية»، قال لبيد لإذاعة «كان» العامة، صباح الثلاثاء، إن على مجموعة «عرين الأسود» أن تعرف أن «نهايتهم ستكون سيئة»، مضيفاً: «لن تُردع إسرائيل أبداً عن العمل من أجل أمنها. جزء من هذه المجموعة هم أشخاص هاجموا عيدو باروخ (جندي قتل قبل أكثر من أسبوعين في محيط نابلس)». وقال غانتس في تغريدة لاحقة، «لن تكون هناك مدن ملاذ للإرهابيين»، متوعداً باستمرار العمل ضد أي شخص يحاول إيذاء مواطني إسرائيل، «حيثما ومتى لزم الأمر». تصريحات لبيد وغانتس جاءت بعد ليلة اشتباكات صعبة، تابعها رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي، ورئيس جهاز الشاباك رونين بار، من قاعدة كيرياه العسكرية في تل أبيب. وبدأ الحدث عندما اكتشف الفلسطينيون قوات خاصة (المستعربون) تتسلل إلى البلدة القديمة في نابلس، فيما يبدو أنهم كانوا بصدد تنفيذ عملية خاصة، قبل أن يتصدى لهم مسلحون، فيقتحم الجيش الإسرائيلي المدينة من كل الاتجاهات، ويحولها إلى ساحة حرب واسعة، ويقتل وديع الحوح (31 عاماً) الذي يعتقد على نطاق واسع أنه قائد مجموعة «عرين الأسود»، إلى جانب 4 آخرين هم حسب وزارة الصحة الفلسطينية، حمدي قيم (30 عاماً) وعلي عنتر (26) وحمدي شرف (35) ومشعل بغدادي (27). وقال الجيش الإسرائيلي، إنه كان في طريقه لتدمير ورشة متفجرات في نابلس، تابعة لـ«عرين الأسود»، ونفذ مهمته فعلاً. وأضاف: «داهمت قوة مشتركة من جنود الجيش الإسرائيلي، وعناصر من جهاز الأمن العام (الشاباك) وقوات مكافحة الإرهاب، مخبأ في البلدة القديمة في نابلس كان يستخدمه أعضاء مركزيون في (عرين الأسود) كورشة متفجرات». وتابع أن «قوة من الوحدة الخاصة (اليمام) حاصرت المبنى، واشتبكت مع مسلحين حتى تم تدمير المبنى؛ العملية تمت بعد معلومات استخبارية دقيقة جمعها جهاز الشاباك الإسرائيلي». وحسب البيان، فإن الجنود أطلقوا النار على عدد من المسلحين، والفلسطينيين الذي أحرقوا الإطارات ورشقوا القوات بالحجارة خلال العمليات. وحظي اغتيال الحوح الذي ينتمي لحركة «فتح» باهتمام إسرائيلي واسع، حتى إن لبيد أعلن عن مقتله. وقال الصحافي الإسرائيلي، إيتي بلومنتال، في تغريدة على «تويتر»، إن وديع الحوح كان هدف العملية الإسرائيلية، باعتباره قائد جماعة «عرين الأسود»، وكان المسؤول عن تصنيع العبوات وتوفير السلاح للمجموعة. ولاحقاً شيع الفلسطينيون الحوح ورفاقه في جنازة تقدمها مسلحون من «العرين»، فيما صدحت عشرات آلاف الحناجر «زفوا اللي اشتبك زفوا». الهجوم على نابلس جاء بعد يومين من اغتيال إسرائيل أحد نشطاء مجموعة «عرين الأسود» بانفجار مدبر. ومع قتل إسرائيل الفلسطينيين الستة، يرتفع عدد الذين قضوا منذ بداية العام الحالي 183 فلسطينياً. وأدانت الرئاسة الفلسطينية «جريمة الحرب» الجديدة التي ارتكبتها إسرائيل في نابلس، وحملت الحكومة الإسرائيلية تداعيات هذا العدوان. وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، إن الرئيس محمود عباس، أجرى اتصالات عاجلة لوقف الهجوم في نابلس، محملاً الإدارة الأميركية المسؤولية عن استمرار التصعيد الإسرائيلي، وداعياً إياها إلى «التدخل الفوري لوقف العدوان وإنهاء هذا الاحتلال، قبل أن تصبح الأمور أخطر بكثير مما تتصور إسرائيل والإدارة الأميركية. وأشاد عباس أيضاً بصمود المواطنين في الدفاع عن أرضهم. كما أصدر رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية، بياناً نعى فيه «أقمار فلسطين الستة المعتصمين باليقين وبحتمية انتصار صاحب الأرض على المحتل»، وأضاف: «العار لهذا الاحتلال المجرم الذي يمول انتخاباته بالدم الفلسطيني». وكانت إسرائيل قتلت الشاب قصي التميمي في اشتباكات مع القوات في النبي صالح قرب رام الله، فجر الثلاثاء كذلك. وأججت هذه الحصيلة في يوم واحد غضباً فلسطينياً عارماً. وفيما تعهدت مجموعات «عرين الأسود» بالثأر لدماء أبنائها، عم إضراب شامل الضفة الغربية وقطاع غزة فيما تفجرت مواجهات في عدة مناطق في مشهد يذكر بالانتفاضة الثانية التي كانت تشهد مواجهات مسلحة وشعبية في أوقات مختلفة من اليوم. في غزة، دعت الفصائل الفلسطينية غرفة العمليات المشتركة للانعقاد فوراً للتشاور في سبل دعم وإسناد المقاومة في الضفة والقدس. ودعا خالد البطش منسق القوى الوطنية والإسلامية، الفلسطينيين، إلى «الخروج إلى الشوارع في وقت متأخر الثلاثاء، وإلى التحرك والتظاهر فوراً، والاشتباك مع الاحتلال بجميع مناطق التماس، فيما أطلقت صفارات الإنذار في القطاع. ونعت الفصائل الفلسطينية، أبناء الضفة المشتبكين، وتعهدت بالانتقام لهم، في وقت طالبت فيه حركة «الجهاد الإسلامي» بـ«امتداد المواجهة وتوحيد ساحاتها»، وقالت إن ذلك «هو الرد الأمثل والكابوس المرعب للاحتلال وجنوده ومستوطنيه الذين يتحملون تبعات هذه الجرائم». وتوحيد الساحات يعني دخول قطاع غزة على خط المواجهة، وهو احتمال بعيد طالما لا تريد حركة «حماس» ذلك. التصعيد الكبير في الضفة جاء قبل أسبوع من موعد الانتخابات في إسرائيل، وهو ما قاد المؤسسة الأمنية إلى رفع التأهب واليقظة. وتتوقع إسرائيل رداً من «عرين الأسود»، وتخشى أن يلقي ذلك بظلاله على العملية الانتخابية. وارتفع عدد الإنذارات الساخنة لدى الأجهزة الأمنية في إسرائيل، ليس فقط في الضفة الغربية وإنما في عمق الدولة العبرية.

مشاركة :