مع تعيينه أمس من قبل الملك تشارلز الثالث رئيساً للوزراء، غداةَ فوزه بزعامة حزب المحافظين، دخل ريشي سوناك التاريخ باعتباره أول شخص غير أبيض، من أصل هندي، يتولى رئاسة حكومة المملكة المتحدة، في مشهد معاكس لما يحصل في بعض الدول الأوروبية التي تشهد تزايداً لظاهرة «فوبيا المهاجرين» وتوصل متطرفين إلى سدة السلطة. وفي أول خطاب له أمام مقر رئاسة الوزراء في «10 داونينغ ستريت»، أعلن سوناك أنَّه لا يخشى حجم التحديات التي تنتظره، وتعهد إصلاحَ الفوضى والأخطاء التي تركتها ليز تراس التي استقالت قبل أيام بعد 44 يوماً فقط في الحكم. وإذ حذّر سوناك البريطانيين من «قرارات صعبة» ستُتخذ، فقد أصرَّ على توجيه رسالة «أمل» قائلاً: «سنخلق مستقبلاً يستحق التضحيات التي قدَّمها كثيرون... وسيضج غداً، وكل يوم، بالأمل». وباشر سوناك عملية تشكيل حكومته الأولى، موجهاً رسالة طمأنة للأسواق المالية بإبقائه على وزير الخزانة جريمي هانت في منصبه. وضمّت الحكومة الجديدة عدداً كبيراً من الوزراء الذين كانوا جزءاً من حكومة بوريس جونسون السابقة. وإذ هنأ زعماء أوروبا والولايات المتحدة سوناك بحرارة، فإن الفرحة في «مسقط رأس» الأهل، أي في الهند، كانت كبيرة مع مسحة شماتة ربما. فقد اعتبر باسافاراج بوماي، رئيس وزراء ولاية كارناتاكا، أنَّ الهنود المستعمَرين من الإمبراطورية البريطانية لم يكونوا ليتخيّلوا مطلقاً «تطوراً أكثر أهمية» من تعيين ابن مهاجرين لحكم المملكة المتحدة. «لقد تحوَّلت الأقدار»، كما قال. ... المزيد