[email protected]أقول إنه أزمة قائمة، رغم مروره بعدة مراحل في عصرنا الراهن، فبعد أن كان عبارة عن إشارات حول قبول الأعمال الشعرية والنثرية أو رفضها، فإنه تحوَّل إلى «منتج ثقافي» من منتجات الناقد، إن صح التعبير، أي أن المصطلح النقدي اعتراه التحديث فانتشرت بين ظهرانينا مذاهب لم تكن معروفة من قبل كالواقعية والانطباعية والكلاسيكية والرمزية والبنيوية والتشريحية والتأملية ونحوها، فأضحى المصطلح غنيًّا بالمتابعة والمقاربة والبحث لما يحمله من أفكار ورؤى تُعنى بالنص الأدبي عناية ملحوظة، ولعلنا نلمح ذلك في جوانب النقد الثقافي على وجه التحديد، ورغم ذلك فإن تلك المذاهب المطروحة ما زالت عُرضة لجدل تحوَّلت معه إلى أزمة نقدية ظاهرة لا يمكن جهلها أو تجاهلها، مما يدفع للقول بصريح العبارة إن ثبات المصطلح النقدي عند تعريف معيَّن أضحى مستحيلًا.وهذه الاستحالة تتجسَّد أمام أنظارنا حينما نعمد إلى قراءة أفكار نقدية تحاول تفكيك النصوص الأدبية وتتعامل معها، فالنقاد يتوقفون في هذه الحالة أمام مصطلحات «شبه مقنعة»، إن جاز القول، بدليل أننا لو انتقلنا بها إلى مراحل تطورها وتحديثها لوجدنا المريدين والرافضين لها، فالبعض ينتصر لمذهب بعينه، والبعض الآخر يرفضه جملة وتفصيلًا، وعند التحليل والتأويل فإن تلك المصطلحات تقترب من التأثير المباشر على أذواق المتلقين بدرجة ربما تكون موازية لتأثير النص، وحول هذه المسألة بالذات يقول الناقد الدكتور عبدالله الغذامي: «أما قراءة الإسقاط فهي الداهية الدهياء، وهي مرض العصر وصرعة المتطفلين على الأدب الذين يجلبون إلى النص كل ما في ذواتهم من عقد وأوهام، فيسقطونها على النص ويتنشبثون بأي معرفة جديدة؛ ليجعلوا منها ثقافة للأدب، حتى وإن كانت هذه المعرفة غريبة ولم تمحص بعد لتثبت مصداقيتها».
مشاركة :