الجزائر: بوعلام غمراسة رفض رئيس وزراء الجزائر عبد المالك سلال الخوض في موضوع ترشح الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لولاية رابعة. وعندما سئل إن كان الرئيس يرغب في الاستمرار في الحكم بمناسبة انتخابات الرئاسة المرتقبة بعد أربعة أشهر، اكتفى بالقول «إذا أراد مواصلة مهمته فسيقرر ذلك وفقا لما يمليه عليه ضميره». وأفاد سلال، خلال مؤتمر صحافي بالعاصمة الجزائر، بمناسبة زيارة رئيس الحكومة الفرنسية جان مارك أيرولت، بأن بوتفليقة «في صحة جيدة، وهو يرسل لكم قبلاته، وسنراه في ما بعد»، في إشارة إلى لقاء مع أيرولت كان مرتقبا مساء أمس. وقال سلال، لما انهالت عليه الأسئلة حول صحة الرئيس، ومدى قدرته على الاستمرار في الحكم «لقد رافقته طويلا، فهو رجل عظيم.. لقد قدم الكثير لهذا البلد». وأضاف «لا تقلقوا، إنه يملك القدرات (التي تمكنه من الاستمرار في الحكم).. إنه رجل كبير». ويفهم من حديث سلال عن مستقبل بوتفليقة السياسي أنه من المرجح أن يترشح لولاية رابعة. وصرح رئيس الوزراء الشهر الماضي في زيارة ميدانية لإحدى الولايات النائية، بأن «بوتفليقة باق». وفسر كلامه حينها بأن سابع رؤساء الجزائر (منذ الاستقلال) عازم على الترشح من جديد رغم حالته الصحية السيئة. وانتقدت أحزاب المعارضة بشدة ما سمته «حملة انتخابية مبكرة يخوضها سلال لفائدة رئيسه». ودعا قطاع من الأحزاب إلى استقالة الحكومة الحالية بحجة أنها تروج لما يسمى «إنجازات الرئيس»، ويبدو ذلك بحسب المعارضة حملة لمصلحة بوتفليقة مع أنه لم يعلن بعد رغبته في مواصلة تسيير دفة الحكم. وسبق لسلال أن أدار حملة بوتفليقة الانتخابية في الاستحقاقين الرئاسيين 2004 و2009. ويعتقد على نطاق واسع أن بوتفليقة سيفوز بالانتخابات إذا ترشح، بدعوى أنه يملك شعبية كبيرة. لكن قد تنقلب كل السيناريوهات إذا تأكدت أخبار مفادها أن الرئيس أبلغ مقربين منه بأنه لا يملك القدرة على الاستمرار في الحكم، وأنه قرر ترشيح سلال بدلا عنه. ويبقى موقف الجيش من مسألة الترشيحات الحلقة المفقودة. والشائع أن كبار الضباط لهم الكلمة العليا في من سيكون مرشح النظام في كل استحقاق رئاسي. وبحث سلال مع أيرولت، الذي وصل أول من أمس إلى الجزائر، العلاقات الثنائية في شقيها السياسي والاقتصادي، خلال مباحثات يرتقب أن تستأنف اليوم قبيل مغادرة رئيس الوزراء الفرنسي البلاد. وتناول أيرولت في مقابلتين خصصهما لصحيفتين محليتين أمس التعاون الثنائي في القضايا الاقتصادية، فقال «إن حكومتينا عازمتان على إعطاء زخم جديد للعلاقات الاقتصادية الفرنسية - الجزائرية، وقررتا تعزيز الإنعاش المتوازن لمبادلاتنا التجارية وتشجيع تطوير الاستثمارات بين المنشآت». وأكد رئيس الحكومة الفرنسية أن التعاون في مجال الدفاع بين البلدين «يكتسي أهمية بالغة (...) نظرا للرهانات الأمنية والمخاطر المحدقة بالمنطقة»، مشيرا إلى أن «فرنسا مرتبطة مع الجزائر باتفاق دفاع، صدّق عليه بلدي بعد انتخاب الرئيس فرنسوا هولاند. ويجب علينا أن نواصل البناء على هذا الأساس». ويتضمن التعاون بين البلدين التمرينات المشتركة وعمليات التدريب لصالح الجيش الجزائري والحوار الاستراتيجي. وذكر رئيس وزراء فرنسا أن «لجنة مختلطة أنشئت لمتابعة هذه العلاقة، هي اللجنة الاقتصادية المختلطة الجزائرية - الفرنسية، التي اجتمعت في 28 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وسيتسنى لنا مع رئيس وزرائكم تقديم مداخلة لاحقا في ختام اللقاء الاقتصادي الجزائري - الفرنسي، الذي سيشارك فيه العديد من رؤساء المنشآت من بلدينا، مما سيمثل مناسبة للتذكير بطموحنا المشترك في ما يخص الجانب الاقتصادي لعلاقاتنا». وتم الإعلان عن شراكة بين الوزارات الفرنسية والجزائرية المختصة وشركة «شنايدر» للكهرباء، لإنشاء معهد للتكوين في مهن الكهرباء.
مشاركة :