مع تسارع العد العكسي للدخول في مرحلة الشغور الرئاسي في لبنان، وغداة الجولة الانتخابية الرابعة التي استنسخت عن سابقاتها وقائع مسرحية الورقة البيضاء. وحرق الأسماء وتطيير النصاب، زار رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، قصر بعبدا. حيث التقى الرئيس ميشال عون، في «زيارة وداعية»، وفق توصيف مصادر مطلعة، أشارت لـ «البيان»، إلى أن هذه الزيارة ركزت على الشق البروتوكولي في وداع رئيس الجمهورية، على بُعد أيام من نهاية عهده، مع التطرق إلى استحقاق توقيع اتفاقية الترسيم البحري مع إسرائيل، اليوم الخميس، في منطقة الناقورة الحدودية، على أن يبقى مرسوم تشكيل الحكومة الجديدة معلقاً حتى آخر أيام ولاية العهد الحالي، في ظل إبداء ميقاتي استعداده الدائم لزيارة بعبدا «ولو قبل ساعة» من مغادرة عون القصر، لتوقيع مراسيم التأليف، في حال التوافق على تشكيلة وزارية خالية من التعديلات الجوهرية والشروط التعجيزية. وفي انتظار الجولة الرئاسية الخامسة، التي لم يحدد رئيس مجلس النواب، نبيه بري، موعدها الحاسم، والتي ستكون، إن انعقدت، بمثابة الجلسة الأخيرة قبل نهاية المهلة الدستورية الاثنين المقبل، فإن ثمة إجماعاً على أن لبنان دخل عملياً في مدار الفراغ، الذي يمكن أن يملأ رئيس مجلس النواب بري وقته الضائع بطاولة حوار، عنوانها رئاسة الجمهورية. ذلك أن الانطباعات والمعطيات التي تركتها الجلسة الرئاسية الرابعة، أثبتت أن الفراغ الرئاسي بدأ يفعل فعله مسبقاً في الأيام المتبقية من ولاية الرئيس عون. ملف ترسيم ومن بوابة العداد الزمني التاريخي، الذي أرساه ملف الترسيم البحري الجنوبي مع إسرائيل، يترقب لبنان وصول الوسيط الأمريكي، آموس هوكشتاين، إلى بيروت، ليسلّم عون رسالة رسمية، باسم الحكومة الأمريكية، تتضمن نص الاتفاق، ليرد عليها الأول بإعلان قبول مضمونها، على أن يكون لبنان الرسمي، أعد رسالة رسمية مكتوبة أخرى، يعلن فيها القبول بنص الاتفاق، يرسل منها نسختين مع وفد يسميه رئيس الجمهورية، ليسلّمهما إلى كل من الوسيط الأمريكي، وممثل الأمين العام للأمم المتحدة، تمهيداً لتوقيع المذكرة ذات الصلة في منطقة الناقورة. وفي السياق، اتخذت المعلومات والمعطيات التي تواترت عن موعد تبادل الوثائق المختصة بترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، وفق الاتفاق الذي نجحت وساطة الولايات المتحدة في التوصل إليه أخيراً، طابع الاختراق مجدداً، إذ سيأتي هذا الحدث في الأسبوع الأخير من عهد الرئيس عون، ليضيف التوهج والانشداد إلى محطات مفصلية متعاقبة. وبهذه الخطوة، يكون لبنان دخل نادي البلاد النفطية، وأغلق مسار تفاوض صعب، دام نحو 10 سنوات مع إسرائيل، ليفتح باب تفاوض آخر مع كل من سوريا وقبرص. باب حوار وعلى خط الترسيم البحري بين لبنان وسوريا، ترددت معلومات مفادها ألا حماسة من قبل الأجهزة الأمنية في كل من البلدين، لفتح باب الحوار في موضوع ترسيم الحدود البحرية بينهما، في حين تبين وفق معلومات «البيان»، أن عدم الحماسة تأتي من أن الترسيم يجب أن يبدأ براً، وتحديداً في منطقة مزارع شبعا. وعليه، اعتذرت دمشق عن استقبال وفد الترسيم اللبناني البحري، الذي كان سيتوجه إلى دمشق لهذه الغاية، في رسالة كان لها وقع الخيبة على الدولة اللبنانية، التي حددت مواعيدها، ولم تبلغ الدولة السورية بها، فيما تسلمت وزارة الخارجية من السفارة السورية، رسالة اعتذار عن استقبال وفد الترسيم اللبناني، وربطت الأمر بعوائق لها صلة بالمواعيد المتضاربة. وفي مسار الترسيم أيضاً، يصل إلى بيروت، خلال الأسبوع الجاري، وفد قبرصي، في مهمة مرتبطة بتصحيح بعض النقاط والإحداثيات البحرية بين لبنان وقبرص. وتجدر الإشارة إلى أن لبنان كان أول من رسّم الحدود مع قبرص، من خلال مفاوضات بدأت في عام 2007، وصولاً إلى العام 2009، وتمّ ترسيم الحدود، إلا أن قبرص تجاوزت التفاهم مع لبنان في عام 2011. وذهبت إلى ترسيم حدودها مع إسرائيل. علماً بأن الاتفاق بين لبنان وقبرص، كان ينص في أحد بنوده، على أنه لا يمكن لها إنجاز الترسيم مع إسرائيل، بدون التفاهم مع لبنان، إلا أن العكس قد حصل. تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :