لا يزال الحديث قائما والحدث مشتعلا والمؤيد مشجعا والمعارض منتقدا، واختلفت وجهات الرأي والنظر وبقي الصوت العالي والتبرير العاطفي والشح الابتكاري. لماذا لا نجد حلا سلميا يقف في المنتصف يصحح الخطأ ويدعو إلى الابتكار النافع والتجديد السليم؟لا يزال الخلاف واحدا ووجهات النظر متعددة والقراءة بشكل عام محل إجحاف وتقصير، السوشيال ميديا منذ وقت ليس بقصير تعتبر موضع انزعاج لأغلبية أصحاب الفكر، بل ربما الأكثر يراه مكانا لنشر ما يفعله التافهون من محتوى مخالف للذوق العام والقيم الأخلاقية الفاضلة، فأصبحت محطة تذيع لنا بأن من ينشر منهم ليس لديه عقل، فالنقص واضح بهم وصريح يراه الجميع.تدور أحداث وحروب كثيرة وخلافات متعددة وما زال تشجيع أصحاب الميديا متوقعا وموجودا بيننا فعليا، فمن منا لم ير البذخ المبالغ فيه، ومن منا يعتقد أنه حدث سينتهي، التفريط بالوعي وعدم احترام المشاهد قد وقع في كل مرة ثم ينتقد كما اعتدنا إلا أنه ما زال طيرا يغرد في ساحات التواصل بثقة، والالتماس للأعذار هذه هي سذاجة بهم أصبحت عادة تتجدد لنا من حين إلى آخر، هي مجرد فكرة واحدة إلا أن أصحابها مختلفون فقط.بعض مشاهير السوشيال ميديا تخالف طبيعة النفس البشرية وتدعي المثالية المفرطة، فنحن يا مشاهير بشر نصيب ونخطئ ونصحح ما بدر منا؛ فلماذا تلك المبالغة وكأن المشهور لا يرتكب الخطأ، بل وكأنه يعد الخطوة ألف ميل قبل أن يخطو إليها؛ نقدر الخطأ إذا كان فعلا خطأ غير مقصود؛ فالأمور نفهمها عندما تكون حقيقية دون تمثيل وزيف، لماذا نشعر الناس بأن المشهور لا يجد هما وحتى إن وجد! يتقن الدور وسيصله الدعم من خلف شاشة صغيرة بضغط زر تنحل المسألة أي يعني «جيب فارغ قد امتلأ.. يذهب الهم»، ومن يصفق لهم لم يستفد شيئا سوى شعوره بالنقص المادي والمعنوي وضياع الوقت دون محتوى ينتج منفعة تعود إليه أو عبرة توضح له هدفا مهما في حياته.ضع رسالتك بفكر واضح وأسلوب أنيق، تذكر أن من يصنعك هو المجتمع ومن ينزلك من مكانتك هم أيضا، اختر توجها يخدم الدين والوطن والمجتمع فهذا هو العائد الذي سيعود إليك، لا تدع المرآة مجرد أداة ترى بها نفسك فقط، بل انظر بها لتعينك على فهم نفسك وما يجب أن تفعله من حولك، فالمرآة دائما لا تمثل ولا تكذب بل تأتي بالحقيقة كما هي، فكن أنت لمجتمعك تلك المرآة تظهر بشهرتك الرقي والفهم، كي تعتلي منصات الميديا بعقلك النير وفكرك المشرف وتأثيرك الإيجابي.[email protected]
مشاركة :