يوسف البستنجي (أبوظبي) أكد سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان العضو المنتدب لجهاز أبوظبي للاستثمار أن الجهاز استطاع تحقيق عوائد قوية من حيث القيمة المطلقة والنسبية، مستفيدا من ظروف السوق، مع الحفاظ على توافقه مع ملف المخاطر والسيولة، مضيفا سموه أن معدلات العائد السنوي للجهاز خلال العام الفائت، لمدة 20 عاما و30 عاما، ارتفعت إلى 7.3% لكليهما، مقارنة بـ 6% و7.2% على التوالي، في عام 2020. وقال سموه في كلمة بمقدمة التقرير السنوي للجهاز لعام 2021، الصادر أمس، إنه بشكل عام، كان جهاز أبوظبي للاستثمار في وضع جيد للاستفادة من ظروف السوق خلال العام الماضي، مؤكدا أن الجهاز يفضل التركيز على الاتجاهات طويلة الأجل.وأوضح سموه أنه تم تحديث عدد من نطاقات التخصيص في المحفظة الاستراتيجية طويلة الأجل لجهاز أبوظبي للاستثمار في عام 2021. وقال سموه: في إطار مهامه المتنوعة للغاية، سعى جهاز أبوظبي للاستثمار إلى البحث عن فرص في مناطق فرعية ذات إمكانات عالية على المدى الطويل واستمر في تعزيز تعرضه المباشر للأسواق الخاصة. الاقتصاد العالمي وأضاف سموه: في غضون ذلك، واصل الجهاز، التركيز على تبسيط هياكل الحوكمة وزيادة المرونة الداخلية، مما أدى إلى تغييرات في كل من العمليات الداخلية وهيكل الإدارات.وقال سموه: أدت هذه الخطوات إلى تعزيز قدرة جهاز أبوظبي للاستثمار على استشراف استراتيجية الاستثمار وتحديد هامش المخاطرة المقبول على مستوى المحفظة الإجمالية. وقال سموه: إنه بشكل عام، سينظر المؤرخون إلى 2021 باعتباره العام الذي حقق فيه الاقتصاد العالمي وأسواق الأسهم انتعاشا واسع النطاق بعد أدنى مستوياته في العام 2020 بسبب جائحة كوفيد-19، ومع ذلك، يكشف التحليل الدقيق عن صورة أكثر تعقيدا، تنطوي على تحولات هيكلية ومجتمعية من المرجح أن تستمر لسنوات قادمة في الاقتصاد العالمي. السياسة النقدية وأوضح سموه أنه طوال عام 2021، حافظت البنوك المركزية الرئيسية على سياسات نقدية ميسرة للغاية، وحافظت على أسعار الفائدة بالقرب من الصفر، وضخ السيولة في الأسواق من خلال التيسير الكمي، في موازاة ذلك، وافقت الولايات المتحدة والاقتصادات الرائدة الأخرى على حزم تحفيز مالي ضخمة لتخفيف تأثير عمليات الإغلاق. ولفت سموه إلى أن مؤشر مورجان ستانلي للأسهم العالمية أنهى العام بارتفاع 19% بقيادة الأسهم الأميركية المزدهرة التي ارتفعت 26%، كما حققت فئات الأصول الأخرى عوائد قوية، بما في ذلك الأسهم الخاصة والبنية التحتية وقطاعات العقارات والاستثمارات البديلة. وأشار سموه إلى أن مكاسب العام لم تكن ثابتة ولا موزعة بالتساوي، مما يعزز أهمية التنويع والتخصيص الحكيم للأصول والمرونة في اقتناص الفرص لتحقيق الأداء المتفوق. كما لفت سموه إلى أن التضخم كان موضوعاً رئيسياً لواضعي السياسات والمستثمرين طوال عام 2021، حيث سعوا إلى توقع ما إذا كان، وإلى أي مدى، سيسرع النمو الاقتصادي أويعيقه، مبيناً أن تنبؤاتهم المبكرة أثبتت أنها متحفظة. تقنيات الذكاء الاصطناعي وقال سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان إن الجهاز حقق تقدماً كبيراً خلال عام 2021 فيما يخص تنفيذ الأولويات المؤسسية حيث اتبع مقاربة أكثر منهجية في تحديد واستغلال الفرص، وتضمن ذلك توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي والبيانات والتحليلات واعتماد منهجية علمية في كافة قطاعات الجهاز. وأضاف سموه: يستهدف الجهاز تعزيز العقليات التكنولوجية والعلمية، وفي إطار هذه العملية المستمرة، يعتزم الجهاز إطلاق استراتيجية كمية داخلية في عام 2022 وتعزيز نمو قدرات تحليل البيانات في الجهاز. وعمل جهاز أبوظبي للاستثمار على دمج الاعتبارات الهادفة إلى معالجة تغير المناخ في عمليته الاستثمارية في عام 2018 ويواصل تقييم المخاطر المتعلقة بالمناخ ضمن فئات الأصول. الاستثمارات ووفقا للتقرير السنوي لجهاز أبوظبي للاستثمار لعام 2021 فإن الجهاز يمتلك محفظة متنوعة للغاية تمتد عبر المناطق الجغرافية وفئات الأصول وأنواع الأصول، بهدف تحقيق عوائد متسقة وطويلة الأجل على مدار دورات السوق. الملكية الخاصة ويشير التقرير إلى أن سوق الأسهم الخاصة العالمية واصلت تسجيل ارتفاعات جديدة خلال عام 2021، لتوسيع انتعاشها، بعد حالة عدم اليقين المرتبطة بالوباء في العام السابق. ويبين التقرير أن ارتفاع قيمة الصفقات العالمية إلى ما يقدر بنحو تريليون دولار من حيث القيمة، أدى إلى مضاعفة أحجام التداول في العام الماضي وتجاوز الذروة السابقة التي تم الوصول إليها في 2006-2007. في موازاة ذلك، عادت العديد من شركات الأسهم الخاصة إلى السوق في وقت أقرب مما كان متوقعا، حيث جمعت أموالا جديدة أكبر، بينما زادت المنافسة على الصفقات والتقييمات. وشهد قسم الملكية الخاصة بجهاز أبوظبي للاستثمار عاما آخر مليئا بالأعمال، حيث قام بتوظيف المزيد من رأس المال أكثر من أي وقت مضى. واستحوذت الاستثمارات المباشرة على 58% من إجمالي الاستثمارات في الأسهم الخاصة، في عام 2021، ارتفاعا من 55% في عام 2020. إجمالا استكمل قسم الاستثمارات الخاصة 40 استثمارا مباشرا في عام 2021، ارتفاعا من 25 في العام السابق، بما في ذلك 12 استثمارا مشتركا في مراحله المبكرة في شركات إلى جانب شركائنا في رأس المال الاستثماري. أخبار ذات صلة «أبوظبي للاستثمار» يعيّن باسكال بلانكيه رئيساً عالمياً للأبحاث جهاز أبوظبي للاستثمار يطلق مركزاً للأبحاث وعلوم البيانات والحوسبة التشغيل وقال التقرير إنه على خلفية عالمية معقدة، حقق جهاز أبوظبي للاستثمار تقدما قويا خلال عام 2021 في تنفيذ الأولويات التنظيمية التي تعزز نجاحه المستمر، وإن إيمان الجهاز الأساسي هو أن المشهد الاستثماري يتطور بسرعة أكبر من أي وقت مضى، وسيستمر في ذلك. ويظهر التقرير أن جهاز أبوظبي للاستثمار يعمل أيضا على تطوير المواهب الداخلية من خلال الشراكات مع المؤسسات الأكاديمية المحلية والدولية والمنظمات البحثية، بما في ذلك إنشاء برامج في علوم البيانات والحساب والرياضيات التطبيقية. ونوه بأنه سيستمر في توسيع نطاق مجموعة المتعاونين لديه من خلال الانخراط مع أحدث الباحثين والممارسين والأوساط الأكاديمية. وأوضح التقرير أن هذه المبادرات تجعل جهاز أبوظبي للاستثمار أكثر كفاءة وديناميكية ومرونة، مع بناء المرونة الداخلية والقدرات المتنامية التي تتماشى مع روية الجهاز للمستقبل. وبين التقرير أن الجهاز يوظف 1520 موظفاً من 67 جنسية مختلفة منهم 32% مواطنون إماراتيون. الفرص المالية ويبين التقرير أن صناديق التحوط وفرت مجموعة واسعة من الفرص في عام 2021، حيث استمرت الاقتصادات في التعافي من أعمق وأشد ركود عالمي منذ الأربعينيات. وكان أداء الصناديق التي تتعرض لمخاطر الأصول "عالية المخاطر" قويا حيث ارتفعت أسواق الأسهم بانتظام إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق وارتفعت أسواق السلع (باستثناء المعادن الثمينة) بشكل حاد، ومن بين أقوى الشركات أداء، كانت التي تركز على الأسهم، والذين تمكنوا ببراعة من التغلب على التحديات المختلفة خلال العام. العقارات وأوضح التقرير أن المستثمرين العقاريين حولوا تركيزهم في عام 2021، من إدارة تأثير جائحة كوفيد -19 إلى الفرص الناشئة عن تعافي السوق على نطاق واسع. وانتعشت العقارات العالمية بشكل حاد، بقيادة سوق العقارات في الولايات المتحدة الذي سجل أعلى عوائد منذ عام 2005. وكان قسم العقارات في جهاز أبوظبي للاستثمار في وضع جيد للاستفادة من تحسن ظروف السوق، واستخدام رأس المال في عمليات استحواذ كبيرة في كل من الأسواق العامة والخاصة. ويتوقع القسم أن تظل مستويات النشاط عالية في عام 2022 وما بعده، مسترشدة بمبادئها المتمثلة في تطوير شراكات مع أفضل المديرين في جميع أنحاء العالم ونهجها المركز والمتوسع في الاستثمار الموضوعي. البينة التحتية وبين القرير أن قطاع البنية التحتية العالمية تأثر بشكل كبير مرة أخرى في عام 2021 بالعوامل المرتبطة بالوباء والمواضيع الأخرى، مثل التحول المستمر نحو الأصول التي تركز على البيئة والحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية. وبفضل نهجه المتنوع والمرن، تمكن قسم البنية التحتية في جهاز أبوظبي للاستثمار من التعامل مع هذه الظروف وتوزيع رأس المال عبر مجموعة من الفرص الجذابة في كل من الأسواق الخاصة والعامة. وحققت محفظة القسم، التي تتألف من استثمارات عبر قطاعاتها الفرعية الأربعة الأساسية وهي النقل والطاقة والمرافق والبنية التحتية الرقمية، أداءً قويا في عام 2021. كما واصل الفريق إعادة تدوير رأس المال.
مشاركة :