تشهد ألمانيا منذ أشهر حراكاً سياسياً واجتماعياً غير عادي، وباتت شوارع المدن الكبرى مسرحاً للتظاهرات المناهضة للأجانب، وأخرى مرحبة بهم. ويعتقد مراقبون أن كراهية الأجانب ستتراجع مستقبلاً في ألمانيا، وذلك عندما يتمكن الساسة من التوصل إلى حلول لأزمة المهاجرين، وقد وعدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بذلك في المرحلة المقبلة. وإلى جانب حركة بيغيدا المعادية للمسلمين، اكتسب حزب البديل من أجل ألمانيا المزيد من الشعبية. وكان الحزب قد ظهر قبل أعوام كحركة تنتقد السياسة الأوروبية، وكاد أن يختفي من الخريطة السياسية بعد انقسامه. لكن منذ أشهر، تشير استطلاعات الرأي الى تصاعد ملحوظ لهذا الحزب اليميني المتطرف. وبعد أن كان حزب البديل من أجل ألمانيا يركز على السياسات الأوروبية، بات حركة معادية للاجئين، ويقول محللون إن الحزب سيدخل البرلمان الألماني لو أجريت الانتخابات في هذه الظروف السياسية المشحونة. ويبدو أن مليون لاجئ إضافياً، وصلوا إلى ألمانيا في فترة قياسية، عملوا كمحفز للحركات اليمينية، التي باتت تستقطب الطبقة المحافظة. في حين تراجعت شعبية حزب المستشارة الألمانية الحزب الديمقراطي المسيحي بفقدانه نسبة كبيرة من مؤيديه لمصلحة هذه الأحزاب اليمينية. ووفقاً لإحصاءات أجريت حديثاً، وصل عدد أعضاء اليمين المتطرف في ألمانيا إلى نحو 25 ألف شخص. في غضون ذلك، يظهر أنصار حركة بيغيدا أنفسهم على أنهم ضحايا، ويحاولون إقناع الرأي العام بأن بلادهم مهددة من قبل اللاجئين والأجانب، وبعد أن كان نشاطها يقتصر وبشكل قوي على مقاطعة ساكسونيا، عملت الحركة لزيادة نشاطها في كامل ألمانيا. بقلم ريتشارد كوهين
مشاركة :