اليابان تفرض نفسها على الساحة الكروية العالمية

  • 2/16/2023
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

طوكيو - كانت اليابان دولة مغمورة في كرة القدم قبل إطلاقها بطولة احترافية منذ ثلاثين سنة، فساهم نجاحها في رفع مكانة هذه الرياضة وجعل منتخبها الوطني ضيفا دائما في بطولة كأس العالم. وسيستهل الدوري الياباني “جاي ليغ” موسما جديدا غدا الجمعة بعد قطعه مشوارا طويلا منذ إطلاقه في 1993، على وقع الأضواء اللامعة وغيتارات الروك والألعاب النارية في ملعب طوكيو الوطني. وضمّ الموسم الافتتاحي عشرة أندية فقط، بيد أن العدد ارتفع الآن إلى ستين ناديا في مختلف أنحاء البلاد تنافس في ثلاث درجات. وأصبحت الأندية جزءا هاما من مجتمعاتها المحلية، ويقول رئيس رابطة الدوري يوشيكازو نونومورا “لقد تجذَّرت ثقافة كرة القدم في اليابان”. وتابع “عندما انطلق الدوري، اعتقد كثيرون أنه مجرد محطّة ترفيهية. بعد ثلاثين سنة أعتقد أننا صرنا على مقربة من الدوري الياباني الذي كنا نأمل فيه”. وجلب الدوري الياباني الكرة الاحترافية إلى البلاد، وحلّ بديلا عن أندية الشركات في الدوري التجاري القديم، مع أندية تمثل مناطقها المحلية. وساهم قدوم أسماء كبيرة، على غرار البرازيلي زيكو والإنجليزي غاري لينيكر، في رفع شأن الدوري الجديد، فيما أصبح لاعبون محليون على غرار كازويوشي ميورا بمثابة نجوم كبار. إعلاء الشأن الدوري الياباني "جاي ليغ" سيستهل موسما جديدا غدا الجمعة بعد قطعه مشوارا طويلا منذ إطلاقه سنة 1993 ساهم هذا التطوير أيضا في إعلاء شَأن المنتخب الياباني الذي لم يكن قد تأهل في تاريخه إلى بطولة كأس العالم. استهل مشواره عام 1998 في فرنسا ومنذ ذلك الحين لم يغب عن نهائيات المونديال. وتوّج “الساموراي الأزرق” أيضا بلقب كأس آسيا أربع مرات. وبات يُنظر إلى الدوري الياباني في الدولة الجارة الصين كنموذج يُحتذى به في إبراز اللاعبين المحليين ومساعدة بناء المنتخب الوطني وإفراز أندية تدار معظمها تدار على أساس مالي سليم. ويرى كنغو ناكامورا، الذي حمل ألوان بلاده 68 مرّة وخاض نهائيات مونديال 2010، أن الدوري الياباني كان “الأساس” في تطوير وتحسين نتائج المنتخبات. وقال “بدأ جاي ليغ (الدوري الياباني) وأصبحنا لاعبين محترفين، ومعه ازداد وعي وجودة اللاعبين”. وبدأت الأندية الأوروبية تهتم أكثر باللاعبين اليابانيين بعد انطلاق الدوري الاحترافي، فانضم ميورا وهيديتوشي ناكاتا إلى ناديين إيطاليين. وارتفع منسوب اللاعبين المحترفين خارج البلاد مع مرور السنوات. سبعة لاعبين فقط من التشكيلة الأخيرة في مونديال قطر كانوا محترفين مع أندية محلية. هذه الفورة ساعدت اليابان على الوصول إلى العالمية كرويّا، لكن الأضواء خفتت تجاه الدوري المحلي. يقول ناكامورا الذي خاض نحو 700 مباراة مع نادي كاوازاكي فرونتالي “شخصيا أود رؤية المزيد من لاعبي الدوري الياباني في المنتخب الوطني، لأن هذا الأمر يوسع شعبية الدوري”. وأحرز فرونتالي لقب الدوري الياباني أربع مرات في آخر ست سنوات، لكنه ودّع خمسة لاعبين دوليين من بينهم كاورو ميتوما لاعب برايتون الإنجليزي. ويعتقد ناكامورا أنه من الصعب منع اللاعبين من الانتقال إلى أوروبا، حتى أنه يرى أن هذا الاتجاه “قد يتسارع” في السنوات المقبلة. لكن في الوقت نفسه يرى أن الأندية اليابانية “في حاجة إلى جلب الأموال كي تنتج المزيد من ميتوما” عندما يرحل لاعبوها. وأردف “هناك حالات ينهي فيها اللاعبون عقودهم وينتقلون إلى أوروبا من دون أن يحصل النادي على مقابل، وهذا مضرّ. وتواجه الأندية اليابانية تحدي الحصول على تعويضات مقابل الانتقالات”. جذب النجوم Thumbnail لا يزال الدوري يجذب بعض الأسماء المعروفة نسبيا، رغم تقدمها في السن أحيانا. فقد انتقل أبطال عالميون سابقون، على غرار الثلاثي الإسباني أندريس إنييستا وفرناندو توريس ودافيد فيا والألماني لوكاس بودولسكي، إلى اليابان في السنوات الأخيرة. ولا يزال إنييستا في صفوف فيسيل كوبي ويستعد لخوض موسمه السادس بعمر الثامنة والثلاثين. ويرى المدافع تومواكي ماكينو الذي لعب مع إنييستا في صفوف كوبي الموسم الماضي قبل اعتزاله، أن الدوري في حاجة إلى تلك الأسماء الرنانة لأنها تعزز الجودة بشكل عام. وأضاف “تضع بعض الضغوط أيضا على النادي، على غرار تحسين المرافق الطبية والدعاية والتعاقدات”. وكان ناكامورا في عمر الثالثة عشرة عندما شاهد المباراة الافتتاحية للدوري الياباني بحلته الجديدة على شاشة التلفزيون، وهي لحظة لا ينساها، وعن ذلك يقول “شاهدت تلك المباراة وجعلتني أرغب في اللعب ضمن الدوري الياباني”. وأردف “أعتقد أن أطفالا كثيرين رسموا هذا الحلم. كانت لحظة غيّرت حياتي”.

مشاركة :