دافيد بافيلوفتس يروي بيده اليسرى حكاية الألم والأمل

  • 1/13/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

لم يتوقف عازف الغيتار الهنغاري دافيد بافيلوفتس عند الحادث المأسوي الذي تعرض له عقب آخر حفلاته في الإسكندرية قبل خمس سنوات تــقريباً، ما تسبب بفقده المقدرة على استخدام يده اليمنى. لم يعتبر بافيلوفتس الذي وُصف في ذلك الوقت بـ «القريب من العبقرية»، الحادث سبباً يقصيه عن الحياة، بل عدّه تحدياً استثنائياً فُرض عليه وينبغي اختراقه وتطويعه، فاستعان بيده اليسرى وعاد ليبدأ مجدداً. لم تكن البداية الثانية سهلة ولا يسيرة، بل استشعر فيها قسوة استثنائية ومعاناة حقيقية ليعود إلى مستواه المميز كعازف موهوب. يقول دافيد لـ «الحياة»: «رفضت اليأس والخنوع والمرض، ولم أسمح للألم بأن يسيطر على حياتي، وقررت المواجهة. طوال خمس سنوات تحديت فضاءات استثنائية فرضت حولي، فإصابتي كانت بالغة، وبدأت التدرب على استخدام اليد اليسري، وشعرت بأنني أعزف للمرة الأولى في حياتي وعدت إلى بداياتي الأولى». ويضيف: «مرت هذه المرحلة الطويلة والقاسية وبدأت أستعيد جزءاً كبيراً من لياقتي الموسيقية. كانت عليّ العودة إلى الإسكندرية للعزف وإقامة الحفلات». بدأ عضو لجنة التحكيم في المسابقات الدولية وهو في السابعة عشرة من عمره، العزف على الغيتار. وبعد ثلاث سنوات فقط فاز بجائزة في مسابقة الغيتار الدولية في زوري في بولندا. وبعد ذلك بسنتين فاز بالجائزة الأولى في أقدم مسابقة للغيتار في أوروبا، وهو مهرجان «أزترغوم للغيتار». ويُرجع بافيلوفتس شغفه الموسيقي إلى جدته عازفه البيانو التي توفيت في الحرب العالمية الثانية، وقد سمع كثيراً من الحكايات عنها من جده العازف في فرقة دار الأوبرا في بودابست. عزف الهنغاري الشاب البيانو والغيتار في الوقت ذاته، إلا أن الغيتار كان مصدر إلهام له وجذبته براعة أساليب الجاز والموسيقى الإثنية والفلامنكو والموسيقى اللاتينية، كذلك الموسيقى الكلاسيكية التي يعتبر الكثير من مساراتها غير مكتشف. قدم عازف الغيتار الهنغاري، الذي وصف بمبدع موسيقى الشباب، حفلات في أكثر من ثلاثين دولة، بما في ذلك حفلة فردية في قاعة كارنيغي هول في نيويورك. وعن حفلته في الإسكندرية، يقول: «ليست المرة الأولى لي هنا. قدمت العديد من الحفلات في الإسكندرية آخرها في مكتبة الإسكندرية عام 2008، وكانت المرة الأخيرة التي استخدم فيها يديّ الاثنتين... أبحث بشغف عن الجمهور المتذوق، وفي الإسكندرية تركت الجمهور خمس سنوات وعدت لأجده متحمساً بشكل مثير للدهشة». ويرى بافيلوفتس أن الموسيقى «لغة لا تحتاج إلى مترجم. هي لغة عالمية تعبر عن كل البشر بمختلف مشاعرهم وأطيافهم وثقافاتهم وتوجهاتهم. ويهتم بافيلوفتس بموسيقى عهد، فيقدم إعادة صياغة استثنائية لعدد من أهم المؤلفات الموسيقية لكبار مؤلفي تلك الفترة، مثل باخ وهاندل. كما يقدم محاكاة لأعمال بيتهوفن وشوبان علاوة على عدد من مؤلفاته الشخصية التي يتأثر فيها أسلوبه بالإيماءات والعواطف الأصلية والأحاسيس الإيقاعية والتراث الشعبي لوسط أوروبا. قدم العازف والمؤلف الموسيقي الهنغاري في حفلته عدداً من المقطوعات الرائعة، منها مقطوعة موسيقية من البرازيل لموريل، وأخرى موسيقى لاتينية، كما قدم قطعة تركية مستمدة من الموسيقى الصوفية، ولحناً شعبياً شهيراً من هنغاريا. ومن مؤلفاته قدم «أماتيس» و«الساعة» و«رقصة درامية»، ومقطوعة «السلسلة» التي تحكي قصته منذ بداياته الأولى وتحوله فنياً لاستخدام يده اليسرى. ورافقه في الحفلة العازف المصري شادي ناجي وهو عازف غيتار سكندري عمل مع فرق مصرية وغربية عدة وتخصص في أداء المؤلفات الموسيقية الكلاسيكية من عصر الباروك والكلاسيكي والرومانسي، وبعض مؤلفي القرن العشرين.

مشاركة :