تلقى العلماء الذين يتولون مراقبة المريخ هدية ثمينة، بعدما ارتطم مسبار "إنسايت" بنيزك في سطح الكوكب الأحمر، محدثا هزات بلغت قوتها أربع درجات. وأمكن رصد هذه الهزات مباشرة بواسطة مسبار "إنسايت" موجود في الموقع الفضائي. تم اكتشاف هذه الهزات بواسطة مقياس الزلازل في مسبار "إنسايت" الذي كان قد هبط على سطح المريخ قبل نحو أربعة أعوام، على بعد نحو 3500 كيلومتر من موقع الارتطام. لكن منشأ هذا الزلزال المريخي لم يعرف إلا لاحقا، بفضل المركبة الفضائية "مارس ريكونيسنس أوربيتر" أو اختصارا "إم آر أو"، التي كانت موجودة في مدار الكوكب والتقطت صورا للحفرة المتكونة حديثا في غضون الساعات الأربع والعشرين التي أعقبت الارتطام. وأظهرت هذه الصورة المذهلة كتلا من الجليد أدى الارتطام إلى نثرها على السطح، وبدت فيها حفرة قطرها نحو 150 مترا وعمقها 20 مترا، وهي تاليا أكبر حفرة رصدتها المركبة المدارية "إم آر أو" على الإطلاق دخولها الخدمة قبل 16 عاما. ووفق "الفرنسية"، قالت إنجريد دوبار، التي تعنى بمهمتي "إنسايت" و"إم آر أو" في مؤتمر صحافي "لم نتوقع يوما أن نرى شيئا بهذا الحجم"، مع أن ارتطام النيازك بالمريخ أمر مألوف وليس نادر الحصول. وقدر الباحثون حجم النيزك نفسه بنحو 12 مترا، وهو ما كان ليؤدي لو كان متجها نحو كوكب الأرض، إلى تفككه وهو بعد في الغلاف الجوي. وأوضح فيليب لونيونيه، وهو أستاذ في علم الكواكب شارك في دراستين عن نتائج رصد هذا الارتطام نشرتا الخميس في مجلة "ساينس"، أنه "بكل بساطة أكبر ارتطام نيزكي على السطح أمكن الاستماع إليه منذ بدأ الاستخدام العلمي لأجهزة قياس الزلازل". وبثت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" تسجيلا صوتيا للزلزال أمكن إعداده بتسريع الاهتزازات التي جمعت بواسطة مقياس الزلازل، بهدف جعلها مسموعة. ويفترض أن تتيح المعلومات القيمة، التي وفرها هذا الارتطام تحسين المعرفة بالداخل المريخي وبتاريخ تكون الكوكب. ولاحظت إنجريد دوبار، التي شاركت في إعداد الدراستين أن وجود الجليد تحديدا أمر "مفاجئ"، موضحة أن "الموقع الذي رصد فيه الجليد هو الأشد حرارة على سطح المريخ، وهو الأقرب إلى خط الاستواء". وإضافة إلى المساهمة العلمية لهذا الاكتشاف في دراسة مناخ المريخ، يمكن أن يكون وجود الماء في هذا الموقع "مفيدا جدا" للمستكشفين في المستقبل، على ما رأت مديرة علوم الكواكب في ناسا لوري جلايز.
مشاركة :