تباطأ النمو الفرنسي بشكل حاد في الربع الثالث، في الوقت الذي حقق فيه الناتج المحلي الإجمالي تقدما بنسبة 0.2 في المائة فقط بعد قفزة بنسبة 0.5 في المائة حققها في الربيع، وفقا للبيانات التي كشف عنها المعهد الوطني للإحصاء والدراسات الاقتصادية أمس. يأتي ذلك فيما بدأ التضخم، الذي ارتفع بشكل حاد إلى 6.2 في المائة على أساس سنوي بعد تباطؤ في آب (أغسطس) وأيلول (سبتمبر)، في التأثير في القدرة الشرائية لدى الفرنسيين، وفقا لـ"الفرنسية". تماشيا مع توقعات المعهد الوطني للإحصاء وأقل قليلا من توقعات بنك فرنسا (+0.25 في المائة)، استفاد النمو من زيادة طفيفة في إنتاج الخدمات (+0.5 في المائة)، رغم التراجع في هذا المجال عن الزيادة التي جرى تحقيقها في الربيع (1 في المائة). وستكون الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام أكثر صعوبة، مع توقع نمو صفري في الربع الرابع من قبل المعهد الوطني للإحصاء والدراسات الاقتصادية، الذي يتوقع معدل 2.6 في المائة لكامل 2022 (0.1 نقطة أقل من تقدير الحكومة). وقال ماكسيم دارمي المتخصص الاقتصادي في الشأن الفرنسي لدى "أليانز ترايد" (Allianz Trade): إنه مع ارتفاع الأسعار بسرعة غير مسبوقة منذ منتصف الثمانينيات، "تشعر الأسر بشدة بانخفاض قدرتها الشرائية". البيانات الخاصة بالربع الثالث ليست متاحة بعد، لكن المعهد الوطني للإحصاء والدراسات الاقتصادية سجل بالفعل انخفاضا في القوة الشرائية في النصف الأول. وبالتالي انخفض المؤشر الذي يلخص فقدان القوة الشرائية الفردية "الدخل الإجمالي المتاح لكل وحدة استهلاك" 1.8 في المائة في الربع الأول و1.2 في المائة في الربع الثاني. ما تقدم يدفع الأسر إلى الاقتصاد، إذ يتوقع المعهد الوطني للإحصاء تقدما في معدل الادخار بحلول نهاية العام 17 في المائة مقابل 15.5 في المائة في النصف الأول. وقد بدأ بالفعل الإنفاق الاستهلاكي للأسر على خدمات الفنادق والمطاعم في التقلص هذا الصيف، حيث انخفض من 12.7 في المائة في الربع الثاني إلى 0.6 في المائة فقط خلال الفترة من يوليو إلى سبتمبر. وفي سياق الشأن الفرنسي، يعتزم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني الجديد ريشي سوناك الاجتماع العام المقبل، حيث شدد الزعيمان على الحاجة إلى العمل معا بعد توتر العلاقات بين بلديهما. وقالت الرئاسة الفرنسية في إفادة للصحافيين أمس، إن ماكرون وسوناك اتفقا على التحضير للقمة الثنائية في محادثة هاتفية جرت بينهما أمس. كما أكد متحدث باسم داونينج ستريت التخطيط للاجتماع، وفقا لوكالة "بلومبيرج" للأنباء. وأضاف البيان الفرنسي أن ماكرون هنأ سوناك على توليه مهام منصبه، وأكد استعداده لتعميق العلاقات الثنائية في مجالات الدفاع والشؤون الاستراتيجية والطاقة. وقال مكتب سوناك: إن الزعيمين اتفقا على أنه "من الضروري" التعاون في "مجموعة كبيرة من المجالات"، وناقشا أيضا الهجرة عبر القنال الإنجليزي، وهي قضية ساخنة في المملكة المتحدة، التي اقترنت بالتوترات التجارية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وخلال حملتها الانتخابية للفوز برئاسة الوزراء، رفضت ليز تراس الرد على سؤال عما إذا كان ماكرون صديقا أم عدوا، بيد أن سوناك، منافسها آنذاك، أجاب بأن ماكرون "صديق"، عندما سئل السؤال نفسه.
مشاركة :