الرياض 9 أكتوبر 2022 (شينخوا) اختتمت فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب 2022 والتى امتدت على مدى عشرة أيام، من 29 سبتمبر الماضي إلى 8 أكتوبر الجاري، تحت شعار “فصول الثقافة” بواجهة الرياض، بمشاركة 1200 دار نشر مثَّلت 32 دولةً، وحلَّت جمهورية تونس ضيف شرف بالمعرِض. وكرَّمت هيئة الأدب والنشر والترجمة السعودية، دور النشر الفائزة بجوائز معرض الرياض الدولي للكتاب لعام 2022، التي بلغ مجموعها 300 ألف ريال سعودي (الدولار الأمريكي الواحد يعادل نحو 3.75 ريال)؛ بهدف تحفيز الابتكار في قطاع النشر، ومواكبة التقنيات الجديدة، للوصول إلى كل الشرائح المستهدفة بطرق مبتكرة، وذات طابع مستديم، وذلك بمقر المعرض في واجهة الرياض، حسبما أفادت وكالة الأنباء السعودية ((واس)). وتناصفت الجوائز ست دور نشر سعودية، بواقع 50 ألف ريال لكل دار، وهي على النحو الآتي: جائزة التميز في النشر لدار “تشكيل”، وجائزة التميز في النشر للأطفال لدار “أصالة”، وجائزة النشر المتميز في الترجمة لمكتبة جرير، إضافة إلى جائزة التميز في النشر الرقمي للمنصات الرقمية لدار “مدارك”، وجائزة التميز في النشر للمحتوى السعودي لدار “ملهمون”، وجائزة اختيار القراء لدار “جدل”. وقال رئيس هيئة الأدب والنشر والترجمة في السعودية الدكتور محمد حسن علوان إن تونس الخضراء هي ضيفة شرف المعرض لهذا العام، واستضاف مسرحها داخل باحة المعرض العديد من الندوات والمسرحيات العربية، وجاء اختيار تونس لهذا العام لامتلاكها ثقافة عريقة وحضارة كبيرة ولكونها إضافة لأي معرض كتاب، فهي دولة تمتلك الكثير من الكتاب والأدباء والمثقفين والذين شاركونا في عدد من الندوات والبرامج الثقافية. وما يعتبر الجديد هذا العام هو مشاركة 68 دار نشر غير عربية لأول مرة في معرض الرياض الدولي للكتاب، ويعزى ذلك حسب مسؤولين عن المعرض لوجود الكثير من قراء غير العربية في مدينة الرياض، ما دعى المعرض لإتاحة فرصة الإطلاع والإستفادة لهم. ولدى الدور المهتمة بالشأن الصيني أيضاً حضور واضح في معرض هذا العام، حيث ((دار انتركونتيننتال)) الصينية للنشر التي اتخذت جناحاً مناسباً في المعرض، وعرضت كافة إصداراتها العربية إلى جانب إصداراتها باللغتين الإنجليزية والصينية، وكذلك مركز البحوث والتواصل المعرفي السعودي الذي يهتم كثيراً بالترجمة بين اللغتين الصينية والعربية وقد عرض مجموعة من إنتاجه في هذا الجانب. ويقول رئيس (الدار العربية للعلوم ناشرون) بسام شبارو لوكالة أنباء ((شينخوا)) إنها دار لبنانية تشارك في معرض الرياض منذ القدم ولديها اهتمام بارز في ترجمة ونشر المؤلف الصيني، مضيفا “نحن نسعد كثيراً بمشاركتنا في معرض الرياض الدولي للكتاب والتي تمتد لقرابة حوالي الثلاثين عاماً، موقعنا في المعرض يعد من أكبر المساحات وأهمها في المعرض ونعرض فيه أكثر من 2500 كتاب متنوع ونهتم بجميع الثقافات مثل الصينية والروسية والإنجليزية وغيرها ولدينا تعاونا وثيقا مع الجانب الصيني في نشر المؤلفات الصينية وترجمتها”. من جانبه، قال أحمد، وهو شاب سعودي قدم من إحدى المدن الصغيرة من خارج الرياض لحضور المعرض، إن معرض الرياض هو أهم فرصة لديه للإطلاع على أحدث الإصدارات والمؤلفات عند دور النشر العربية، ولا أفوت زيارته سنوياً فهو بمثابة احتفالية ثقافية خاصة أستمتع بها كثيراً، فأنا أعتبر من عشاق القراءة والإطلاع، واجتماع كل هذه الأعداد من الدور في مكان واحد هو أعظم هدية قد يحصل عليها محبي القراءة”. ويقول عبداللطيف الذي ينوي نشر كتابه الأول قريباً “أتمنى أن أحظى بفرصة نشر كتابي في معرض الرياض العام القادم، فأنا أغبط الذين يحصلون على مثل هذه الفرصة، فبعد سنوات من حضوري المتكرر لمعرض الرياض تأكدت أنه المكان الأنسب لانطلاقة أي كاتب يرغب في سلوك طريق التأليف والكتابة”. أما برهان أحمد المقيم في الرياض فلم يفوّت معرض الكتاب في الرياض طوال الأعوام الماضية، ويقول إن المعرض أصبح يغنيه عن حضور المعارض في الدول المجاورة وكذلك عن التردد على المكتبات في المدينة بعد أن يأخذ ما يحتاج إليه من كتب وتكفيه طوال العام. ونظمت أمس (السبت) ندوة بعنوان “هل يجب أن تكون متذوقًا للأدب كي تتقن الترجمة الأدبية ” ضمن الفعاليات الثقافية المصاحبة لمعرض الرياض الدولي للكتاب 2022 في ختام فعالياته بواجهة الرياض، وشارك فيها الدكتور عيسى مخلوف وبندر الحربي ويارا المصري وحاورهم الدكتور شريف بقنه، حسبما ذكرت ((واس)). وأوضح مخلوف أن هناك نسبة كبيرة من الترجمة للأسف شوهت قسمًا مهمًا من الأعمال الأدبية التي كتبت في الثقافات الأخرى والسبب عدم الإلمام بالثقافة المحلية واللغة العربية، مشيرًا إلى أنه لايمكن أن يترجم المترجم الأدبي دون أن يعرف لغتين، اللغة التي كتب بها النص الأصلي والتي ينقل إليها، مؤكداً أن الذي يريد أن يترجم رواية حتى لو لم يكن روائيًا على الأقل أن يكون ملمًا باللغتين وعالمًا وعارفًا بما يجري في المشهد الروائي في العالم العربي والأجنبي. من جانبه، بين الحربي أن لكل لغة منظور فريد في رؤيتها إلى العالم ولكل لغة طبقات ومعاني مختلفة، وأن الترجمة الأدبية تتكلم عن ثلاثة أشياء (فكرة ونص ومشاعر)، كما أوضح أن هناك العديد من المقولات قيلت في أزمنة مختلفة من علماء مختلفين ويعتقد أن الرأيين صحيحين. يذكر أن معرض الرياض الدولي للكتاب يقام بشكل سنوي في مدينة الرياض، حيث يُعد منصة للشركات والمؤسسات والأفراد العاملين والمهتمين بقطاعات الأدب والنشر والترجمة؛ لعرض مؤلفاتهم وخدماتهم، إضافةً إلى دوره الأساسي في تعزيز وتنمية شغف القراءة في المجتمع، وزيادة الوعي المعرفي والثقافي والأدبي والفني، وذلك من خلال تحفيز الأفراد على زيارة معرض الكتاب للاطلاع واقتناء المصنفات الثقافية والأدبية والتعليمية، وحضور المؤتمرات وورش العمل والندوات والمحاضرات الثقافية والأدبية والفنية والمبادرات المصاحبة للمعرض، حسبما ذكر الموقع الرسمي للمعرض على الانترنت. ويشكل المعرض حدثاً ثقافياً مهماً في المشهد الثقافي العربي، بوصفه أحد أهم معارض الكتب العربية من حيث عدد الزوار وحجم المبيعات وتنوع برامجه الثقافية، ومن حيث مشاركة أبرز دور النشر العربية والإقليمية والدولية. وبعد تأسيس هيئة الأدب والنشر والترجمة ضمن الهيئات الثقافية التابعة لوزارة الثقافة السعودية، انتقلت لها مسؤولية تنظيم وإشراف المعرض، حيث تعمل على تعزيز مكتسبات ومكانة معرض الرياض الدولي للكتاب في خارطة معارض الكتب الإقليمية والدولية، وإضافة التطوير اللازم لمواكبة رؤية المملكة 2030 المعززة والمحفزة لصناعة الثقافة باعتبارها من مقومات جودة الحياة. /نهاية الخبر/
مشاركة :