أطلقت مؤسسة صوت مشروعها السينمائي، الذي يستهدف إعادة اليمنيين إلى هذا المجال وهذا الفضاء، الذي أغلق أمام اليمنيين منذ نحو عقدين، الذي أسهم في عزلهم عن العالم، وقد قامت المؤسسة بعرض 5 أفلام ولا يزال هناك الكثير. تحاول المؤسسة فتح نافذة أمل، من أجل كسر الحاجز، والبدء بترجمة أفكار كثيرة إلى أفلام رغم تحديات عدة، يأتي على رأسها العادات الاجتماعية والحرب، واتفاق شبه كامل للفاعلين الرئيسين في الساحة على محاربتها. دعم تقول سماح الشغدري، إن فكرة السينما ليست جديدة، وإن تنفيذ الفكرة والحصول على مانح قبل تنفيذها هو الجديد، وتضيف، العمل على الفكرة بدأ منذ 6 أشهر تقريباً، سعت من خلاله المنظمة إلى البحث عن مانحين دوليين بُغية دعم المشروع السينمائي، غير أن الحرب، إضافة لاضطرابات الوضع السياسي وانعدام الخدمات الأساسية عرقل عملية تنفيذ المشروع على الواقع، لكن الفكرة والحاجة لهذا العمل انتصرا في الأخير وترجم العمل في الميدان، وتقوم المؤسسة بالترويج للفكرة والدعوة للعروض، التي تقدمها عبر نشطائها وصفحاتها على الشبكات الاجتماعية . ولا يقتصر مشروع سينما صوت على مشاهدة الأفلام فقط كل أربعاء، بل تعدى ذلك إلى تنظيم مناقشات بين الجمهور، وتقديم أوراق نقدية، يقدمها متخصصون في النقد السينمائي، ولم يكن تنفيذ الفكرة سهل ولاقت المؤسسة صعوبات جمة قبل أن يصبح الحلم حقيقة، ويبدأ تنفيذ المشروع. تمويل تقول سماح: إن مؤسسة صوت حين تأسست في 2010 كانت أهدافها واضحة في توجهها الثقافي والإعلامي لإيماننا العميق أن الثقافة هي الأداة الوحيدة التي يمكن من خلالها أن تكون أداة تغيير سلمي مبني على الرؤى والأفكار والنقاشات التي تفضي إلى الوصول لنقطة الحقيقة، مؤكدة أنه من هنا أتى مشروع السينما الذي فشلنا في الترويج له على مدار السنوات السابقة لتخوف الممولين من فكرة وجود سينما في مجتمع تقليدي محافظ مثل اليمن خاصة أن كل ما يمت بصلة للسينما قد قضي عليه بالتدريج حتى تم إقفال كل قاعات ودور السينما ليس في صنعاء فقط، بل وتعز وذمار والبيضاء وبقية محافظات الجمهورية. عروض شهد الأسبوع الأول من العروض فعالية بمناسبة الافتتاح وعرض فيلم وثائقي بعنوان يمنيات يصنعن التغيير من إنتاج المؤسسة نفسها، ثم توالت العروض تباعاً بشكل أسبوعي حيث تم عرض الأفلام التالية حتى الآن فيلم المنبوذون وهو فيلم من إنتاج السينما الفرنسية واعتبر الأكثر مشاهدة في فرنسا في عام 2011، وفيلم الخيال العلمي الاجتماعي the giver، الذي أُنتج في عام 2014، وفيلم إعادة تعريف الحرب من وجهة نظر نسوية، وهو فيلم وثائقي يتحدث عن الظلم والاضطهاد والعنف الذي يقع على المرأة أثناء الحرب بشكل رئيس، والفيلم الإيراني انفصال، الذي حاز جائزة أوسكار لأفضل فيلم أجنبي عام 2012، وفيلم وحوش بلا وطن، الذي يتحدث عن صناعة الحروب والمآسي، التي تخلفها تلك الحروب والدمار المختلف الذي تنتجه، وفيلم وجدة السعودي ضمن عروضها السينمائية الأسبوعية، التي تقيمها بالشراكة مع مؤسسة الأمير كلاوس الثقافية في الأسبوع الثامن، وفيلم المتباينة، والمتمردة وهما سلسلة تم اقتباسهما من روايتين للكاتبة الأميركية فيرونيكا روث. نقاش تعرض الأفلام على شاشة عادية (بروجكتر) بيد أن المختلف عن مشاهدة الفيلم في المنزل هو ارتياد صالة صغيرة مع مجموعة من المهتمين والاستماع لمتخصصين يقدمون أوراقاً نقدية عن الأفلام، التي تعرض، وتحظى الأفلام بنقاش بين الجمهور يتطرق للفكرة والرسالة التي يؤديها الفيلم، حتى إن النقاشات تتطور وتتناول الجانب الفني كالإنتاج والإخراج، وأغلب المهتمين في العروض السينمائية هم شباب وشابات من طلاب الجامعات، وبعض المهتمين من الأكاديميين، والناشطين، والحقوقيين، والدخول مجاني.
مشاركة :