النشاط الزائد والحركة لدى الأطفال ليست مؤشرًا على أن هذا الطفل مصاب بضعف الانتباه وفرط الحركة، فهناك طفل لديه طاقة ونشاط زائد في الحدود المقبولة بالنسبة لسنه أو زيادة مقبولة لذا هناك فرق بين الطفل "الشقي"، والطفل الذي يعاني متلازمة ضعف الانتباه فرط الحركة (ADHD). متى أشك أن الطفل "الشقي" النشيط يعاني ضعف انتباه وفرط حركة وأطلب استشارة طبية؟ النشاط الزائد والحركة المبالغ فيها لدى الطفل تحدث في مكانين مختلفين، ولا تكون مرتبطة بمكان معين مثل المنزل، لكن يتكرر الأمر في زيارات الأقارب والأصدقاء. تأثير هذه الحركة على أدائه المدرسي وتحصيله وحياته، فهناك طفل من شدة ذكائه يلقط المعلومة من أول مرة، وبعد ذلك يقضي وقته في المشاغبات واللعب والحركة، وهذا لا يعني أنه مصاب بضعف الانتباه فرط الحركة. ويقول الطبيب المصري، د. أمير سليمان، استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة، إن استمرار النشاط الزائد والمبالغ فيه لستة أشهر متواصلة لدى طفل أكبر من ثلاث سنوات، فإنه يعاني ضعف الانتباه وفرط الحركة (ADHD). وتحدث د. سليمان عن ضعف الانتباه وفرط الحركة، موضحا أنه مرض أعراضه تنقسم إلى قسمين: (أعراض فرط الحركة، وأعراض ضعف الانتباه) بالنسبة للأطفال من 16 سنة وأقل. فرط الحركة لها 9 أعراض يجب أن يكون متوافر 6 لصحة التشخيص: - لا يمكنه الجلوس طول الوقت ويظل في حركة دائمة. - يترك كرسيه بدون داعي وأحيانًا يفعل عكس ما هو مطلوب منه. - يقوم باللعب عند الضيوف بدون إحراج حتى لو كانت الزيارة الأولى. - لا يمكنه اللعب بألعاب مسلية أو الأنشطة المسلية مثل باقي الأطفال. - يحدث ضجيجًا دائمًا أثناء اللعب واللهو بدون صوت مرتفع. - ثرثار وكثير الكلام. - دائمًا مندفعًا في إجاباته ويجاوب عن السؤال قبل الانتهاء منه. - لا يعترف بالدور. - دائمًا يقاطع الشخص الذي يحدثه ولا ينتظره ليكمل كلامه. 6 أعراض أو أكثر من الـ9 أعراض المذكورة يجب أن تتوافر في الطفل: 1. لا ينتبه للتفاصيل، ويرتكب دائمًا أخطاء سببها عدم الانتباه ولكنه يعرف المعلومة ويظهرها عند أداء الواجب أو خلال الامتحانات (مثلًا يجاوب إجابة غير مطلوبة أو يجاوب إجابة ناقصة لا ينتبه للسؤال جيدًا). 2. ملول لا يمكنه التركيز باستمرار ولا ينجز مهمة مطلوبة (مثل الواجب مثلًا) يقوم خلال أكثر من 5 لـ 10 دقائق ويتجه لأي عمل آخر أو للهو. 3. لا يهتم إذا وجهت له كلامًا مباشرًا ولا يركز فيما يطلب منه. 4. لا ينفذ الأوامر بشكل دقيق، خاصة الأوامر المعقدة أو المركبة (ضع اللعبة داخل الشنطة ثم ضعها داخل الكرتونة الموجودة داخل الدولاب). 5. يتضايق جدًا من المهمات، التي تتطلب مجهودًا ذهنيًا (مثل واجب الحساب أو ألعاب الترتيب المنطقي وتركيب البازل). 6. ينسى دائمًا حاجاته وأدواته المدرسية دائمًا ناقصة مثل الأقلام، الأساتيك، البرايات، والكراسات. 7. أقل حاجة تشتت انتباهه وتضيع تركيزه (إذا تحدث أحد بجواره أثناء أداء الواجب ممكن يترك الواجب وينسى ماذا كان يفعل). 8. دائم النسيان، عندما تكلفه بمهمة ينساها (نسيانًا حقيقيًا وليس تمثيلًا). 9. يصعب عليه تحديد الخطوات المطلوبة لتنفيذ مهمة ما (عند أداء الواجب المفروض يذهب تلقائيًا إلى حقيبته لإحضار الكتاب والدفتر والمقلمة، لكنه يغيب ولا يحضر شيئًا). وحسب تصريحات د. أمير سليمان يمكن أن نتأكد من التشخيص في سن 4 سنوات، لكن الأعراض تبدأ قبل ذلك، والأطفال أصغر من 3 سنين ممكن يظهروا بعض أعراض فرط الحركة كشيء طبيعي وخلال تطورهم يتخلصون من النشاط الزائد. ويقول د. سليمان الطفل الذي وصل لـ3 سنوات، وهو يعاني هذه الأعراض غالبًا يكون لديه فرط حركة ويتأكد عندما يصل لـ 4 سنوات. وينصح بالاستشارة الطبية المبكرة، موضحا أنها مهمة لوجود تدخل مبكر عليها، وهذا أمر ضروري جدًا في هذه الحالة، ويساعد على التحسن. سبب حدوث هذا المرض في أطفال دون غيرهم ليس معروفًا حتى الآن، وهناك آراء طبية ترجح وجود عوامل وراثية أو عوامل بيئية، وآراء أخرى توقعت تدخين الأم أثناء الحمل، أو تعاطي الكحول أو تعرض الأم الحامل للتلوث، أو الولادة المبكرة ولكنها مجرد اجتهادات فمازال الموضوع قيد البحث. أهمها ضعف الأداء المدرسي وما يصاحب ذلك من التعرض للعقاب أو النقد الدائم والإحباط وفقدان الثقة بالنفس، وصعوبة التواصل مع زملائهم ومع الأكبر منهم سنًا. العلاج السلوكي بتعزيز السلوكيات المطلوبة والقضاء تدريجيًا على السلوكيات غير المرغوب فيها. العلاج العائلي من خلال دعم الأسرة. العلاج باستخدام مجموعات الدعم. التدريب على اكتساب المهارات. العلاج الدوائي بأدوية منشطة للمخ والأدوية المهدئة باستشارة الطبيب.
مشاركة :