بمناسبة مرور 95 عاماً على ميلاد شاعر العامية المصري الشهير فؤاد حداد، و37 عاماً على رحيله المتزامنَين، أطلق نجلاه الشاعران سليم وأمين حداد احتفالية افتراضية على مواقع التواصل الاجتماعي، لتذكر أجمل قصائده وأبيات والدهما الشعرية التي تروق لمحبيه من الكتاب والشعراء المصريين، بدأت الاحتفالية بتغريدة كتبها الشاعر أمين حداد، الأحد، قال فيها «النهارده عيد ميلاد فؤاد حداد (30 أكتوبر/ تشرين الأول 1927، وبعد غد ذكرى وفاته 1 نوفمبر/ تشرين الثاني 1985، وكأنه عاش يومين غير فيهما وجه الشعر»، أو كما قال: (حياتي يومين وحِسكْ بينهم النسمة)»، أما شقيقه الأكبر سليم فقد كتب على «فيسبوك»: «أرسل له بيتاً من أشعاره تحبه غداً الذكرى 37 لرحيل والد الشعراء، شاعر الشعب فؤاد حداد (كنت حالف تحت عين الله إني أخد حقي من موتي)». وجاءت الاستجابات كبيرة عبر كثيرين، بينهم من لا يكتبون الشعر، ولا يكتبون أي نوع من الأدب، وهذا ما أدهش الشاعر سليم حداد، الذي لاحظ أيضاً أن كثيراً من المشاركين في الاحتفالية من الشباب الذين لم يعاصروا فؤاد حداد، صاحب الجائزة الشعرية المهمة التي تتوج اسمه، ويشرف عليها اتحاد كتاب مصر. سليم حداد قال لـ«الشرق الأوسط»، «تذكر كثيرون قصائد وأبياتاً بعينها بشكل متشابه، من شعره ودواوينه التي وصل عددها إلى 32 ديواناً شعرياً، أما أنا فقد دعوت في هذه المرة لأن يرسل محبوه ما يروق لهم من أبيات بمناسبة ذكرى وفاته، وقد وجدت أنها فكرة جميلة للاحتفال به، وقد تلاحظ على مواقع التواصل الاجتماعي أن أغلب الذين يتحدثون عن فؤاد حداد، ويكتبون أبيات من شعره ويهدونها إليه شباب صغار، وقد لاحظت أن هناك عدداً كبيراً منهم أنشأوا صفحات على (فيسبوك) باسم والدي، وقد تحفظت في البداية على هذا الأمر، وغضبت منهم، وطلبت من بعضهم أن يكتب اسمه على الصفحة، أو يشير في البروفيل الخاص بها إلى أنه (محب لفؤاد حداد)، أو أي شيء من هذا القبيل، لكنني بعد ذلك قلت وما الضرر في ذلك، إنه أمر جميل، فلتكن هذه الصفحات نافذة لنشر إبداعاته، دع الناس تشعر بالانبساط وتعرف فؤاد حداد وطريقته وأسلوبه الذي يكتب به، وتتذكر آثاره الشعرية». يشار إلى أن جذور فؤاد حداد تعود إلى لبنان، فقد ولد أبوه في بلدة عبيه بجبل لبنان، وتخرج في الجامعة الأميركية ببيروت، وتخصص في الرياضيات المالية، ثم جاء إلى القاهرة قبيل الحرب العالمية الأولى، وعمل مدرساً بكلية التجارة (جامعة فؤاد الأول) وحصل على لقب البكوية، وقد تعلم فؤاد حداد في مدرسة الفرير ثم مدرسة الليسيه الفرنسيتين، وقرأ تراث الشعر العربي والأدب الفرنسي في مكتبة والده. ويؤكد سليم أنه «رغم مرور 37 عاماً على رحيل والدي، فإن هذا الرحيل يسبب لي وجعاً حتى الآن، أشعر به وكأنه رحل منذ أيام قليلة أو شهور، نادراً ما تجد الأب المثال، لكن كان والدي مثالاً في كل شيء، لا أتذكر له غلطة واحدة، كانت دائماً أفعاله نموذجية، من هنا وجدت نفسي وأنا أكتب رسالتي اليوم أريد أن أقول له، ومن خلال الناس، أنا ما زلت أتذكرك وأحبك، ما زلت معنا، نحيا بذكراك، وسوف نأتي لك نحمل ما تركت لنا من محبة وأشعار تعلي من المثل والقيم الإنسانية». وتحدث سليم عن أكثر ما يوجعه من أشعار والده، وهو بيت وجدوه على مكتبه، كتبه ليلة رحيله، يقول فيه «مات اللي كان ناوي يموت ولا يقطع دابر أمل المساكين»، وكان ذلك قبل رحيله بساعات وهو منشور في ديوان «المكحلة والمعاناة» الذي صدر ضمن أعماله الكاملة الصادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب.
مشاركة :