رحلة طويلة وقاسية، يعيشها مرضى السرطان خلال معركتهم مع المرض، وصراعهم للتغلب عليه، فهم يحتاجون إلى أشخاص يمسكون بيدهم، ويوفرون لهم الرعاية والاهتمام، حتى لا يشعروا بأنهم وحدهم في هذه المواجهة. الطالبة أشيكا ساي، والتي تدرس في الصف الحادي عشر بمدرسة جيمس متروبول موتور سيتي في دبي، بعثت رسالة أمل ومحبة لمرضي السرطان، من خلال لفتة إنسانية، ترجمتها بقص شعرها الذي يبلغ طولة 60 سم، وتبرعت به لمؤسسة الجليلة، إيماناً منها بأهمية نشر تلك المبادرة، ومساهمتها في إلهام وتشجيع أفراد المجتمع المدرسي، لحذوها في تقديم الدعم للمرضي، وتحديداً لمن يفقدون شعرهم أثناء خضوعهم للعلاج الكيميائي. شجاعة وقدمت «أشيكا» مثالاً بارزاً للتعبير عن روح التفاني والشجاعة، من خلال خطوتها المميزة، التي قامت بها من أجل مرضى السرطان، والتي تعد والدتها واحدة منهن، وذلك من خلال التبرع بشعرها، للمساهمة في تعزيز الراحة النفسية والجسدية لهم، وكيفية التعامل مع جسدهم الذي يقاوم المرض، وعدم اضطرارهم للشعور بأنهم يحتاجون إلى الاندماج من جديد داخل مجتمعاتهم. وعي وقالت أشيكا: «قررت أقصّ شعري في مدرستي، انطلاقاً من شعوري وإيماني بأن هذه الخطوة، ستساعد في تعزيز مستوى الوعي حول السرطان، وخاصة أن القدرات العاطفية للأطفال، لاستيعاب وفهم ومواجهة المواقف الصعبة، لا تكون على مستوى من القوة والحكمة للتعامل معها، لذا، يجب علينا بذل الجهود لمساعدتهم على فهم الأمور من وجهة نظر مختلفة ومغايرة، وأن نشكل مصدر إلهام لهم». وأوضحت لـ «البيان»، أنها أصيبت بصدمة، عندما اكتشفت إصابة والدتها بسرطان الثدي عبر الصدفة، وشعرت بالخوف والقلق، خاصة أن والدتها تجسّد عالمها الخاص، وتتشارك معها كل تفاصيل حياتها، ولم يكن باستطاعتها أن تفكر بالأمر من وجهة نظر مختلفة، وامتلكها شعور الخوف من المجهول. وأضافت أنها أدركت أهمية أن تتحلى بالقوة والشجاعة، والتأقلم في تلك المرحلة مع حالة والدتها، من خلال التفكير بإيجابية والتحلي بالإيمان والكثير من الصلاة، ولم تسمح للأفكار السيئة أن تسيطر على أفكارها، كما أنها حصلت على دعم من والدها، الذي كان يؤكد لها يومياً، أن عائلتها ستشكل مصدر إلهام للمجتمع، انطلاقاً من الإصرار على نشر ثقافة التوعية بأهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي. وتابعت بأن تجربتها مع والدتها، جعلتها تتشارك قصص وتجارب مرضى السرطان، ورحلتهم مع العلاج والشفاء مع أصدقائها، وباتت سفيرة نشر التوعية بمرض سرطان الثدي في مدرستها، وفي الوقت ذاته، قدمت لها إدارة مدرستها كل الدعم اللازم، ورسخت لديها مفهوم المناصرة والدعم لهؤلاء المرضي، فضلاً عن مدها بالقوة التي جعلتها صامدة في مواجهة أي صدمات في الحياة. واختتمت بأنه يجب علينا جميعاً أن نقف إلى جانب مرضى السرطان، ومناصرتهم ودعمهم، ليس فقط خلال شهر أكتوبر، الذي يعتبر شهر التوعية من سرطان الثدي، بل يجب أن تستمر المناصرة طوال أيام السنة. تابعوا أخبار الإمارات من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :