نمو اقتصادات الخليج 6.9% في 2022.. البنك الدولي لـ«أخبار الخليج»: انخفــاض «العجـــز» فـي البحـــريـن إلـى أقــل مـن 4% بفضـــل بـرنــامــج التـــوازن الـمــالـي

  • 10/31/2022
  • 23:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أجرى‭ ‬الحوار‭: ‬محمد‭ ‬الساعي   أصدر‭ ‬البنك‭ ‬الدولي‭ ‬أمس‭ ‬تقريره‭ ‬الأخير‭ ‬حول‭ ‬المستجدات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ‬‮«‬فرص‭ ‬النمو‭ ‬الأخضر‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‮»‬‭. ‬ووفقا‭ ‬للتقرير،‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬تنمو‭ ‬اقتصادات‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬بنسبة‭ ‬6‭.‬9‭ ‬‭%‬‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2022‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تنخفض‭ ‬إلى‭ ‬3‭.‬7‭%‬‭ ‬و‭ ‬2‭.‬4‭%‬‭ ‬في‭ ‬عامي‭ ‬2023‭ ‬و‭ ‬2024‭ ‬على‭ ‬التوالي‭.‬ كما‭ ‬توقع‭ ‬التقرير‭ ‬أن‭ ‬يسجل‭ ‬رصيد‭ ‬المالية‭ ‬العامة‭ ‬لدول‭ ‬المجلس‭ ‬فائضاً‭ ‬بنسبة‭ ‬5‭.‬3‭ ‬‭%‬‭ ‬في‭ ‬إجمالي‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬وهو‭ ‬أول‭ ‬فائض‭ ‬يُسجل‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2014‭ - ‬فيما‭ ‬يُتوقع‭ ‬أن‭ ‬يصل‭ ‬فائض‭ ‬الميزان‭ ‬الخارجي‭ ‬لدول‭ ‬المجلس‭ ‬إلى‭ ‬17‭.‬2‭ ‬‭%‬‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭.‬ ما‭ ‬أبرز‭ ‬المؤشرات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بمستقبل‭ ‬اقتصاديات‭ ‬الخليج‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬والبحرين‭ ‬بشكل‭ ‬خاص؟،‭ ‬ما‭ ‬السيناريوهات‭ ‬المحتملة‭ ‬في‭ ‬2023،‭ ‬ما‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬لاسيما‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بتحقيق‭ ‬رؤاها‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬التكامل‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬والتحول‭ ‬من‭ ‬اقتصاديات‭ ‬تقليدية‭ ‬إلى‭ ‬معرفية‭ ‬متطورة؟‭.‬ تساؤلات‭ ‬عديدة‭ ‬ناقشتها‭ ‬‮«‬أخبار‭ ‬الخليج‮»‬‭ ‬مع‭ ‬المدير‭ ‬الإقليمي‭ ‬للبنك‭ ‬الدولي‭ ‬لدول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي،‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬أفريقيا،‭ ‬عصام‭ ‬أبو‭ ‬سليمان‭ ‬في‭ ‬حوار‭ ‬شامل‭.‬   فائض‭ ‬بعد‭ ‬العجز }‭ ‬مع‭ ‬صدور‭ ‬النسخة‭ ‬الأخيرة‭ ‬من‭ ‬تقرير‭ ‬البنك‭ ‬الدولي‭ ‬حول‭ ‬اقتصاديات‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭. ‬ما‭ ‬أبرز‭ ‬المؤشرات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بدول‭ ‬المنطقة‭ ‬إجمالاً؟ }}‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ - ‬يجيب‭ ‬المدير‭ ‬الإقليمي‭- ‬شهدت‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬انتعاشاً‭ ‬اقتصادياً‭ ‬قوياً‭ ‬من‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2021‭ ‬والنصف‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬استعادة‭ ‬المراكز‭ ‬المالية‭ ‬العامة‭ ‬والخارجية‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬حالات‭ ‬الهبوط‭ ‬الحادة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2020‭. ‬وبعد‭ ‬انكماش‭ ‬إجمالي‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬بما‭ ‬يناهز‭ ‬5‭%‬‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2020،‭ ‬حقق‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الإقليمي‭ ‬لمجموع‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬نمواً‭ ‬بنسبة‭ ‬2‭.‬9‭%‬‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2021،‭ ‬ومن‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يصل‭ ‬النمو‭ ‬إلى‭ ‬6‭.‬9‭%‬‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2022‭. ‬ونقل‭ ‬الارتفاع‭ ‬في‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭ ‬والانتعاش‭ ‬في‭ ‬القطاعات‭ ‬غير‭ ‬النفطية‭ ‬أرصدة‭ ‬المالية‭ ‬العامة‭ ‬من‭ ‬حالة‭ ‬عجز‭ ‬بلغت‭ ‬10.8‭%‬‭ ‬و2‭.‬2‭%‬‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬في‭ ‬عامَي‭ ‬2020‭ ‬و2021‭ ‬إلى‭ ‬فائض‭ ‬قدره‭ ‬5‭.‬3‭%‬‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2022‭. ‬ وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه،‭ ‬عززت‭ ‬طفرة‭ ‬أسعار‭ ‬السلع‭ ‬فوائض‭ ‬الحسابات‭ ‬الخارجية‭ ‬لدول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬التي‭ ‬ارتفعت‭ ‬من‭ ‬8‭%‬‭ ‬إلى‭ ‬17‭.‬2‭%‬‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬بين‭ ‬عامَي‭ ‬2021‭ ‬و2022‭.  ‬ ويضيف‭ ‬أبوسليمان‭: ‬من‭ ‬جانب‭ ‬آخر،‭ ‬كان‭ ‬التضخم‭ ‬المنخفض‭ ‬للغاية‭ ‬حالة‭ ‬شائعة‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬خلال‭ ‬الجائحة‭ ‬العالمية‭. ‬ولكن‭ ‬بسبب‭ ‬الانتعاش‭ ‬الاقتصادي‭ ‬القوي‭ ‬واختناقات‭ ‬سلاسل‭ ‬الإمداد،‭ ‬ارتفع‭ ‬التضخم‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭ ‬إلى‭ ‬معدل‭ ‬قدره‭ ‬2‭.‬1‭%‬‭ ‬في‭ ‬المتوسط‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2021‭ ‬ارتفاعاً‭ ‬من‭ ‬0‭.‬8‭%‬‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2020‭. ‬واستمرت‭ ‬آثار‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭ ‬في‭ ‬النصف‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2022‭ ‬في‭ ‬دفع‭ ‬التضخم‭ ‬صعوداً‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭ ‬باستثناء‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭. ‬غير‭ ‬أن‭ ‬أسعار‭ ‬الفائدة‭ ‬المرتفعة‭ ‬وإعانات‭ ‬الدعم‭ ‬السخية‭ ‬والعملات‭ ‬المحلية‭ ‬القوية‭ ‬التي‭ ‬ترتبط‭ ‬في‭ ‬الغالب‭ ‬بالدولار‭ ‬الأمريكي‭ ‬خففت‭ ‬من‭ ‬الوضع‭ ‬الكامل‭ ‬لارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬المواد‭ ‬المستوردة‭ ‬على‭ ‬المستهلكين‭ ‬والشركات‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬المجلس،‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬تضخم‭ ‬محدود‭ ‬مقارنةً‭ ‬بالدول‭ ‬الأخرى‭ ‬ذات‭ ‬الدخل‭ ‬المرتفع‭.‬ البحرين‭.. ‬مواصلة‭ ‬الانتعاش }‭ ‬ماذا‭ ‬عن‭ ‬المؤشرات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بشكل‭ ‬خاص؟ }}‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬البحرين،‭ ‬يواصل‭ ‬الاقتصاد‭ ‬انتعاشه‭ ‬التدريجي‭ ‬مع‭ ‬تسارع‭ ‬نمو‭ ‬إجمالي‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الحقيقي‭ ‬إلى‭ ‬5‭.‬5‭%‬‭ ‬في‭ ‬الربع‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬مدعوماً‭ ‬بتحسن‭ ‬ملحوظ‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬غير‭ ‬النفطي‭ ‬الذي‭ ‬سجل‭ ‬نمواً‭ ‬بنسبة‭ ‬7‭.‬8‭%‬‭. ‬ ويُعتبر‭ ‬الأداء‭ ‬القوي‭ ‬للقطاعات‭ ‬التي‭ ‬تقتضي‭ ‬طبيعتها‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الجمهور‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر،‭ ‬مثل‭ ‬الفنادق‭ ‬والمطاعم،‭ ‬والنقل‭ ‬والاتصالات،‭ ‬والتصنيع،‭ ‬واضحاً‭ ‬مع‭ ‬إعادة‭ ‬فتح‭ ‬أبواب‭ ‬النشاط‭ ‬الاقتصادي‭ ‬بشكل‭ ‬كامل‭. ‬في‭ ‬المقابل،‭ ‬تقلص‭ ‬نمو‭ ‬إجمالي‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬للقطاع‭ ‬النفطي‭ ‬بنسبة‭ ‬4‭.‬7‭%‬‭ ‬بسبب‭ ‬الصيانة‭ ‬الموسمية‭ ‬لحقول‭ ‬النفط‭. ‬ وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه،‭ ‬أدت‭ ‬مضاعفة‭ ‬ضريبة‭ ‬القيمة‭ ‬المضافة‭ ‬10‭%‬‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬والنقل‭ ‬وخدمات‭ ‬الضيافة،‭ ‬إلى‭ ‬دفع‭ ‬التضخم‭ ‬إلى‭ ‬أعلى‭ ‬مستوى‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬ست‭ ‬سنوات‭ ‬ليستقرّ‭ ‬عند‭ ‬3‭.‬5‭%‬‭ ‬خلال‭ ‬أول‭ ‬سبعة‭ ‬أشهر‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2022‭. ‬وارتفعت‭ ‬الإيرادات‭ ‬الحكومية‭ ‬بنسبة‭ ‬52‭%‬‭ ‬في‭ ‬النصف‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2022‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭ ‬وانتعاش‭ ‬الإيرادات‭ ‬غير‭ ‬النفطية،‭ ‬مدعومةً‭ ‬بحالة‭ ‬الانتعاش‭ ‬وتضاعف‭ ‬معدل‭ ‬ضريبة‭ ‬القيمة‭ ‬المضافة‭. ‬ ونتيجةً‭ ‬لذلك،‭ ‬تحول‭ ‬رصيد‭ ‬المالية‭ ‬العامة‭ ‬إلى‭ ‬فائض‭ ‬قدره‭ ‬0‭.‬2‭%‬‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬خلال‭ ‬النصف‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬بعد‭ ‬عجز‭ ‬قدره‭ ‬3‭.‬6‭%‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬في‭ ‬النصف‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2021،‭ ‬ما‭ ‬أسهم‭ ‬في‭ ‬تحسين‭ ‬مسار‭ ‬الديون‭ ‬للفترة‭ ‬المتبقية‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬العام‭. ‬ وعلى‭ ‬الصعيد‭ ‬ذاته،‭ ‬أدى‭ ‬التحسن‭ ‬في‭ ‬الصادرات‭ ‬النفطية‭ ‬وغير‭ ‬النفطية‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬وضع‭ ‬الميزان‭ ‬الخارجي‭ ‬بشكل‭ ‬ملحوظ‭ ‬حيث‭ ‬سجل‭ ‬فائضاً‭ ‬بنسبة‭ ‬8‭%‬‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬خلال‭ ‬النصف‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬ارتفاع‭ ‬فواتير‭ ‬الاستيراد‭.‬ ومن‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يتسارع‭ ‬النمو‭ ‬ليصل‭ ‬إلى‭ ‬3‭.‬8‭%‬‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬مدفوعاً‭ ‬بشكل‭ ‬أساسي‭ ‬بالقطاع‭ ‬غير‭ ‬الهيدروكربوني‭ ‬الذي‭ ‬يُتوقع‭ ‬أن‭ ‬يتجاوز‭ ‬4‭%‬‭ ‬بفضل‭ ‬إعادة‭ ‬فتح‭ ‬أبواب‭ ‬النشاط‭ ‬الاقتصادي‭ ‬بشكل‭ ‬كامل‭ ‬ونهوض‭ ‬قطاع‭ ‬الصناعات‭ ‬التحويلية‭. ‬ من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يشهد‭ ‬قطاع‭ ‬النفط‭ ‬زيادة‭ ‬متواضعة‭ ‬بنسبة‭ ‬0‭.‬5‭%‬‭ ‬تماشياً‭ ‬مع‭ ‬نهج‭ ‬الإنتاج‭ ‬الحذر‭ ‬الذي‭ ‬قررت‭ ‬أوبك‭+ ‬اتباعه‭ ‬والطاقة‭ ‬الإنتاجية‭ ‬للبحرين‭. ‬ وبالمقال،‭ ‬يتوقع‭ ‬أن‭ ‬يتراجع‭ ‬النمو‭ ‬إلى‭ ‬3‭%‬‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬المتوسط‭ ‬مع‭ ‬استمرار‭ ‬جهود‭ ‬الحكومة‭ ‬لضبط‭ ‬أوضاع‭ ‬المالية‭ ‬العامة‭. ‬ وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالتضخم،‭ ‬تشير‭ ‬التوقعات‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬معدل‭ ‬التضخم‭ ‬سيدور‭ ‬حول‭ ‬3‭%‬‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬مدفوعاً‭ ‬بتعافي‭ ‬الطلب‭ ‬وارتفاع‭ ‬الأسعار‭ ‬العالمية‭ ‬للسلع‭ ‬والزيادة‭ ‬المضاعفة‭ ‬الأخيرة‭ ‬لضريبة‭ ‬القيمة‭ ‬المضافة،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يتراجع‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬المتوسط‭ ‬مع‭ ‬انخفاض‭ ‬الأسعار‭ ‬العالمية‭ ‬للسلع‭ ‬وتبدد‭ ‬أثر‭ ‬ارتفاع‭ ‬معدل‭ ‬ضريبة‭ ‬القيمة‭ ‬المضافة‭. ‬ كما‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يؤدي‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭ ‬وزيادة‭ ‬الإيرادات‭ ‬الحكومية‭ ‬واستئناف‭ ‬ضبط‭ ‬الإنفاق‭ ‬بموجب‭ ‬برنامج‭ ‬التوازن‭ ‬المالي‭ ‬إلى‭ ‬تضييق‭ ‬عجز‭ ‬المالية‭ ‬العامة‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬دون‭ ‬4‭%‬‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2022‭. ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يتحسن‭ ‬رصيد‭ ‬الحساب‭ ‬الجاري‭ ‬الذي‭ ‬سجل‭ ‬أول‭ ‬فائض‭ ‬له‭ ‬منذ‭ ‬سبع‭ ‬سنوات‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2021‭ ‬تحسناً‭ ‬ملحوظاً‭ ‬ليصل‭ ‬إلى‭ ‬11‭.‬3‭%‬‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2022‭ ‬وأن‭ ‬يواصل‭ ‬تحقيق‭ ‬فائضٍ‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬المتوسط‭.‬ سيناريوهات‭ ‬2023 }‭ ‬ولكن‭.. ‬أمام‭ ‬التحديات‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬ومخاطر‭ ‬الركود‭ ‬التراكمي‭ ‬وغيرها،‭ ‬ما‭ ‬السيناريوهات‭ ‬المحتملة‭ ‬لاقتصاديات‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬خلال‭ ‬عام‭ ‬2023؟ ‭**‬‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يتراجع‭ ‬النمو‭ ‬الإقليمي‭ ‬لدول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬إلى‭ ‬3‭.‬7‭%‬‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2023‭ ‬وإلى‭ ‬2‭.‬4‭%‬‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2024‭ (‬مقارنةً‭ ‬بـنسبة‭ ‬6‭.‬9‭%‬‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2022‭). ‬ومع‭ ‬ضعف‭ ‬النمو‭ ‬العالمي‭ ‬الذي‭ ‬يعكس‭ ‬تدهوراً‭ ‬في‭ ‬الثقة‭ ‬وزيادة‭ ‬في‭ ‬التضخم‭ ‬وتشديداً‭ ‬للظروف‭ ‬المالية،‭ ‬تحولت‭ ‬التوقعات‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬معظم‭ ‬الأسواق‭ ‬المتقدمة‭ ‬والناشئة‭ ‬إلى‭ ‬سلبية،‭ ‬فيما‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬التوقعات‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬قوية،‭ ‬مدعومةً‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬بظروف‭ ‬سوق‭ ‬النفط‭ ‬العالمية‭ ‬المواتية،‭ ‬ولكن‭ ‬أيضاً‭ ‬والأهم‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬بثمار‭ ‬الإصلاحات‭ ‬الهيكلية‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تنفيذها‭ ‬مؤخراً‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬هناك‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬إصلاحات‭ ‬إضافية‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تتمكن‭ ‬اقتصادات‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬إمكاناتها‭ ‬الكاملة‭ ‬للنمو‭.‬ تنوع‭.. ‬دون‭ ‬المستوى }‭ ‬تتخذ‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬تدابير‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تنويع‭ ‬مصادر‭ ‬الدخل،‭ ‬ولكن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الاقتصاديين‭ ‬يرون‭ ‬أنه‭ ‬حتى‭ ‬المصادر‭ ‬البديلة‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬النفط‭ ‬بشكل‭ ‬أساسي‭. ‬في‭ ‬رأيكم،‭ ‬ما‭ ‬أبرز‭ ‬فرص‭ ‬تنويع‭ ‬مصادر‭ ‬الدخل‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬دول‭ ‬الخليج؟‭ ‬وما‭ ‬الثغرات‭ ‬أو‭ ‬الفجوات‭ ‬في‭ ‬الجهود‭ ‬التي‭ ‬تبذل‭ ‬بهذا‭ ‬الشأن؟ }}‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬جميع‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬سعت‭ ‬إلى‭ ‬تنويع‭ ‬اقتصاداتها‭ ‬فترة‭ ‬من‭ ‬الزمن‭. ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬الجهود‭ ‬المبذولة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬التنويع‭ ‬دون‭ ‬المستويات‭ ‬الممكنة‭ ‬ويتطلب‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الإصلاحات‭. ‬ فمثلا،‭ ‬تم‭ ‬إحراز‭ ‬تقدم‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬غير‭ ‬النفطي،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬النجاح‭ ‬كان‭ ‬محدوداً‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬الصادرات‭ ‬غير‭ ‬النفطية‭. ‬وتحقق‭ ‬قدر‭ ‬من‭ ‬النجاح‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬نمو‭ ‬القطاع‭ ‬غير‭ ‬النفطي‭ ‬الذي‭ ‬شكل‭ ‬58‭%‬‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬لكامل‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2012‭ ‬مقابل‭ ‬64‭%‬‭ ‬حالياً‭. ‬ولكن‭ ‬التقدم‭ ‬كان‭ ‬محدوداً‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬معدل‭ ‬نمو‭ ‬الصادرات‭ ‬غير‭ ‬النفطية‭ ‬إلى‭ ‬إجمالي‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭. ‬وشهدت‭ ‬معظم‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬نمواً‭ ‬ضئيلاً‭ ‬للغاية‭ ‬في‭ ‬الصادرات‭ ‬غير‭ ‬النفطية‭ ‬في‭ ‬العقدين‭ ‬الماضيين‭. ‬ وفي‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬خصصت‭ ‬دول‭ ‬مثل‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬والإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة،‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬أخرى،‭ ‬موارد‭ ‬مالية‭ ‬ضخمة‭ ‬لتنويع‭ ‬اقتصاداتها‭ ‬كجزء‭ ‬من‭ ‬رؤاها‭ ‬وإستراتيجياتها‭ ‬الوطنية‭. ‬غير‭ ‬أن‭ ‬التقدم‭ ‬المحرز‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬الصادرات‭ ‬غير‭ ‬النفطية‭ ‬مقارنةً‭ ‬بالواردات‭ ‬كان‭ ‬محدوداً‭. ‬البحرين‭ ‬وحدها‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تمكّنت‭ ‬من‭ ‬سد‭ ‬هذه‭ ‬الفجوة‭ ‬‮«‬التنافسية‮»‬‭.‬ لذلك‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تشكل‭ ‬المكاسب‭ ‬النفطية‭ ‬غير‭ ‬المتوقعة‭ ‬الحالية‭ ‬فرصة‭ ‬كبيرة‭ ‬لتسريع‭ ‬التحول‭ ‬الهيكلي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬زيادة‭ ‬تنويع‭ ‬حصة‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬في‭ ‬الاقتصادات‭ ‬وزيادتها‭. ‬وتضع‭ ‬التوقعات‭ ‬العالمية‭ ‬المتشائمة‭ ‬والمخاطر‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬القريب‭ ‬المرتبطة‭ ‬بأسواق‭ ‬النفط‭ ‬جهود‭ ‬التنويع‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬الأولويات‭. ‬ كما‭ ‬أن‭ ‬المنطقة‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تعتمد‭ ‬بشدة‭ ‬على‭ ‬السلع‭ ‬الأساسية،‭ ‬حيث‭ ‬يمثل‭ ‬قطاع‭ ‬الهيدروكربونات‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬35‭%‬‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬للمنطقة‭ ‬حيث‭ ‬يولد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬50‭%‬‭ ‬من‭ ‬إيرادات‭ ‬المالية‭ ‬العامة‭ ‬والصادرات‭. ‬وتمارس‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭ ‬المرتفعة‭ ‬ضغوطاً‭ ‬على‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬زيادة‭ ‬الإنتاج‭ ‬بشكل‭ ‬أسرع‭ ‬لتعويض‭ ‬الإنتاج‭ ‬المفقود‭ ‬من‭ ‬روسيا‭ ‬وتعويض‭ ‬أعضاء‭ ‬أوبك‭ ‬الآخرين‭ (‬مثل‭ ‬نيجيريا‭ ‬وأنغولا‭) ‬الذين‭ ‬تخلفوا‭ ‬باستمرار‭ ‬عن‭ ‬إنتاج‭ ‬حصصهم‭ ‬المتفق‭ ‬عليها‭. ‬ وتسهم‭ ‬جميع‭ ‬هذه‭ ‬العوامل‭ ‬في‭ ‬دفع‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭ ‬نحو‭ ‬الاعتماد‭ ‬بشكل‭ ‬أكبر‭ ‬على‭ ‬النفط‭. ‬لذلك،‭ ‬تبرز‭ ‬حاجة‭ ‬ماسة‭ ‬إلى‭ ‬اعتماد‭ ‬إصلاحات‭ ‬هيكلية‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬نمو‭ ‬قوي‭ ‬ومستدام‭ ‬وشامل‭ ‬وأكثر‭ ‬حفاظاً‭ ‬على‭ ‬البيئة‭. ‬وينبغي‭ ‬أن‭ ‬تؤدي‭ ‬المكاسب‭ ‬الهيدروكربونية‭ ‬الحالية‭ ‬دوراً‭ ‬مهماً‭ ‬في‭ ‬تمويل‭ ‬التحول‭ ‬السريع‭ ‬لهذه‭ ‬الإصلاحات‭ ‬وتكييفها‭. ‬وتبرز‭ ‬حاجة‭ ‬ماسة،‭ ‬بوجه‭ ‬خاص،‭ ‬إلى‭ ‬الإصلاحات‭ ‬التي‭ ‬تستهدف‭ ‬تنمية‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬والنمو‭ ‬الأخضر‭ ‬وخلق‭ ‬فرص‭ ‬العمل‭.‬ الاقتصاد‭ ‬الأخضر }‭ ‬ركز‭ ‬تقرير‭ ‬البنك‭ ‬الدولي‭ ‬الأخير‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الأخضر‭ ‬بشكل‭ ‬خاص،‭ ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬تحتاجه‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬لإحداث‭ ‬نقلة‭ ‬نوعية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الجانب؟ }}‭ ‬من‭ ‬شأن‭ ‬النمو‭ ‬الأخضر‭ - ‬أو‭ ‬التحول‭ ‬نحو‭ ‬أنظمة‭ ‬طاقة‭ ‬أنظف‭ - ‬أن‭ ‬يعزز‭ ‬اقتصادات‭ ‬الخليج‭ ‬بشكل‭ ‬ملحوظ‭.‬‮ ‬ونظراً‭ ‬إلى‭ ‬قدرة‭ ‬المنطقة‭ ‬على‭ ‬إنتاج‭ ‬طاقة‭ ‬متجددة‭ ‬بتكلفة‭ ‬رخيصة‭ ‬للغاية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مصادر‭ ‬الطاقة‭ ‬الشمسية‭ ‬وطاقة‭ ‬الرياح،‭ ‬يمكنها‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬مراكز‭ ‬قوة‭ ‬للطاقة‭ ‬المتجددة‭.‬‮ ‬وتشير‭ ‬تقديراتنا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬شأن‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬الصناعات‭ ‬التي‭ ‬تدعم‭ ‬الطاقة‭ ‬النظيفة‭ ‬واعتماد‭ ‬إستراتيجية‭ ‬النمو‭ ‬الأخضر‭ ‬أن‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬إنتاجية‭ ‬عوامل‭ ‬الإنتاج‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬بما‭ ‬يسمح‭ ‬بارتفاع‭ ‬معدل‭ ‬النمو‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬الطويل‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬7‭%‬‭ ‬و10‭%‬‭ ‬سنوياً‭ ‬وبنمو‭ ‬حجم‭ ‬اقتصاد‭ ‬المنطقة‭ ‬من‭ ‬تريليوني‭ ‬دولار‭ ‬اليوم‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬13‭ ‬تريليون‭ ‬دولار‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2050‭.‬‮ ‬ففي‭ ‬غياب‭ ‬الاستثمارات‭ ‬في‭ ‬النمو‭ ‬الأخضر،‭ ‬لن‭ ‬ينمو‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الإقليمي‭ ‬إلا‭ ‬إلى‭ ‬حوالي‭ ‬6‭ ‬تريليونات‭ ‬دولار‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2050‭ ‬إذا‭ ‬تم‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬متوسط‭ ‬معدل‭ ‬النمو‭ ‬السابق‭ ‬البالغ‭ ‬4‭%‬‭. ‬ونحن‭ ‬نعتبر‭ ‬أن‭ ‬إستراتيجية‭ ‬النمو‭ ‬الأخضر‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تخلق‭ ‬أيضاً‭ ‬ملايين‭ ‬الوظائف‭ ‬الجديدة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬العلوم‭ ‬والتقنيات‭ ‬الجديدة،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يُعدّ‭ ‬مثالياً‭ ‬للشباب‭ ‬المثقف‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭ ‬الذي‭ ‬سيلتحق‭ ‬بسوق‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬العقود‭ ‬القادمة‭.‬ ومن‭ ‬خلال‭ ‬اللوائح‭ ‬والسياسات‭ ‬والاستثمارات‭ ‬الصحيحة‭ - ‬وكثير‭ ‬منها‭ ‬هو‭ ‬بالفعل‭ ‬قيد‭ ‬التطوير‭ ‬أو‭ ‬يجري‭ ‬التخطيط‭ ‬له‭ -‬،‭ ‬يمكن‭ ‬لدول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬أن‭ ‬تتمتع‭ ‬باقتصادات‭ ‬أقوى‭ ‬وأكثر‭ ‬استدامة‭ ‬وتنوعاً‭ ‬تولد‭ ‬وظائف‭ ‬مجزية‭ ‬لشبابها،‭ ‬وحماية‭ ‬كوكب‭ ‬الأرض‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭.‬ الرؤى‭ ‬الاقتصادية }‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المراقبين‭ ‬يرون‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬تمتلك‭ ‬رؤى‭ ‬اقتصادية‭ ‬تعتبر‭ ‬من‭ ‬أفضل‭ ‬الرؤى‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬ولكن‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬مما‭ ‬تحقق‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬هناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الفجوات‭ ‬والثغرات‭ ‬بين‭ ‬الواقع‭ ‬والخطط‭. ‬في‭ ‬رأيكم،‭ ‬ما‭ ‬أبرز‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬رؤاها‭ ‬الاقتصادية؟ }}‭ ‬بالفعل،‭ ‬لدى‭ ‬جميع‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬خطط‭ ‬طموحة‭ ‬لتحويل‭ ‬اقتصاداتها،‭ ‬وهي‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬خطط‭ ‬طويلة‭ ‬الأجل‭ ‬يتم‭ ‬تنفيذها‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬20‭ ‬أو‭ ‬30‭ ‬عاماً،‮ ‬ولا‭ ‬يمكننا‭ ‬أن‭ ‬نتوقع‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬تنفيذها‭ ‬على‭ ‬الفور‭. ‬ ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فقد‭ ‬بدأت‭ ‬جميع‭ ‬تلك‭ ‬البلدان‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬أنظمة‭ ‬تتبُّع‭ ‬قوية‭ ‬مصحوبة‭ ‬بتدابير‭ ‬لتصحيح‭ ‬المسار‭ ‬حسب‭ ‬الاقتضاء‭.‬‮ ‬فعندما‭ ‬تم‭ ‬تصميم‭ ‬الخطط‭ ‬في‭ ‬البداية،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬بإمكان‭ ‬أحد‭ ‬أن‭ ‬يتوقع‭ ‬الفوضى‭ ‬التي‭ ‬أحدثتها‭ ‬الجائحة‭ ‬العالمية‭ ‬والحرب‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭ ‬وعوامل‭ ‬أخرى‭ ‬مزعزعة‭ ‬للاستقرار‭.‬‮ ‬وينبغي‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬بلورة‭ ‬السياسات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬يستجيب‭ ‬للواقع‭ ‬على‭ ‬الأرض‭.‬‮ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬يُعتبر‭ ‬تصحيح‭ ‬الأسعار‭ ‬لكي‭ ‬تعكس‭ ‬الندرة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬وتسريع‭ ‬الانتقال‭ ‬إلى‭ ‬اقتصاد‭ ‬منخفض‭ ‬الكربون‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬رؤاها‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬القصير‭.‬‮ ‬أما‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬الطويل،‭ ‬فيتمثل‭ ‬التحدي‭ ‬الرئيسي‭ ‬في‭ ‬الجهود‭ ‬المبذولة‭ ‬لتطوير‭ ‬رأس‭ ‬المال‭ ‬البشري‭ ‬لدعم‭ ‬اقتصاد‭ ‬متنوع‭ ‬ومرتفع‭ ‬النمو،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬سيحتاج‭ ‬بالضرورة‭ ‬إلى‭ ‬الوقت‭.‬ بين‭ ‬التنافس‭ ‬والتكامل }‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬امتلاك‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬فرص‭ ‬للتكامل‭ ‬مثل‭ ‬السوق‭ ‬المشتركة‭ ‬ومجلس‭ ‬التعاون‭ ‬وغيرها،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬التقارير‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬الدولية‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مشكلة‭ ‬اقتصاديات‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬هو‭ ‬اتصافها‭ ‬بالتنافس‭ ‬فيما‭ ‬بينها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬التكامل،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يعيق‭ ‬تنفيذ‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الاستراتيجيات‭ ‬والخطط‭. ‬كيف‭ ‬تنظرون‭ ‬إلى‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬الرأي؟ }}‭ ‬ليست‭ ‬المنافسة‭ ‬عقبة‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬محرك‭ ‬للابتكار‭ ‬وتوليد‭ ‬القيمة‭.‬‮ ‬ويمكن‭ ‬لدول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬أن‭ ‬تتنافس‭ ‬مع‭ ‬بعضها‭ ‬البعض‭ ‬والتعاون‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬لتعزيز‭ ‬آفاق‭ ‬المنطقة‭.‬‮ ‬وقد‭ ‬توصلت‭ ‬تلك‭ ‬الدول‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬توازن‭ ‬جيد‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬المستوى‭.‬‮ ‬وتتمتع‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭ ‬بإمكانيات‭ ‬كبيرة‭ ‬تمكنها‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬التكامل‭ ‬في‭ ‬المستقبل،‭ ‬خاصةً‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬الكهرباء‭ ‬العربية،‭ ‬والسكك‭ ‬الحديدية‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭ ‬والجهود‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬السياحة،‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ ‬اعتماد‭ ‬تأشيرة‭ ‬موحدة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭ ‬مماثلة‭ ‬لتأشيرة‭ ‬شنغن‭ ‬المعمول‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭.‬‮ ‬كما‭ ‬يمكنها‭ ‬التعاون‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬التكامل‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بسياسات‭ ‬المالية‭ ‬العامة‭ ‬والسياسات‭ ‬النقدية،‭ ‬ما‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يدفع‭ ‬الكويت‭ ‬وقطر‭ ‬إلى‭ ‬اعتماد‭ ‬ضريبة‭ ‬القيمة‭ ‬المضافة‭ ‬وتحول‭ ‬المنطقة‭ ‬نحو‭ ‬نظام‭ ‬موحد‭ ‬لتعبئة‭ ‬الإيرادات‭.‬ الاقتصاد‭ ‬الرقمي }‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬التوجه‭ ‬إلى‭ ‬الاقتصاد‭ ‬المعرفي،‭ ‬فإن‭ ‬التقارير‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬إنجازات‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬متدنية‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالابتكار‭ ‬والإبداع‭ ‬والتحول‭ ‬من‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الريعي‭ ‬التقليدي‭ ‬إلى‭ ‬اقتصاد‭ ‬معرفي‭ ‬مستدام‭. ‬في‭ ‬رأيكم‭ ‬ما‭ ‬أبرز‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن؟ }}‭ ‬تواجه‭ ‬المنطقة‭ ‬تحدياً‭ ‬كبيراً‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬المواطنين‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬العام‭ ‬الذي‭ ‬يخضع‭ ‬لقواعد‭ ‬صارمة‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬تتسق‭ ‬مع‭ ‬احتياجات‭ ‬اقتصاد‭ ‬المعرفة‭. ‬ويمكن‭ ‬لدول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬تحسين‭ ‬توجه‭ ‬قطاعاتها‭ ‬العامة‭ ‬نحو‭ ‬اقتصاد‭ ‬المعرفة‭. ‬وقد‭ ‬نشر‭ ‬البنك‭ ‬الدولي‭ ‬مؤخراً‭ ‬تقريراً‭ ‬حول‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬في‭ ‬الكويت،‭ ‬وله‭ ‬انعكاسات‭ ‬على‭ ‬بقية‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭.‬‮ ‬كما‭ ‬يمكن‭ ‬لدول‭ ‬المجلس‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬البحث‭ ‬والتطوير‭ ‬وتحسين‭ ‬الصلات‭ ‬بين‭ ‬الجامعات‭ ‬والقطاع‭ ‬الخاص‭ ‬لضمان‭ ‬إنتاج‭ ‬مهارات‭ ‬اقتصاد‭ ‬المعرفة‭ ‬التي‭ ‬يحتاجها‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الجامعات‭ ‬المحلية‭.‬‮ ‬ولحاضنات‭ ‬الأعمال‭ ‬المرتبطة‭ ‬برأس‭ ‬المال‭ ‬الاستثماري‭ ‬دورُ‭ ‬يمكنها‭ ‬أن‭ ‬تلعبه‭ ‬أيضاً‭ ‬لتسويق‭ ‬البحوث‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬الجامعات‭ ‬المحلية‭.‬

مشاركة :