الصحة العالمية من الألف إلى الياء «1 من 2»

  • 10/31/2022
  • 23:10
  • 16
  • 0
  • 0
news-picture

بينما قد تنتهي جائحة كوفيد - 19 "في وقت قريب" حسبما أعلنته منظمة الصحة العالمية، أخيرا، يواجه العالم عديدا من المخاطر الصحية الناشئة، التي يتفاقم بعضها بسبب تغير المناخ، أو بسبب السفر، أو المعلومات المضللة التي يروج لها عبر الإنترنت، أو ندرة الغذاء، أو الفقر، أو الحروب. ولحسن الحظ، علمنا الوباء دروسا قيمة فيما يتعلق بإدارة هذه المخاطر، وفيما يتعلق بمساعدة الاقتصادات النامية الضعيفة على الاستعداد بصورة أفضل للاستجابة للأزمات الصحية في المستقبل. لقد كان مسرع إتاحة أدوات مكافحة كوفيد - 19، ACT-A لمنظمة الصحة العالمية جهدا عالميا هائلا، سهل عمليات الاختبار والعلاج والتطعيم في جميع أنحاء العالم. لكن من الواضح أن ACT-A أخفق في معالجة العقبات الهيكلية طويلة الأمد، التي عرقلت نشر التطعيم في الدول ذات الدخلين المنخفض والمتوسط. ويتطلب القيام بذلك إطارا جديدا يركز على العلاقات المحلية مع العمال ورجال الأعمال في الميدان. إن نصيب الفرد من عدد العاملين الصحيين في الدول النامية أقل من نظيره في المتقدمة. إذ ستواجه إفريقيا، وجنوب شرق آسيا، وشرق البحر الأبيض المتوسط، وأجزاء من أمريكا اللاتينية عجزا قدره 5.9 مليون ممرضة، و18 مليون عامل في مجال الرعاية الصحية بحلول 2030. وفي 2019، لم يستفد 13.8 مليون طفل في جميع أنحاء العالم من خدمة التمنيع الروتيني، بما في ذلك 8.8 مليون من الدول ذات الدخل المنخفض. وليس من الغريب إذن أن 16 في المائة فقط من الناس في الدول منخفضة الدخل تلقوا ما لا يقل عن جرعة واحدة فقط من لقاح كوفيد - 19 منذ أيار (مايو)، على الرغم من أن العرض العالمي الآن يفوق الطلب بكثير. وتضطلع شركات الأدوية بدور حاسم في التغلب على العقبات المختلفة التي تحول دون زيادة معدلات التطعيم في الدول منخفضة الدخل. وبينما نسعى لضمان الوصول إلى مجموعة أوسع من العلاجات، نواجه تحديات تتجاوز اللقاحات. وتشمل الجهود الحالية التي يبذلها عديد من الشركات المصنعة، ومن بينها Sanofi "سانوفي" توفير مجموعة من الأدوية الأساسية بسعر التكلفة. فعلى سبيل المثال، توزع وحدة الصحة العالمية التابعة لشركة سانوفي 30 نوعا من الأدوية الأساسية، بما في ذلك الأنسولين، وعلاجات أمراض القلب والأوعية الدموية، والسل والملاريا، والسرطان، في 40 دولة نامية. وإلى جانب خفض تكاليف العلاج، الذي يعد خطوة ضرورية، فقد أظهر الوباء الحاجة إلى نهج أكثر شمولية ينظر إلى الطب، وأنظمة الرعاية الصحية، وسلسلة التوريد العالمية على أنها تحديات مترابطة. وكما أظهر كوفيد - 19، فإن المساعدة التي لا تمكن القدرات المحلية يمكن أن تضر أكثر مما تنفع، ولهذا السبب يجب أن تتجاوز الشركات مجرد تقديم المساعدة المالية. وللمساعدة على تحسين الوصول إلى الرعاية الصحية في الدول ذات الدخلين المنخفض والمتوسط، يمكن للشركات معالجة المسائل اللوجستية ومسائل الإمداد، واستخدام بياناتها وقدراتها التحليلية لمساعدة المستجيبين في الخطوط الأمامية، وتدريب المسؤولين المحليين على التقنيات المبتكرة... يتبع. خاص بـ «الاقتصادية» بروجيكت سنديكيت، 2022.

مشاركة :