قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية، الاثنين، إن الانتخابات البرلمانية المقررة في إسرائيل، التي تنطلق اليوم (الثلاثاء)، «لن تأتي بشريك للسلام». واعتبر أشتية في مستهل الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء بمدينة رام الله، أن إسرائيل تذهب إلى انتخابات عامة «بعد أن عمدت حملاتها الانتخابية بمزيد من القتل والاستيطان والحصار ضد أبناء شعبنا». وقال: «ندرك أن هذه الانتخابات لن تأتي بشريك للسلام، ورغم ذلك نقول إن على العالم أن يطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي القادم بأن يقف ويعلن أنه جاهز لإنهاء الاحتلال وأنه جاهز لإنهاء الصراع، وأن يعلن التزامه بحل الدولتين على أساس الشرعية الدولية». وأضاف أنه «على إسرائيل الذاهبة إلى الانتخابات، ألا تبيح لنفسها ما تحرم الآخرين منه، هذه المدعية أنها الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، تحرم الفلسطينيين من حقهم بالانتخاب، وتمنع الانتخابات في القدس، في مخالفة لما نصت عليه الاتفاقيات». وتابع رئيس الوزراء الفلسطيني: «المطلوب من العالم إجبار إسرائيل على السماح لشعبنا بأن يمارس حقه في الانتخابات بما في ذلك القدس». ويتوجه الإسرائيليون إلى صناديق الاقتراع، اليوم (الثلاثاء)، للإدلاء بأصواتهم في انتخابات برلمانية هي الخامسة في أقل من أربعة أعوام وسط جمود سياسي داخلي. من جهة أخرى، دعا أشتية، المجتمع الدولي، إلى «تحمل مسؤولياته السياسية والقانونية والأخلاقية تجاه الشعب الفلسطيني الرازح تحت الاحتلال». وقال إن الشعب يواجه حملة شرسة من تقتيل واعتقال وحصار على نابلس والقدس والخليل وجنين وغزة، واعتداءات على قاطفي الزيتون في القرى والبلدات، وترهيب المواطنين، وسرقة محصولهم في بعض المناطق، تحت أعين المجتمع الدولي الذي يقف صامتاً على جرائم إسرائيل. واعتمد مجلس الوزراء رزمة المساعدات المالية والصحية والبلدية لمدينتي نابلس وجنين ومحيطهما، وصادق على اتفاقية الإطار الخاصة بحقل غاز «غزة مارين» بين صندوق الاستثمار ومجموعة الشركات المصرية المستثمرة في الحقل، على أن تحول المخططات التفصيلية اللاحقة للمجلس. كما صادق المجلس في ختام جلسته الأسبوعية، الاثنين، على توصيات اللجنة الإدارية الوزارية لعدد من الإجراءات التنظيمية الكفيلة بتحسين مستوى الخدمات في المحافظات، وخصص مبلغاً مالياً بسقف (9 ملايين شيقل) كموازنة طوارئ لموسم الشتاء المقبل ومعالجة الأضرار في البنية التحتية. واستمع المجلس، بحسب وكالة «وفا» الرسمية، إلى تقرير حول زيارة الوفد الوزاري إلى مدينة نابلس المحاصرة، وأقر عدداً من التوصيات التي خلص إليها تقرير اللجنة وتضمنت صرف مبلغ 480 ألف شيقل لترميم المنازل المهدمة بسبب العدوان الذي تعرضت له المدينة، وصرف جزء من مستحقات بلدية نابلس لدى وزارة المالية، والعمل على شق طرق زراعية، وشق طريق عراق بورين - بورين لتسهيل حركة المواطنين جراء الحصار. كما استمع المجلس إلى تقرير حول اتفاقية الإطار الخاصة باستخراج الغاز من حقل «غزة مارين» المبرمة بين صندوق الاستثمار ومجموعة الشركات المستثمرة في الحقل، وإلى تقرير حول التحضيرات المعدة لاستقبال موسم الشتاء المقبل لمعالجة الأضرار المتوقعة في البنية التحتية. وكان رئيس مجلس الوزراء محمد أشتية، قد أشار إلى أن ذكرى «إعلان بلفور»، تحل الأربعاء، «الذي أعطت بريطانيا من خلاله ما لا تملك لمن ليس له حق، وما زلنا ندفع ثمن تداعيات هذا الإعلان المشؤوم سياسياً ومادياً وإنسانياً وجغرافياً وغيره، ومطلوب من بريطانيا أن تصلح خطأها التاريخي، وأن تعترف بدولة فلسطين ذات السيادة، متواصلة الأطراف، وعاصمتها القدس، وحق العودة للاجئين». وحول زيارتيه إلى إندونيسيا وسنغافورة، قال أشتية: «عقدنا مع قيادة البلدين الصديقين اجتماعات مهمة، ورافقنا في الجولة وفد من القطاع الخاص الذي حقق لقاءات مهمة، وأتيحت لنا الفرصة للقاء القيادات السياسية والمجتمعية والدينية في كلا البلدين، وعقدنا اتفاقات تجارية، واقتصادية، وتعليمية، وطبية، وقضايا متعلقة بالمياه والطاقة الشمسية وغيرها». ولمناسبة يوم المنتج الوطني، أعرب أشتية عن سعادته لوجود بضائع فلسطين في إندونيسيا، وسنغافورة، وبجودة عالية ومواصفات عالمية، وقدرة على المنافسة، مشيراً إلى أن المنتج الفلسطيني متميز، وصادراته سوف تتجاوز المليار دولار، مشيراً إلى أن الحكومة تقدم حزمة من المشاريع الداعمة للصناعة، والمنتج الوطني في مختلف المجالات، وبالشراكة مع القطاع الخاص، من أجل تخفيف كلفة الإنتاج عبر الطاقة النظيفة وغيرها.
مشاركة :