أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره التركي رجب طيب أردوغان، في اتصال هاتفي أمس، بأن «روسيا لن تفكر في استئناف اتفاق يسمح بتصدير الحبوب من الموانئ الأوكرانية، إلا بعد تلقي ضمانات حقيقية من كييف بالمراعاة الصارمة لاتفاقات إسطنبول، ولا سيما بشأن عدم استخدام الممر الإنساني لأغراض عسكرية»، والتحقيق في هجمات بطائرات مسيرة على ميناء سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم. بدوره، أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن «ثقته في تعاون جميع الأطراف»، بشأن اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية، عقب انسحاب موسكو من هذه الآلية. وأعلنت روسيا السبت تعليق مشاركتها في الاتفاق، بعد اتهام كييف بشن هجوم بطائرة مسيّرة على أسطولها في شبه جزيرة القرم. وقالت الرئاسة في بيان: «خلال الاجتماع، أعرب الرئيس أردوغان عن ثقته في تعاون جميع الأطراف لإيجاد حل في هذا الملف». وأكد الرئيس التركي أنه سيتخذ «الخطوات اللازمة مع جميع الأطراف المعنية لحل المشاكل المتعلقة بتنفيذ اتفاق إسطنبول بشأن شحنات الحبوب»، بحسب النص. اعتبر أردوغان الذي يقدم بانتظام وساطته بين كييف وموسكو منذ بدء الأزمة في 24 فبراير، أن حل مشكلة اتفاقية تصدير الحبوب يمكن أن يشجع الطرفين على العودة إلى مفاوضات السلام. في وقت لاحق، أعلن الكرملين أن بوتين قال لنظيره التركي، خلال المكالمة الهاتفية، إنه من الضروري الحصول من كييف على «ضمانات حقيقية بالاحترام الصارم لاتفاقات إسطنبول، خصوصاً ألا يستخدم الممر الإنساني لأغراض عسكرية». وأعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو أن أردوغان سيتحدث أيضاً مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في الأيام المقبلة. وأضاف «نعتقد أنّنا سنتجاوز كل هذا»، بشأن الصعوبات المرتبطة بالاتفاق حول الحبوب مؤكّداً أنّه «يفيد الجميع». وأُبرم الاتفاق بين أوكرانيا وروسيا في يوليو برعاية تركيا والأمم المتحدة وينتهي مفعوله في 19 نوفمبر، للتخفيف من أزمة الغذاء العالمية التي تسبب بها الأزمة، لاسيما في أفريقيا. وسمح الاتفاق حتى الآن بتصدير أكثر من 9.5 مليون طن من الحبوب الأوكرانية العالقة في الموانئ منذ بداية الأزمة الروسية الأوكرانية في أواخر فبراير. في سياق متصل، قال مركز التنسيق المشترك بقيادة الأمم المتحدة في بيان، إن 3 سفن غادرت الموانئ الأوكرانية بحلول ظهر أمس، بموجب اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، وذلك في اليوم الثاني من الإبحار بعدما علقت روسيا مشاركتها في المبادرة. وجاء في بيان مركز التنسيق المشترك، الذي يتخذ من إسطنبول مقراً، أن تحرك السفن اتفقت عليه وفود أوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة التي تعمل في المركز، وأن الوفد الروسي أُحيط علماً بذلك. كما أفاد البيان أن فريقي الأمم المتحدة وتركيا واصلا تفتيش السفن المغادرة الراسية في إسطنبول، أمس، وإنهما أنهيا إجراءات الإبحار بالنسبة إلى 46 سفينة أول أمس الاثنين.
مشاركة :