اشترط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تلبية كل المطالب الروسية أولًا لاستئناف اتفاق شحن الحبوب الأوكرانية بأمان عبر البحر الأسود. وقال بوتين خلال اجتماع مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في منتجع سوتشي على البحر الأسود أمس الاثنين، إن العقوبات الغربية على روسيا تعيق صادراتها من الحبوب والأسمدة والتكنولوجيا الزراعية. وأضاف: عندما تُرفع تلك القيود على صادرات المنتجات الزراعية الروسية، سيكون منفتحًا على استئناف الاتفاق، الذي يعرف باسم "مبادرة حبوب البحر الأسود". علاج أوجه القصور بعد الاجتماع، أعرب اردوغان عن ثقته في التوصل إلى حل قريبًا، قائلًا: "نرى أن المبادرة يجب أن تستمر من خلال علاج أوجه القصور". وتقول موسكو إنها ترغب في رفع العقبات أمام صادرات الأغذية الروسية مقابل مزيد من التعاون، وتسعى إلى تخفيف العقوبات الغربية على المدفوعات واللوجيستيات والتأمين على الشحن. ورفضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي شكاوى موسكو، وقالوا إنه لا أساس لها، وإن عقوباتهم لا تستهدف الحبوب والأسمدة الروسية. إنعدام الأمن الغذائي العالمي يعد اتفاق الحبوب ضروريًا للتصدي لإنعدام الأمن الغذائي العالمي واحتواء أسعار الحبوب، كما تعتمد أوكرانيا التي مزقتها الحرب، على الدخل الذي تحصل عليه من صادرات الحبوب. وفي يوليو الماضي، قالت موسكو إنها قررت وقف مشاركتها في الاتفاق الذي أُبرم العام الماضي، والذي أسفر عن إقامة ممرات لتصدير عشرات الملايين من الأطنان من الحبوب والأسمدة، على الرغم من الحصار البحري الروسي لأوكرانيا. ارتفاع أسعار الغذاء عالميًا كما أدان الاتحاد الأوروبي أمس الاثنين الهجمات التي شنتها روسيا مؤخرًا على البنية التحتية الأوكرانية، ودعا موسكو للعودة إلى الاتفاق من أجل شحن الحبوب الأوكرانية بشكل آمن عبر البحر الأسود. وقال متحدث باسم الممثل الأعلى للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إن مهاجمة منشآت تصدير الحبوب الأوكرانية تظهر مجددًا أن أفعال روسيا تتسبب في ارتفاع أسعار الغذاء في العالم، وتعرض ملايين الأشخاص الضعفاء في مختلف أنحاء العالم للخطر. وأضاف أن أفعال روسيا ذات "طبيعة بشعة"، إذ تستفيد موسكو من الأسعار المرتفعة في السوق العالمية من جهة، ومن حقيقة أنها تصدر حاليًا المزيد من الحبوب من جهة أخرى. وأشار المتحدث إلى أن روسيا استهدفت مؤخرًا منشآت لتصدير الحبوب الأوكرانية، ومن بينها البنية التحتية في المواني في دلتا الدانوب. مسألة مثيرة للسخرية في غضون ذلك، انتقدت وزيرة الخارجية الألمانية انالينا بيربوك أمس الاثنين الرئيس الروسي بشدة بسبب عرقلته اتفاق الحبوب الأوكرانية، وشن هجمات على البنية التحتية للمواني في منطقة الدانوب. وفي أعقاب لقاء مع نظيرتها الرومانية لومينيتا اودوبيسكو، قالت السياسية المنتمية إلى حزب الخضر الألماني في برلين، إن "لعب بوتين باتفاق الحبوب مسألة مثيرة للسخرية". في الوقت نفسه، لفتت بيربوك إلى أهمية الجهود التي يبذلها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال اجتماعه مع بوتين في منتجع سوتشي على البحر الأسود من أجل "إعادة الاتفاق إلى مساره مرة أخرى". وأضافت بيربوك، أن "سير الشاحنات بحرية مرة أخرى فشل بسبب بوتين فقط"، وأن "روسيا تفاقم الجوع العالمي"، وأن العمل على إيجاد مسارات بديلة جارٍ "الآن أكثر من أي وقت مضى". شرايين حياة للإمدادات العالمية وصفت بيربوك ممرات التضامن الأوروبية لتصدير الحبوب عبر خطوط سكك حديدية وطرق بحرية وطرق برية بأنها "شرايين حياة للإمدادات العالمية من الحبوب". ووجهت الشكر إلى رومانيا لاعتزامها مضاعفة القدرة التصديرية للحبوب الأوكرانية، لتصل بحلول نهاية العام إلى 4 ملايين طن في الشهر. وقالت إن روسيا توجه مدافع سفنها الحربية في البحر الأسود على الحبوب والشحنات، وتقصف نقاط الشحن والتفريغ "أحيانًا على مسافة قريبة جدًا من الحدود الرومانية، لدرجة وصلت إلى تحطيم نوافذ في قراكم". مواني نهر الدانوب أضافت بيربوك أن المواني على نهر الدانوب تحولت إلى محاور ذات أهمية هائلة بالنسبة لملايين الأطنان من الحبوب، وأن "روسيا تريد أن تمحو هذه المواني من على وجه الأرض عن طريق المسيرات والقنابل". وبدورها أدانت أودوبيسكو الهجمات على منطقة الدانوب ووصفتها بأنها خرق للقانون الدولي، لكنها صرحت في الوقت نفسه بأن هجمات المسيرات لا تمثل خطرًا مباشرًا على الأراضي أو المياه الرومانية.
مشاركة :