نفّذ وفد من دبي العطاء، أخيراً، زيارة رصد وتقييم إلى إثيوبيا من أجل الاطلاع على التقدم المحرز في برنامج المؤسسة التجريبي المتكامل للتغذية المدرسية بالمنتجات المحلية، الذي يستمر لمدة ثلاث سنوات، ويتم تنفيذ البرنامج في 30 مدرسة لتلبية الاحتياجات الصحية والغذائية لـ30 ألفاً و700 طالب في مرحلة التعليم الأساسي بمنطقة الأمم الجنوبية في إثيوبيا. ويستثمر البرنامج، الذي تموله دبي العطاء، في إثيوبيا مبلغ 15 مليون درهم، على نموذج معاصر للصحة والتغذية المدرسية يتميز بكونه مستداماً وفعالاً من حيث الكلفة ومملوكاً للبلد نفسه، ويهدف إلى تحسين معدلات الالتحاق بالتعليم الأساسي، وخفض نسب الغياب، وتحسين القدرات الإدراكية لدى الأطفال. وأُطلق البرنامج في عام 2012 تماشياً مع مبادرة التعليم أولاً العالمية الخمسية التي أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة، ويعطي الأولوية لإثيوبيا كبلد رئيس مستهدف، وينسجم البرنامج مع التزام دبي العطاء بأهداف التنمية المستدامة (SDGs) التابعة للأمم المتحدة على مدى السنوات الـ15 المقبلة. وقالت ضابط برامج دولية أول في دبي العطاء، مدى السويدي، إن المجتمعات المحلية أسهمت بشكل كبير في نجاح البرنامج، وخلال الزيارة الميدانية سررت برؤية مطابخ مدرسية تم بناؤها من قبل أفراد المجتمع لتجهيز عملية التغذية، إلى جانب بناء منطقة مخصصة للطعام في المدارس لتوفير مكان يتناول فيه الأطفال طعامهم، كما تشارك الأمهات بشغف في التغذية المدرسية، حيث يبذلن كثيراً من الجهد في إدارة سلسة وناجحة لعملية التغذية، كما يشارك الأطفال في هذه العملية من خلال إحضار الحطب، وأحياناً الماء، لكي يُطهى الطعام بشكل جيد. وزار وفد دبي العطاء المدارس بهدف الاطلاع على التحسينات التي أجريت لتوفير التغذية للطلاب، والتقى ممثلي المجتمع المحلي والمسؤولين الحكوميين لحشد المزيد من الدعم والتوعية لصالح البرنامج، ومنذ بدء البرنامج، اشترت دائرة التربية والتعليم بمنطقة الأمم الجنوبية في إثيوبيا نحو 900 طن متري من الحبوب الأساسية والزيت النباتي والملح، ما يتيح تغذية أكثر من 30 ألف طالب يومياً، وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 9000 من أصحاب الأعمال الصغيرة استفادوا من الأعمال الناتجة عن هذا البرنامج. ووفقاً لبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، فإن 66 مليون طفل، في مرحلة التعليم الأساسي في البلدان النامية يرتادون المدارس، جياع، ومن بينهم 23 مليون طفل في إفريقيا وحدها، و83٪ من وفيات الأطفال دون سن الخامسة ناجمة عن العدوى أو بسبب الظروف المرتبطة بحديثي الولادة أو سوء التغذية.
مشاركة :