تُكثِرُ بعض جهاتنا الحكومية من القول إنها تكافِح البطالة، وأنّها تساهم في توظيف أبنائنا وبناتنا، العاطلين عن العمل!. هذا القول نسمعه بآذاننا ونرأه بأعيننا كلّ يوم في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي من مسؤولي الجهات، حتى تنزّلت السكينة في قلوبنا من أنّ مشكلة البطالة في طريقها للحلّ النهائي، وأنها تحت السيطرة، وكلّه تمام «يافندم»!. لكن يبدو لي أنّ القول غير دقيق، بل غير صحيح، وإلّا كيف تفسّرون ما نشرته جريدة المدينة يوم السبت الماضي، ٢٩ ربيع الأول ١٤٣٧هـ، عن حصول جهات حكومية على أكثر من مئة وأربعة آلاف تأشيرة عمل لوافدين خلال عام واحد فقط، منها ٦٨٥٣٠ تأشيرة للذكور، و٣٥٩٣٦ للنساء، في قطاعات تعليمية وصحية مختلفة!. هذا في حقيقة الأمر هو دعم لبطالة السعوديين لا مكافحتها، وهو إحياء لبطالتهم لا إماتتها، وإن كانت الجهات ملومة في ذلك فلا ريب أنّ وزارة العمل ملومة أكثر لإصدارها التأشيرات للجهات بهذا البذخ الذي يضرّنا ولا ينفعنا، فضلاً عن اللوم الذي يقع على وزارة الخدمة المدنية لسكوتها المريب عن ذلك!. للأسف، لقد انكشف المستور عن تواضع البرامج الوطنية الفعّالة لإحلال السعوديين القلّة محلّ الوافدين الكثرة، وأنّ العكس هو الصحيح بنسبة كبيرة!. تُرى لماذا تقول الجهات ما لا تفعل؟ كبُر عتابُنا عليها أن تقول ما لا تفعل، نحن نحبّ الوافدين ونقدّرهم، لكن من الطبيعي في أيّ بلد أن تُعطى أولوية التوظيف لأبنائه وبناته، وأن ترتقي أفعال الجهات لمستوى الأقوال، وإلا «بلاش» منه قيل وقال!. @T_algashgari algashgari@gmail.com
مشاركة :