كشف بحث علمي جديد أن الإدارة الأفضل لإمدادات المياه الجوفية يمكن أن تكون مفتاح مكافحة تأثير تغير المناخ في دول شرق إفريقيا، حيث تواجه البلدان حاليًا أسوأ جفاف وانعدام للأمن الغذائي منذ سنوات. وبحثت الدراسة، التي قادتها جامعة بريستول البريطانية، التغيرات الحالية في هطول الأمطار في القرن الإفريقي، وهي منطقة تضررت بشدة من الجفاف المتكرر وندرة المياه والغذاء على مدار الثلاثين عاما الماضية. دراسة الأمطار وأظهرت النتائج أن إجمالي هطول الأمطار خلال موسم الأمطار الرئيسي، المسمى “الأمطار الطويلة”، انخفض عبر الأراضي الجافة في القرن الإفريقي، لكنه يرتفع في موسم الأمطار الآخر، المعروف باسم “الأمطار القصيرة”. وأدت الظاهرة، التي تنطبق على بلدان إثيوبيا والصومال وكينيا، إلى قيام الباحثين بالتحقيق في تخزين المياه الجوفية، وهو شريان حياة محتمل لتوفير مياه الشرب، خلال هذه الفترات. وكشفت النتائج أن تخزين المياه ازداد في العقود الأخيرة، رغم آثار الجفاف الناتج عن انخفاض موسم “الأمطار الطويلة”، والذي ينتج تاريخيًا المزيد من الأمطار بشكل تراكمي أكثر من موسم “الأمطار القصيرة”. 0 seconds of 11 minutes, 11 secondsVolume 100% 00:00 11:11 نتائج الدراسة يقول المؤلف الرئيسي للدراسة الدكتور ماركوس أدلوف، وهو باحث في كلية العلوم الجغرافية في جامعة بريستول، إن “هذا كان متناقضًا بشكل مدهش، لكنه أيضًا مهم للغاية، لأنه يشير إلى جانب إيجابي يمكن أن يدعم التكيف مع المناخ”. وتشير النتائج إلى أن “المياه الجوفية قد تكون لديها القدرة على دعم السكان الريفيين الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي والمائي بشكل متزايد في الأراضي الجافة في القرن الإفريقي”. من أجل فهم هذه النتيجة المتناقضة، قام فريق البحث بفحص كيفية تغير خصائص هطول الأمطار، من خلال تحليل بيانات تساقط الأمطار، ووجدوا أن الأمطار الغزيرة أصبحت أكثر شيوعًا في موسم “الأمطار القصيرة”. الوضع في الأراضي الجافة تقول المؤلفة المشاركة، الدكتورة كاترينا ميكايليدس، الأستاذة المساعدة في هيدرولوجيا الأراضي الجافة بجامعة بريستول، إن “هذه النتيجة تؤكد أنه في الأراضي الجافة، قد تكون كثافة هطول الأمطار مهمة لتجديد المياه الجوفية من إجمالي كمية الأمطار”. وتعتبر الأراضي الجافة مناطق تتميز بانخفاض هطول الأمطار السنوي وارتفاع التبخير، فإذا كان المطر المتساقط على الأرض خفيفًا ورذاذًا، يمكن أن يتبخر بسرعة ويعود للغلاف الجوي لأنه يتم تثبيته في الأجزاء الضحلة من التربة، وإذا كانت الأمطار كثيفة وثقيلة، فإنها تجري في الأنهار الجافة ويمكن أن تتسلل إلى عمق التربة وتهرب من التبخر مرة أخرى في الغلاف الجوي. تساعد هذه الآلية، حسب الباحثين، في تفسير السبب وراء زيادة مستويات تخزين المياه الجوفية، حتى مع انخفاض المطر. بصيص أمل وتمثل نتائج الدراسة بصيص أمل مهما، حيث تعاني الأراضي الجافة في القرن الإفريقي الموسم الخامس على التوالي من هطول الأمطار دون المتوسط، مما يؤدي إلى تفاقم الآثار المدمرة للجفاف، بما في ذلك 50 مليون شخص يواجهون المجاعة ونقص المياه ونفوق الماشية وضعف حصاد المحاصيل.
مشاركة :