دعمت بيانات التجارة الصينية تماسك مؤشرات الأسهم العالمية خلال التعاملات أمس بعد موجة من الخسائر، حيث ارتفعت معنويات المستثمرين وزاد إقبالهم على الشراء ما أوقف نزيف الأسهم. وارتفعت مؤشرات البورصات الأوروبية فيما اقتنصت بورصة طوكيو أول مكاسب في 2016 بعد بيانات التجارة الصينية التي هدأت من المعنويات. وفشلت الأسهم الصينية من الاستفادة من البيانات الإيجابية، حيث تجاهلتها وتراجعت لأدنى مستوى منذ أغسطس. وعززت الأسهم الأوروبية المكاسب التي حققتها في الجلسة السابقة أمس، في الوقت الذي أدت فيه بيانات صينية أفضل من التوقعات إلى تهدئة بعض المخاوف بشأن تباطؤ ثاني أكبر اقتصاد في العالم، حيث سجلت صادرات الصين ووارداتها تراجعاً دون المتوقع في ديسمبر بعد هبوط اليوان. وارتفع مؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى 1.2% خلال التعاملات بعد أن ارتفع 1.1% في الجلسة السابقة. وهبط إجمالي حجم التجارة الصينية في ديسمبر غير أن نسبة الهبوط كانت أقل بكثير من المتوقع. وهبطت صادرات أكبر دولة تجارية في العالم بنسبة 1.4% على أساس سنوي بما يقل عن التوقعات التي جاءت في أحد الاستطلاعات بتسجيل هبوط بنسبة 8% وبما يقل أيضاً عن شهر نوفمبر الذي انخفضت فيه الصادرات بنسبة 6.8%. وبدأ مؤشر فايننشال تايمز البريطاني التعاملات على ارتفاع 0.6% كما ارتفع مؤشر داكس الألماني 1.3% وصعد مؤشر كاك 40 الفرنسي 1%. تحسن المعنويات وصعدت الأسهم اليابانية بشدة لتحقق أول مكاسب لها في 2016 إثر بيانات عن التجارة الصينية جاءت أفضل من المتوقع ما هدأ المعنويات وبعد أن أسهم هبوط الين في ارتفاع أسهم المصدرين التي تعرضت لموجة بيع مبالغ فيها. وأغلق مؤشر نيكاي القياسي على 17715.63 نقطة مرتفعاً 2.9% ليحقق أكبر مكسب يومي بالنسبة المئوية منذ أوائل سبتمبر. كما صعد مؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 2.9% إلى 1442.09 نقطة وزاد مؤشر جيه.بي.اكس-نيكاي 400 بنسبة 2.9% لينهي التعاملات عند 12986.76 نقطة. خسائر صينية انخفضت الأسهم الصينية بنهاية جلسة أمس، لتصل إلى أدنى مستوى منذ أغسطس الماضي، رغم إعلان الحكومة لبيانات اقتصادية إيجابية. وهبط المؤشر الرئيس للبورصة الصينية أدنى مستوى 3 آلاف نقطة للمرة الأولى منذ انهيارات العام الماضي في شهر أغسطس، بفعل مخاوف بشأن سلامة ثاني أكبر اقتصاد في العالم. وتجاهل المستثمرون البيانات الرسمية المعلنة اليوم والتي أشارت إلى صعود الصادرات في الشهر الماضي للمرة الأولى منذ يونيو الماضي. وهبط مؤشر شنغهاي المركب بنسبة 2.4% ليصل إلى 2949 نقطة عند الإغلاق، وهو أدنى مستوى منذ 26 أغسطس الماضي. وسجل إجمالي حجم التجارة الصينية هبوطاً في ديسمبر غير أن الهبوط كان دون التوقعات بكثير، حيث جاء أداء الصادرات أفضل من دول أخرى كثيرة في المنطقة بعد أن سمحت بكين بانخفاض حاد في قيمة اليوان ما يسلط الضوء على المخاوف من حرب عملات بين الاقتصادات الآسيوية التي تعتمد على التجارة. وقال دانيال مارتين كبير الاقتصاديين لشؤون آسيا لدى كابيتال إيكونوميكس في مذكرة بيانات التجارة تدعم رأينا القائل بأنه على الرغم من الاضطرابات في أسواق المال بالصين لم يشهد اقتصادها تدهوراً كبيراً في الأشهر الأخيرة. هبوط الصادرات وهبطت صادرات أكبر بلد تجاري في العالم بنسبة 1.4% على أساس سنوي حسبما أظهرته بيانات الإدارة العامة للجمارك يوم الأربعاء وهو ما يقل كثيراً عن التوقعات التي جاءت في مسح لرويترز ببلوغ نسبة الهبوط 8% ويقل أيضاً عن مستوى الهبوط المسجل في نوفمبر والبالغ 6.8%. وفاقت الصادرات الصينية في أدائها مثيلاتها في تايوان وكوريا الجنوبية حسبما أشار المحللون. ويأتي هذا الأداء في وقت يتسم بضعف كبير في حجم الطلب الخارجي. وهبطت واردات ديسمبر 7.6% مسجلة الانخفاض الشهري الرابع عشر على التوالي لكن الهبوط كان أقل حدة هذه المرة مما كان يخشى منه وربما يرجع الفضل في ذلك إلى اتجاه المصانع لزيادة مخزوناتها من النفط الخام والحديد والمواد الأخرى في الوقت الذي واصلت فيه أسعار السلع الأولية والموارد العالمية الهبوط. وبلغ حجم واردات الصين من النفط الخام مستوى قياسياً مرتفعاً في حين سجلت وارداتها من النحاس ثاني أعلى مستوى على الإطلاق. وكان خبراء الاقتصاد توقعوا انخفاض الواردات بنسبة 11.5% بعد أن سجلت هبوطاً بلغ 8.7% في نوفمبر. وكانت المحصلة تسجيل فائض تجاري قيمته 60.09 مليار دولار في ديسمبر مقابل 53 مليار دولار في توقعات خبراء الاقتصاد و54.1 مليار دولار في نوفمبر. تدفقات المال وقال مارتين تحقيق فائض تجاري مجدداً يدعم بنك الشعب الصيني في مواجهة زيادة تدفقات رأس المال الخارجة. وبينما لاقت البيانات الصينية غير المتوقعة ترحيباً في أسواق الأسهم الآسيوية قال خبراء الاقتصاد وإدارة الجمارك إن الصادرات ستواجه المزيد من الضغط في 2016 بسبب تباطؤ الطلب العالمي. وقال هوانغ سونغ بينغ المتحدث باسم الجمارك الشركات تميل لتغطية عقودها بنهاية العام... وستزيد أحجام التصدير في ديسمبر. وبلغ إجمالي حجم التجارة للعام بأكمله 3.96 تريليونات دولار بانخفاض 8% عن 2014 في أسوأ أداء صيني منذ الأزمة المالية العالمية. وكانت الحكومة بدأت العام بمعدل نمو مستهدف 6%. ورغم تسجيل مستوى هبوط أقل في حجم الواردات في ديسمبر مازال حجم الاستهلاك الفعلي في الصين متباطئاً وهو ما يؤثر سلباً على أسواق السلع الأولية العالمية التي تعاني الهبوط بالفعل. وبينما سجلت واردات الصين من النفط الخام مستوى قياسياً في 2015 عند 6.71 ملايين برميل يومياً ارتفعت أيضا صادراتها من الطاقة إلى مستوى غير مسبوق عند 693 ألفاً و300 برميل يومياً، حيث كان على شركات التكرير تحويل أنظارها إلى الخارج لتحقيق مبيعات. وينطبق الأمر ذاته على الحديد. ففي الوقت الذي زادت فيه واردات الصين من خام الحديد قفزت صادراتها من الصلب نحو 20% على مدى العام. ومن المرجح أن ينمو الاقتصاد الصيني نحو 7% في 2015 بما يتوافق مع المعدل الرسمي المستهدف حسبما قالته أكبر وكالة للتخطيط الاقتصادي في البلاد أول من أمس.
مشاركة :