ابتكار جدران «أنيقة» لتنقية أجواء المدن من ثاني أكسيد الكربون

  • 1/14/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

توصلت البشرية إلى اتفاق تاريخي في مؤتمر باريس حول تقليل انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون على المستوى العالمي، لكن البشرية تفعل الأقل للتخلص من الكميات التي انبعثت أصلاً، وتخلق ظاهرة الاحتباس الحراري وتلوث أجواء المدن. واعترف المجتمعون في مؤتمر باريس بأن نسبة الغاز ستواصل ارتفاعها حتى عام 2030 ما لم تتخذ إجراءات صارمة للحد من ارتفاعها نسبته في الجو. ويعول العلماء على تقنيات جديد، مثل خزن الغاز في أعماق المحيطات، ومواد بناء واجهات البيوت الممتصة للغاز.. إلخ بهدف تنقية أجواء المدن. جامعة زيورخ التقنية قدمت الآن تقنية حديثة وأنيقة لترشيح أجواء العاصمة جنيف من غاز ثاني أكسيد الكربون، وهي تقنية تجمع بين الأناقة والفعالية. ومعروف أن العلماء يحددون حافة الخطر، وتفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري، عند تجاوز تركيز الغاز في الجو 450 ب.ب.م (جزيئة في المليون). وقاس الباحثون في العامين الآخرين بلوغ هذا التركيز على مستوى البلدان الصناعية نحو 398 ب.ب.م. ولا بد من تقليل هذا التركيز أكثر كي تنجح البشرية في العودة إلى أجواء ما قبل عصر الثورة الصناعية. ويقول العلماء السويسريون إنهم ابتكروا ما يساعد البشرية على تقليل ظاهرة الاحتباس باستخدام جدران، أو شبكات، لاصطياد جزيئات الغاز من الجو. وهي جدران صغيرة، لا تؤثر على جماليات المدن، لكنها قادرة على تنقية أجواء المدن من 900 من غاز ثاني أكسيد الكربون كل سنة. وقال دومينيك كرونينبيرغ، من شركة «كلايموورك» التابعة لجامعة زيوريخ التقنية، إن الجزء الأساسي في الجدار عبارة عن مرشح (فلتر) خاص من مادة إسفنجية معززة بالسيليلوز يتولى اقتناص جزيئات غاز ثاني أكسيد الكربون من الجو. والجميل في المشروع أنه يستخدم مفاعل صغيرا لحرق النفايات لتسخين الهواء داخل توربينات الجدار إلى 95 درجة مئوية، وهي درجة كفيلة بتحليل الغاز وتسهيل اقتناصه بواسطة المرشح. وهذا يعني أن المشروع يضرب عصفورين بحجر، فهو ينقي الأجواء ويخلص المدينة من بعض النفايات في آن واحد. وستدخل أولى هذه الجدران مرحلة العمل على تنقية أجواء جنيف من 900 مليون طن من الغاز سنويًا في الصيف المقبل. وربما، في حالة نجاح المشروع على المستوى العالمي، تقتصد البشرية كثيرًا في تكلفة التحول السريع إلى أنماط إنتاج الطاقة البديلة التي لا تؤدي إلى انبعاث الغاز. والقضية لا تتوقف على تطهير الجو من غاز ثاني أكسيد الكربون فحسب، لأن جدران «كلايموورك» قادرة على خزن الغاز لأغراض تجارية. ويمكن لمن يقتني هذه الجدران أن يضمن شراء الغاز من مصانع إنتاج المشروبات الغازية. كما أن للغاز سوقًا كبيرة من ناحية استخدامه في البيوت الزجاجية الخاصة بزراعة المحاصيل. ويعتقد كرونينبيرغ أن تقنية جامعة زيوريخ يمكن أن تستخدم لإنتاج مصادر الطاقة الأخرى بشكل غير ضار بالبيئة من غاز ثاني أكسيد الكربون. وكمثل، يعمل اليوم معهد فراونهوفر للطاقة البديلة في مدينة دريسدن على شطر الماء في أكسجين وهيدروجين ومن ثم معاملة الهيدروجين مع ثاني أكسيد الكربون لإنتاج البنزين والديزل والكيروسين منهما. جدير بالذكر أن مشاريع مماثلة في الولايات المتحدة توصلت إلى فلترات تسحب طنًا من غاز ثاني أكسيد الكربون يوميًا من الجو. إلا أنها فشلت في تقليل تكلفة المشروع، كما كانت قدرة امتصاص الغاز من الجو محدودة، لأن التقنية السويسرية الجديدة تسحب 900 طن سنويًا، أي ما يعادل ثلاثة أمثال المشروع الأميركي. وسبق لمبادرة «غرين سيتي سوليوشن»، من مدينة دريسدن الألمانية (شرق)، أن اقترحت نظامًا طبيعيًا وجماليًا من الأشجار الاصطناعية الثابتة والمتحركة التي توفر حلاً بيئيًا وفنيًا لمشكلة تلوث المدن. والمقترح عبارة عن منحوتات جدارية عمودية عليها طحالب خضراء ويسمى كل منها «شجرة المدينة». وذكر المبتكر الشاب دينيس هونيس، أحد المبتكرين الأربعة للنظام، أن شجرة واحدة من أشجار المدينة التي يقترحونها قادرة على التهام 30 كلغم من ثاني أكسيد الكربون في السنة، بحسب التجارب المختبرية، إضافة إلى 37 غم من جزئيات السخام الصغيرة كل عام. وهذا يعني أنها أكثر فعالية من 20 شجرة طبيعية من الممكن زراعتها على الشوارع؛ لأن كثافة النباتات الصغيرة فيها، وخصوصًا الطحالب، ومجموع مساحاتها الخضراء، أكبر كثيرًا من مساحة أوراق شجرة واحدة.

مشاركة :