التتويج بلقب المونديال الحلم الأخير لميسي

  • 1/14/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

«هذا هو أكبر إنجاز»، هكذا وصف النجم العالمي ليونيل ميسي ما يعنيه تتويجه بلقب بطولة كأس العالم مع المنتخب الأرجنتيني، لكن في الحقيقة كان يجب أن يقول إن هذا الإنجاز هو الوحيد المتبقي له لكي يحققه، حيث لم يتبق له شيء من الأرقام القياسية والجوائز الأخرى إلا وتمكن النجم الأرجنتيني من حصده، كما يعد الاستمرار في حصد الجوائز نفسها مجرد تضخيم للإحصائيات الرقمية لا أكثر. وحقق صاحب القميص رقم «10» أرقاما قياسية، يمكن اعتبارها من كوكب آخر، فقد حصد جائزة الكرة الذهبية خمس مرات، وحصل على أربعة ألقاب لبطولة دوري أبطال أوروبا، وتوج بلقب الدوري الإسباني سبع مرات، بالإضافة إلى ثلاثة ألقاب في مونديال الأندية، ليجمع في جعبته 26 بطولة و430 هدفا سجلها في 503 مباراة رسمية مع برشلونة. ولو كان ميسي سويسريا كان يمكن القول حينئذ إنه حقق جميع أهدافه بوصفه لاعب كرة قدم، لكن الأمر يختلف عندما يولد أحدهم في الأرجنتين، حيث لا يتم اكتمال عمله على الوجه الأمثل قبل التتويج بلقب المونديال، الإنجاز الذي يتوق إليه كل لاعب ومشجع للمنتخب الأرجنتيني. وفي معرض رده على سؤال عما إذا ما كان يفضل الحصول على لقب المونديال بدلا من حصد الجوائز الفردية، أجاب ميسي أثناء وجوده في زيوريخ، وبعد أن حصل على كرته الذهبية الخامسة: «بالطبع أفضل الفوز بالمونديال». وكاد ميسي يحقق هذا الحلم في 2014 في المباراة، التي أوشكت أن تجعل منه اللاعب الأفضل في كل العصور، عندما سقط مع منتخب بلاده أمام المنتخب الألماني على ملعب «ماراكانا» معقل الغريم التاريخي، المنتخب البرازيلي، في نهائي المونديال بعد أن قدم مباراة باهتة. وجاء أداء الأسطورة الأرجنتينية في تلك المباراة نتيجة طبيعية لمسيرته المتراجعة خلال العام ونصف العام الذي سبقها. وعانى ميسي خلال الفترة السابقة على مونديال البرازيل من الإصابات، بالإضافة إلى قيامه بفك ارتباطه مع اختصاصي العلاج الطبيعي خوانخو براو، والركون إلى الراحة والرتابة وعدم الاكتراث، حتى إن أحد مكتشفيه في برشلونة، كارليس ريكساش، أكد أن «البرغوث» كان يأكل الكثير من «البيتزا». وأدت كل العوامل والظروف المذكورة إلى إصابة النجم الأرجنتيني بحالة من اللامبالاة الواضحة. وكان البرتغالي كريستيانو رونالدو قد فاز بالكرة الذهبية خلال عامين متتاليين، في وقت بدا فيه أن التراجع الذي أصاب ميسي بات أبديا. وترددت الأقاويل في برشلونة خلال تلك الفترة عن احتمالات بيع المهاجم الأرجنتيني. ولا أحد يعلم ما كان يمكن أن يحدث إذا نجحت الأرجنتين في الفوز بالمباراة النهائية للمونديال، ولكن ما يبدو جليا هو أن الإخفاق كان بمثابة جرس إنذار لميسي. وقال النجم الأرجنتيني وهو يحمل الكرة الذهبية بين يديه الاثنين الماضي: «لقد عشت سنوات لم أكن أشعر فيها أنني على ما يرام، بسبب مواقف وظروف مختلفة، لكن لحسن الحظ تمكنت من تجاوز هذا الموقف والوصول إلى هنا». وكان الاختيار قد وقع على صورته التي التقطت له وهو يمر بجوار كأس العالم بعد نهائي 2014 بوصفها أفضل صورة رياضية في العام. وأصبح ميسي في 2012 أبا للمرة الأولى، الأمر الذي يمكن أن يحدث تغييرا في حياة أي شخص وبصورة أكبر في حياة شخص مثله يهتم بالحياة العائلية. وعقب انتهاء المونديال، عاد ميسي إلى وضع الأمور في نصابها، فقد وضع نظاما قاسيا لحميته الغذائية واستعاد بريقه الذي كان مفقودا. ورزق ميسي بمولوده الثاني قبل ثلاثة أشهر، حيث جاء هذا الابن ليجد والده أكثر قوة وثباتا وعلى دراية أكبر بما يتطلع إليه في المستقبل. وكالت الصحف ووسائل الإعلام العالمية أول من أمس وابلا من عبارات المديح والإشادة للنجم الأرجنتيني، وتوافقت جميعها على أنه «اللاعب الأفضل»، ولم يقتصر هذا الأمر على الإعلام فحسب، ولكنه امتد ليشمل زملاءه في برشلونة والمنتخب الأرجنتيني، الذين لم يكتفوا بالإشادة بمستواه الفني فقط، لكن أيضًا بسماته الشخصية والأخلاقية مثل التواضع والتلقائية. ورغم كل ذلك فلا يعد ميسي شخصية ملائكية، فقد تورط النجم الكبير مع والده في كثير من المشكلات القضائية في إسبانيا بداعي التهرب الضريبي. وقالت صحيفة «لا بانغوارديا» إن «ميسي أعاد إلى الضرائب مبلغا يقدر بـ53 مليون يورو منذ ذيوع فضيحة التهرب الضريبي. ويعد ميسي، مع كل ما لديه من مميزات وأخطاء، شخصية استثنائية، يتمتع بالقدرة على التطلع لتحقيق طموحات أكبر رغم حصوله على ما هو أكثر مما كان يتوقع». وأضاف ميسي: «الفوز ليس أصعب الأشياء، لكنه الفوز مجددا». ويحتفظ ميسي بدوافعه لتحقيق إنجاز مع المنتخب الأرجنتيني رغم الإخفاقات الماضية، ورغم أنه سيخوض منافسات مونديال روسيا 2018 في عمر الـ31، لتكون تلك هي الفرصة الأخيرة له لحصد لقب المونديال، حيث لا يملك فرصة كبيرة في اللحاق بمونديال قطر 2022.

مشاركة :