سليمان العساف salassaf2@ في المقال السابق قدمنا لصندوق الاستثمارات العامة، وكيف غير عقيدته الاستثمارية من متحفظ إلى مستثمر عالمي متنوع. ولدى الصندوق العديد من الاستثمارات في عدة دول وعدة قطاعات مختلفة، ويتوقع أن تتوسع وتزداد بشكل كبير خلال السنوات القادمة، فلدى الصندوق نسبة واستثمار في أكثر من 200 شركة، نحو%15 منها محلية، وعالميًا لديه استثمارات في عدة قطاعات، كالقطاع البنكي مثل سيتي قروب بنك، وبنك أوف أمريكا، وفي القطاع المالي الاستثماري مثل سوفت بانك الذي نشأ عنه صندوق رؤية سوفت بنك، وقطاع الإنشاءات مثل بوسكو للإنشاءات الكورية، وقطاع الطاقة مثل توتال الفرنسية وشل الهولندية وبي بي البريطانية. وفي قطاع التكنولوجيا مثل فيس بوك، وقطاع السيارات الكهربائية مثل لوسيد، وقطاع النقل مثل أوبر، وقطاع الترفيه مثل دزني، وقطاع التجزئة مثل نون، القطاع الطبي مثل فايزر، وكذلك في قطاع الألعاب الإلكترونية الذي يعد مستهدفًا لأهم الشرائح وهم فئة الشباب، بالإضافة إلى غيرها من الاستثمارات المتنوعة، كما أن للصندوق استثمارات إقليمية في مصر مثل شركة الأسمدة أبو قير وشركة مصر للأسمدة، اي فاينانس المالية وغيرها، وكذلك في الأردن تم تأسيس صندوق استثمار مشترك، بالإضافة إلى تملك حصة في بنك الاستثمار. وإذا أردنا الحديث عن نتائج الصندوق، رغم أنه لا يوجد إعلان رسمي عن عوائده أو ما حققه خلال الأعوام الماضية- حسب علمي -إلا أن هناك أنباء ترشح هنا أو هناك أو ما يتم حسابه بناء على استثمارات الصندوق، فمثلاً الصندوق شارك في تأسيس خمسة من أكبر المشاريع (giga projects) ليس في السعودية فقط، ولكن في العالم (نيوم، القدية، مشروع البحر الأحمر، روشن والسودة)، وتبلغ حجم استثمارات الصندوق 2 تريليون ريال، منها ما يقارب 180 مليار في السوق الأمريكي. وحقق الصندوق عوائد إجمالية بين 5-8 % وهي عوائد تعد مرتفعة في متوسطات الصناديق العالمية، وقد كان الصندوق يحقق بين 2-3 % في العقود الماضية (ففي عام 2020 حصد الصندوق إلى ما يقارب 7 مليارات ريال أرباح من عوائد الأسهم المملوكة له في البورصة السعودية، إضافة إلى أن الصندوق استفاد بشكل كبير، حينما استغل أزمة كورونا وانخفاض الأسواق العالمية واستثمر ما يقارب 35 مليون دولار في الأسواق الأمريكية، وحقق عوائد مجزية تقارب %40، وهي عوائد استثنائية وعظيمة بسبب جرأته وسرعة اقتناص الفرص. ويهدف الصندوق لأن تقارب أصوله 4 تريليونات ريال، وأن يحقق عوائد تقارب 150 مليار ريال سنويًا حتى 2025، وهو رقم كبير وسيساعد الصندوق في تقليل الاعتماد على ما تضخه الدولة له عند إعادة استثمار هذه العوائد في قطاعات اقتصادية متنوعة، كما أن الصندوق ساهم في خلق ما يقارب نصف مليون وظيفة للشباب والشابات السعوديين بشكل مباشر أو غير مباشر، علمًا بأن الصندوق يستهدف خلق ما يقارب 1.8 مليون وظيفة حتى نهاية 2025. والذي يبدو أن الصندوق يستهدف التوسع إقليميًا على المدى القريب، بالإضافة إلى اقتناص الفرص عالميًا، ولعله يركز على الاستثمار في قطاع الدواء والغذاء والزراعة والصناعات المرتبطة بها، لأن الحروب والأزمات العالمية أثبتت أن الغذاء والدواء سلاح فعال وناجح ومؤلم ومؤثر، ويمكن استخدامه ضدنا إن لم نتحصن جيدًا.
مشاركة :