في مسرح مفتوح على مساحة 4000 متر مربع، أعاد مهرجان «كنا كدا3»، بحارة أيام زمان المشعشعة بأهلها الطيبين، وحيث يرتدي 200 ممثل أزياء الماضي، ليخبروا بها أبناء الحاضر عن تاريخ يعود لنحو ألف عام عاشه أجدادهم في جدة التاريخية أيام العمامة والسديري. ففي كل جنبات المهرجان وأزقته قصة تروى وحكايات جداوية خالصة. مهن البقال والسقا والمزين والكندرجي، إضافة إلى الترزي، وحتى شخصيات العسكر والعمدة ومجنون الحارة، أعادهم المهرجان للواجهة من جديد، زيًا، ولكنةً ولهجةً، ليشاهدهم الزوار حقيقة ويلتقطون معهم أجمل صور»الانستقرام» وفيديوهات «السناب» ويتحاورون معهم حول آليات عملهم والخدمات التي كانوا يقدمونها قديمًا لأجدادهم. ويقف عبدالرحمن اللبان (الذي يبيع الحليب والقشطة والجبنة) ويشرح لضيوف المهرجان طريقة صناعة الحليب وتقديمه في المطبقيات. فيما يجسّد في زقاق آخر الشاب فهد فرحات دور ساعي البريد على دراجة هوائية ويرتدي زيًا أنيقًا يؤكد أهمية تلك المهنة في السابق. وحسين قايد يعمل في مهنة السقا ويحمل الماء وينقله من منزل لآخر ينادي بأعلى الصوت ليسمعه المزين خالد عبدالله فيتحاوران حول كمية المياه المطلوبة للبيت والدكان معا فيتدخل بينهم مجنون الحارة في مشهد كوميدي يستمتع به الزوار ويتقنه الممثلون بحرفية عالية.
مشاركة :