أمرت كندا ثلاث شركات صينية بسحب استثماراتها في شركات كندية للمعادن الأرضية النادرة، مبررة الخطوة بأسباب تتعلق "بالأمن القومي". وبحسب "الفرنسية"، تشمل الشركات التي طلب منها سحب استثماراتها سينومين (هونج كونج)، ورار ميتال ريسورسيس كو إل تي دي، وتشينز ليثيوم إنترناشونال ليمتيد، وزانجي مينينج إنفيستمينت كو إل تي دي، (الصين)، وفقا لبيان. وأجرت وكالات الأمن القومي والاستخبارات الكندية "عملية تدقيق صارمة" في الشركات قبل اتخاذ القرار، بحسب ما ذكر فرانسوا-فيليب شامبان وزير الإبداع والعلوم والصناعة. وأضاف أنه "بينما تواصل كندا الترحيب بالاستثمارات الأجنبية المباشرة، سنتحرك بحزم عندما تهدد الاستثمارات أمننا القومي وسلاسل إمدادات المعادن الحيوية لدينا". وتعد المعادن الأرضية النادرة ضرورية للتكنولوجيا المستقبلية الصديقة للبيئة وهي مستخدمة في قطاعات الإلكترونيات والطيران والسيارات والدفاع. ويأتي الإعلان بعد خمسة أيام على تشديد كندا قواعدها للاستثمار في المعادن النادرة بالنسبة إلى الشركات التابعة لحكومات أجنبية، لتسمح بالاستثمار "على أساس استثنائي" فحسب. ووضعت أوتاوا قائمة لـ31 "معدنا أساسيا" ترى أنه حيوي بالنسبة إلى ازدهارها الاقتصادي. وتشمل المعادن الكوبالت والليثيوم والمنجنيز المستخدم في ألواح الطاقة الشمسية وتوربينات الهواء وبطاريات السيارات الكهربائية. وعلى مدى العقدين الماضيين، استثمرت الصين، أكبر منتج في العالم للمعادن الأرضية النادرة، مليارات الدولارات في كندا لضمان إمدادات هذه المعادن. يشار إلى أن تقرير أعدته مجموعة ماكينزي للاستشارات الاستراتيجية نشر مطلع 2022، أكد أن المعادن ستكون "في قلب الجهود المبذولة للتخلص من الكربون وكهربة الاقتصاد". ويخشى خبراء من أن يوجد التحول إلى تنويع مصادر الطاقة، اعتمادا جديدا على الدول المصدرة لمعادن أساسية تستخدم في صناعات منخفضة الكربون، ولا سيما في أوروبا. ويوصل الكوبالت والنيكل والمنجنيز والليثيوم الكهرباء في بطاريات السيارات. تستخدم فلزات الأتربة النادرة "نيوديميوم وبراسيوديميوم وديسبروسيوم" في الأقراص الصلبة أو المغناطيس الدائم لتوربينات الرياح. يوصل النحاس والألمنيوم الكهرباء عموما. يستخدم البلاتين لتفعيل الهيدروجين. وتسمح هذه المعادن لقطاعات الصناعة والإلكترونيات والنقل والطاقة بالاستغناء عن الهيدروكربونات، ووقف انبعاثات غازات الدفيئة التي ترفع درجة حرارة الكوكب. وستصبح المعادن بأهمية الفحم للمحركات البخارية في القرن الـ19 أو النفط في القرن الـ20. وفقا للوكالة الدولية للطاقة، قد يتزايد الطلب العالمي على المعادن الحيوية أربع مرات بحلول 2040 إذا امتثل العالم لالتزامات المناخ. ومن أجل ذلك، سيكون من الضروري إنتاج معادن أكثر مما أنتجته البشرية عبر تاريخها من الآن حتى 2050، وفقا لتقديرات أوليفييه فيدال من معهد علوم الأرض في جرونوبل الفرنسية. وفي هذا الصدد، هناك رؤيتان متعارضتان: يتوقع البعض نقصا في المعادن، فيما يؤكد بعض آخر أن التطور التكنولوجي وإعادة التدوير سيسهمان في دعم زيادة الإنتاج. وبحسب دراسة أجرتها جامعة لوفان، فإن أوروبا ستواجه "نقصا حادا في الـ15 عاما المقبلة" في المعادن، خصوصا في الليثيوم والكوبالت والنيكل والنحاس وفلزات الأتربة النادرة.
مشاركة :