كانت نصف الساعة التي كشفت نتائج تحقيقات كارثة حريق مستشفى جازان العام في مؤتمر صحفي بإمارة منطقة جازان، كفيلة بإظهار كافة الجهات المقصرة، فبعد أن اعترف وزير الصحة المهندس خالد الفالح بتحمل وزارته الجزء الأكبر، تساءل "ألم تكن لدى الدفاع المدني الصلاحيات بإغلاق المستشفى؟"، مطالبا بمنع السماح باستخدام الأسقف المستعارة، التي تحتوي على مواد قاتلة في مشاريع البناء، وكان لها دور كبير في ارتفاع نسبة الوفيات. وبين أن حادثة الحريق جعلت الصحة تعيد حساباتها في جميع تصاميم مبانيها، مؤكدا أن هناك لجان تحقيق متخصصة ما زالت تتابع التحقيق في حادثة الحريق منذ أول خط في مخطط المستشفى إلى لحظة الكارثة، وستتم إحالة جميع من تثبت إدانتهم إلى هيئة التحقيق والادعاء العام. تأخر النتائج قال أمير جازان الأمير محمد بن ناصر "إن تأخير إعلان نتائج الحادث المؤسف جاء بسبب الحرص على إجراء تحقيقات كاملة وشاملة، ولأننا لا نرغب في أن نأخذ أحدا ككبش فداء للكارثة". وأكد على أن نتائج التحقيقات التي شاركت فيها جميع الجهات الحكومية، إضافة إلى شركة أرامكو والتي سلمت نتائجها نهاية الأسبوع الماضي، تمت مناقشتها مع وزير الصحة، وجاءت جميع تقاريرها متشابهة، مضيفا أن العمل جار على إيجاد مركز دائم للتعامل مع الكوارث في المنطقة بالتعاون مع أرامكو. منع الأسقف المستعارة طالب وزير الصحة أمانات المناطق بعدم السماح باستخدام العوازل الفلينية، التي يتم حشوها في أسقف المباني، وتسهم في سرعة انتشار الحريق، وكثافة الدخان، كما حدث في المستشفى، إذ إنه سيتم العمل على إزالتها من جميع المستشفيات والمنشآت الصحية. وعن الحلول التي طرحتها لجان التحقيق ذكر أنه على مستوى البنى التحتية فإنه قد بدأ العمل على إعادة تقييم البنية التحتية للمشروعات الصحية من خلال عمل مسح شامل لجميع مرافق الصحة في المملكة وإعادة تأهيلها، وأن الأولوية ستكون لمنطقة جازان، وبدأ العمل من خلال التعاون مع ثلاثة بيوت خبرة عالمية للقيام بعملية المسح، وإعادة تأهيل بعض المباني، وإقامة مشروع وطني لمعالجة أي تقصير في المستشفيات، ومن المتوقع أن تنتهي عملية المسح خلال ستة أشهر. إجراءات نظامية أما من ناحية الإجراءات النظامية التي اتخذت فيأتي في مقدمتها تكثيف برامج التدريب واستمرارها، وعمل خطط إخلاء وتكثيف التجارب الافتراضية. ومن أجل الارتقاء بالخدمات الصحية في المنطقة فإنه سيتم استكمال عدد من المستشفيات الجاري تنفيذها، وهي: المستشفى التخصصي 500 سرير، ومستشفى النساء والولادة مع السكن 300 سرير، ومستشفى الدرب مع السكن 200 سرير، ومستشفى العارضة 50 سريرا، وتم وضع خطة لتسريع إنجاز هذه المشروعات. إعفاء مدير صحة جازان أوضح الفالح أن من الإجراءات التنظيمية التي تهدف إلى معالجة الوضع الصحي في المنطقة، هي إعفاء مدير صحة جازان الدكتور أحمد السهلي، وتعيين مدير جديد للشؤون، ومدير لإدارة الأمن والسلامة. وقدم وزير الصحة واجب العزاء لأسرة الضحيتين صفية الفيفي وجميلة الفيفي اللتين توفيتا في حادث حريق المستشفى وذلك بمنزل ذويهما. الجهات التي أسهمت في حدوث الكارثة • وزارة الصحة التي استلمت مشروعا غير مجهز. • صحة جازان لعدم اهتمامها بالتقارير وإهمال الصيانة. • الدفاع المدني رغم سرعة استجابته لم يكن التعامل مع الحدث بفاعلية. • تقصير بعض العاملين في المستشفى من خلال التعامل مع الحادث. المكرمون كرمت وزارة الصحة مساء أمس عددا من الكفاءات التي قدمت أدوارا بطولية أثناء عملية الإنقاذ، وهم: • إبراهيم القلي "مليون ريال ووسام". • حسن الأمير • أبوالقاسم لوحي • نجود محمود • أميرة إسماعيل • نوال هاشم • مها الحكمي بمبلغ خمسين ألف ريال لكل منهم. أسرة القلي: موقف المملكة غير مستغرب ثمنت أسرة المقيم المصري إبراهيم القلي "38 عاما" الذي توفي خلال إنقاذه مرضى منومين من حريق مستشفى جازن، تكريمه صباح أمس، لموقفه البطولي بمبلغ مليون ريال. قالت زوجته عليّة محمود لـ"الوطن"، في البداية أحمد الله على قضائه، وأشكر حكومة المملكة على موقفها غير المستغرب في دعم أسرته، وعدم نكرانها لما قدمه من عمل جليل ينال جزاءه من الله. وأضافت، "تلقيت خبر وفاته عن طريق أقارب لنا في منطقة جازان، وتبددت كثير من الأحلام والأمنيات التي كان يمنينا بها، ولكن قضاء الله كان أسرع، وللفقيد ثلاثة من الأولاد: محمد 8 سنوات، وأحمد 6 سنوات، ومولوده الأخير الذي لم يره "يوسف" وعمره شهر، إذ توفي والده بعد ولادته بـ12 يوما. أبها: سعيد آل ميلس استلام المبنى رغم عيوبه حمل الفالح وزارة الصحة المسؤولية الكاملة عن الحادث المؤسف، لأنها استلمت منشأة رغم عيوبها، ولم تتعامل مع التقارير التي وصلتها من الدفاع المدني كما ينبغي، كما أن التحقيقات أثبتت أن الحريق حادث عرضي ولا توجد فيه أي شبهة جنائية.وأضاف أن المواد التي استخدمت في تجهيز المبنى كانت رديئة، وأسهمت في مضاعفة نتائج الكارثة، إضافة إلى إهمال جانب الصيانة لها، ورغم كل ذلك كان بالإمكان تقليل عدد الوفيات والمصابين لو طبقت عملية الإنقاذ كما ينبغي، ولكن ضعف تأهيل الكوادر العاملة في المستشفى للتعامل مع الكوارث كان أقل من المأمول، إلى جانب غياب تطبيق التجارب الفرضية. أسباب الحريق والعوامل التي أسهمت في ارتفاع الوفيات • السبب الرئيس: التماس كهربائي في قسم الحضانات في الدور الأول. • كثافة الدخان. • تصاعد الدخان للأدوار العلوية. • أخطاء هندسية في التصميم. • عدم توفر قطاعات لعزل الحرائق. • احتواء المبنى على مادة الفلين المحشو في سقف المبنى. • أخطاء هندسية في التصميم. • رداءة في المواد المستخدمة في التمديدات. • عدم ربط نظام الإنذار بالتكييف مما أدى إلى استمرار التكييف في العمل.
مشاركة :