آلـيـات الـسـعـي علـى الرزق في النبات!!

  • 11/4/2022
  • 01:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

السعي‭ ‬على‭ ‬الرزق‭ ‬سنة‭ ‬من‭ ‬سنن‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬في‭ ‬الخلق،‭ ‬الكل‭ ‬يسعى‭ ‬على‭ ‬رزقه،‭ ‬الإنسان‭ ‬يسعى‭ ‬بقدميه،‭ ‬وعلى‭ ‬الدواب،‭ ‬والعجلات‭ ‬ويركب‭ ‬الطائرات‭ ‬والسفن‭ ‬المائية‭ ‬مصداقا‭ ‬لقول‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭: (‬فَانْتَشِرُوا‭ ‬فِي‭ ‬الْأَرْضِ‭ ‬وَابْتَغُوا‭ ‬مِنْ‭ ‬فَضْلِ‭ ‬اللَّهِ‭) (‬الجمعة‭ ‬10‭).‬ والطير‭ ‬يسعى‭ ‬على‭ ‬رزقه‭ ‬بالطيران‭ ‬بجناحيه،‭ ‬ويمشي‭ ‬على‭ ‬رجليه‭ ‬فيغدوا‭ ‬خماصا‭ ‬ويعود‭ ‬بطانا،‭ ‬وقد‭ ‬ملأ‭ ‬حوصلته‭ ‬فيحضر‭ ‬الرزق‭ ‬الوفير‭ ‬لنفسه‭ ‬ولفراخه‭.‬ والزواحف‭ ‬تزحف‭ ‬وتمشي‭ ‬لتحصل‭ ‬على‭ ‬رزقها،‭ ‬والبرمائيات‭ ‬تغوص‭ ‬في‭ ‬الماء‭ ‬وتقفز‭ ‬على‭ ‬اليابسة‭ ‬بحثا‭ ‬عن‭ ‬رزقها‭.‬ والسمك‭ ‬يسبح‭ ‬ويغوص‭ ‬بحثا‭ ‬عن‭ ‬رزقه‭. ‬وكذلك‭ ‬الهائمات‭ ‬النباتية‭ ‬والحيوانية‭ ‬تسعى‭ ‬على‭ ‬رزقها،‭ ‬والبهائم‭ ‬والسباع‭ ‬تسعى‭ ‬على‭ ‬رزقها‭.‬ فماذا‭ ‬يفعل‭ ‬النبات‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬رزقه‭ ‬وقد‭ ‬شدته‭ ‬جذوره‭ ‬ومعاليقه‭ ‬ومحاليقه،‭ ‬فالشجرة‭ ‬الواحدة‭ ‬والنباتات‭ ‬الحولية‭ ‬تنتج‭ ‬ملايين‭ ‬الثمار‭ ‬والحبوب‭ ‬والبذور‭ ‬التي‭ ‬إن‭ ‬بقيت‭ ‬في‭ ‬مكانها‭ ‬بعد‭ ‬سقوطها‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬هددت‭ ‬أمها‭ ‬وأخواتها‭ ‬وجيرانها‭ ‬ونفسها‭ ‬بالهلاك‭ ‬جوعا‭ ‬لنفاد‭ ‬الغذاء‭ ‬وضيق‭ ‬المكان‭ ‬وحجب‭ ‬الضوء‭ ‬اللازم‭ ‬لإنتاج‭ ‬الغذاء‭ ‬بعملية‭ ‬البناء‭ ‬الضوئي‭.‬ ماذا‭ ‬يفعل‭ ‬النبات‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المكان‭ ‬الضيق‭ ‬والمحدود‭ ‬ومن‭ ‬حوله‭ ‬أرض‭ ‬الله‭ ‬واسعة؟ ولكن‭ ‬الخالق‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬اللطيف‭ ‬الخبير‭ (‬قَالَ‭ ‬رَبُّنَا‭ ‬الَّذِي‭ ‬أَعْطَى‭ ‬كُلَّ‭ ‬شَيْءٍ‭ ‬خَلْقَهُ‭ ‬ثُمَّ‭ ‬هَدَى‭) (‬طه‭ ‬50‭)‬،‭ ‬الذي‭ ‬تكلف‭ ‬برزق‭ ‬جميع‭ ‬خلقه‭ ‬لم‭ ‬ينس‭ ‬النبات‭ ‬فزوده‭ ‬بآليات‭ ‬ووسائل‭ ‬انتثار‭ ‬وانتشار‭ ‬للسعي‭ ‬على‭ ‬الرزق‭ ‬في‭ ‬أرض‭ ‬الله‭ ‬الواسعة،‭ ‬زود‭ ‬النبات‭ ‬برحمته‭ ‬بآليات‭ ‬معجزة‭ ‬فتسلق‭ ‬الجبال‭ ‬ودار‭ ‬في‭ ‬الهواء،‭ ‬وسبح‭ ‬في‭ ‬الماء،‭ ‬وركب‭ ‬الإنسان‭ ‬والحيوان،‭ ‬وهبط‭ ‬في‭ ‬الوديان،‭ ‬وقطع‭ ‬الفيافي‭ ‬والمحيطات‭ ‬والبلدان،‭ ‬وانتشر‭ ‬في‭ ‬الهضاب‭ ‬والسهول‭ ‬والحقول‭ ‬والصحاري‭ ‬والعيون‭ ‬المائية‭ ‬الباردة‭ ‬والدافئة،‭ ‬فاستعمر‭ ‬الأرض‭ ‬وعمرها؛‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬بآليات‭ ‬انتثار‭ ‬معجزة‭ ‬ووسائل‭ ‬مبدعة‭ ‬ومتقنة‭ ‬حملت‭ ‬الجراثيم‭ ‬والبذور‭ ‬والحبوب‭ ‬والثمار‭ ‬والأوراق‭ ‬والسيقان‭ ‬والجذور‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬معمور‭ ‬وغير‭ ‬معمور‭ ‬في‭ ‬الأرض‭.‬ فبذور‭ ‬بعض‭ ‬النباتات‭ ‬دقيقة‭ ‬كالدقيق‭ ‬خفيفة‭ ‬الوزن‭ ‬صغيرة‭ ‬الحجم‭ ‬تحملها‭ ‬الرياح‭ ‬إلى‭ ‬أماكن‭ ‬بعيدة‭ ‬جدا‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬في‭ ‬نبات‭ ‬الأراشد‭ ‬وحبوب‭ ‬اللقاح‭.‬ ولثمار‭ ‬بعض‭ ‬النباتات‭ ‬أجنحة‭ ‬تحمل‭ ‬تلك‭ ‬الثمار‭ ‬في‭ ‬اتزان‭ ‬عجيب‭ ‬إلى‭ ‬أماكن‭ ‬بعيدة،‭ ‬فعندما‭ ‬يحرك‭ ‬الهواء‭ ‬أغصان‭ ‬تلك‭ ‬النباتات‭ ‬المحملة‭ ‬بثمارها‭ ‬الجافة‭ ‬المجنحة‭ ‬الخفيفة‭ ‬المتزنة‭ ‬فإنها‭ ‬تطير‭ ‬في‭ ‬الهواء‭ ‬بطريقة‭ ‬حلزونية‭ ‬تُوربينية‭ ‬دوامية‭ ‬معجزة‭ ‬ومقدرة‭ ‬فتصل‭ ‬تلك‭ ‬الثمار‭ ‬إلى‭ ‬مسافات‭ ‬بعيدة‭ ‬متخطية‭ ‬الجبال‭ ‬والأنهار‭ ‬ومثالها‭ ‬نبات‭ ‬أبو‭ ‬المكارم،‭ ‬وأما‭ ‬نبات‭ ‬الجعضيد‭ ‬فقد‭ ‬تحول‭ ‬كأس‭ ‬الأزهار‭ ‬والثمار‭ ‬إلى‭ ‬شعيرات‭ ‬مظلية‭ ‬تحمل‭ ‬الثمار‭ ‬إلى‭ ‬آلاف‭ ‬الكيلومترات‭ ‬فتملأ‭ ‬المكان‭ ‬في‭ ‬خفة‭ ‬مبدعة‭ ‬وعلمية‭ ‬ومعجزة‭ ‬وجمال‭ ‬يفوق‭ ‬لعب‭ ‬الأطفال‭ ‬المائية‭ ‬الغشائية‭ ‬الحديثة‭ (‬الفقاعات‭).‬ ومع‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬الإبداع‭ ‬والإتقان‭ ‬في‭ ‬الخلق‭ ‬يدعي‭ ‬الداروينيون‭ ‬والعَلمانيون‭ ‬أن‭ ‬النبات‭ ‬غير‭ ‬العاقل‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يمتلك‭ ‬مختبرات‭ ‬علمية‭ ‬ولا‭ ‬مصانع‭ ‬ولا‭ ‬أدوات‭ ‬علمية‭ ‬ولا‭ ‬باحثين‭ ‬علماء‭ ‬قد‭ ‬طور‭ ‬نفسه‭ ‬بالمصادفة‭ ‬والعشوائية‭ ‬والمحاولة‭ ‬والخطأ‭ ‬والانتخاب‭ ‬الطبيعي‭ ‬حتى‭ ‬صنع‭ ‬هذه‭ ‬النظم‭ ‬الهندسية‭ ‬الفيزيائية‭ ‬الحيوية‭ ‬البديعة‭ ‬في‭ ‬انتثار‭ ‬البذور‭ ‬والثمار‭ ‬وانتشارها‭ ‬ونسي‭ ‬هؤلاء‭ ‬ملايين‭ ‬المحاولات‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬الإنسان‭ ‬حتى‭ ‬استطاع‭ ‬أن‭ ‬يصنع‭ ‬الطائرات،‭ ‬فكيف‭ ‬لهذا‭ ‬النبات‭ ‬غير‭ ‬العاقل‭ ‬أن‭ ‬يقدر‭ ‬وزن‭ ‬الثمار‭ ‬وطول‭ ‬الشعيرات‭ ‬ومراكز‭ ‬الثقل‭ ‬والاتزان‭ ‬لنرى‭ ‬هذا‭ ‬الإعجاز‭ ‬في‭ ‬الخلق؟ الرد‭ ‬العلمي‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬قاله‭ ‬نبي‭ ‬الله‭ ‬موسى‭ ‬عليه‭ ‬السلام‭ ‬عندما‭ ‬حاور‭ ‬فرعون‭: (‬قَالَ‭ ‬فَمَن‭ ‬رَّبُّكُمَا‭ ‬يَا‭ ‬مُوسَى‭) (‬طه‭ ‬49‭)‬،‭ ‬قال‭ ‬سيدنا‭ ‬موسى‭: (‬قَالَ‭ ‬رَبُّنَا‭ ‬الَّذِي‭ ‬أَعْطَى‭ ‬كُلَّ‭ ‬شَيْءٍ‭ ‬خَلْقَهُ‭ ‬ثُمَّ‭ ‬هَدَى‭) (‬طه‭ ‬50‭).‬ ‭(‬خَلقه‭): ‬أي‭ ‬صورته‭ ‬اللائقة‭ ‬بخصائصه‭ ‬كما‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬كلمات‭ ‬القرآن‭ ‬تفسير‭ ‬وبيان،‭ ‬حسنين‭ ‬مخلوف‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭.‬ ‭(‬ثم‭ ‬هدى‭): ‬أي‭ ‬أرشده‭ ‬لما‭ ‬يصلح‭ ‬له‭ ‬ويصلح‭ ‬معيشته،‭ ‬ولا‭ ‬رد‭ ‬أبلغ‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الرد‭ ‬الموجز‭ ‬والمعجز‭.‬ ولنبات‭ ‬الخشاش‭ ‬ثمرة‭ ‬كبيرة‭ ‬محمولة‭ ‬على‭ ‬حامل‭ ‬طويل‭ ‬مرن‭ ‬متلاعب‭ ‬بالهواء‭ ‬وللثمرة‭ ‬في‭ ‬أعلاها‭ ‬ثقوب،‭ ‬فإذا‭ ‬حرك‭ ‬الهواء‭ ‬الثمار‭ ‬تمايلت‭ ‬لطول‭ ‬عنقها‭ ‬وانتثرت‭ ‬بذورها‭ ‬عن‭ ‬اليمين‭ ‬والشمال‭ ‬وفي‭ ‬الشرق‭ ‬والغرب‭ ‬وكل‭ ‬مكان‭ ‬من‭ ‬حولها‭ (‬معجزات‭ ‬حيوية‭ ‬علمية‭ ‬ميسرة،‭ ‬نظمي‭ ‬خليل‭ ‬أبو‭ ‬العطا‭ ‬موسى‭).‬ فمن‭ ‬أعطى‭ ‬هذا‭ ‬النبات‭ ‬في‭ ‬الصحراء‭ ‬القاحلة‭ ‬المنقطعة‭ ‬هذا‭ ‬التركيب‭ ‬والعلم‭ ‬الدقيق‭ ‬المتخصص‭ ‬لتصنع‭ ‬هذا‭ ‬التركيب‭ ‬المعجز‭ ‬والعجيب‭ ‬لاجتياز‭ ‬الفيافي‭ ‬والقفار‭ ‬وعبور‭ ‬البحار‭ ‬والأنهار؟ وهكذا‭ ‬وسعت‭ ‬رحمة‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬هذه‭ ‬النباتات‭ ‬فطارت‭ ‬ثمارها‭ ‬كما‭ ‬يطير‭ ‬الطير‭ ‬في‭ ‬الهواء‭ ‬بجناحيه‭ ‬بحثا‭ ‬عن‭ ‬الرزق،‭ ‬والمكان‭ ‬المناسب‭ ‬في‭ ‬أرض‭ ‬الله‭ ‬الواسعة‭ ‬التي‭ ‬قدر‭ ‬فيها‭ ‬أقواتها‭ ‬وبارك‭ ‬فيها‭.‬ بعض‭ ‬النباتات‭ ‬تركب‭ ‬الحيوان‭ ‬والإنسان‭ ‬وتتعلق‭ ‬بهما‭ ‬لتصل‭ ‬إلى‭ ‬مسافات‭ ‬بعيدة،‭ ‬فنبات‭ ‬الشبيط‭ ‬زوده‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬بخطاطيف‭ ‬تتعلق‭ ‬بفراء‭ ‬الحيوان‭ ‬وشعره‭ ‬وصوفه‭ ‬ووبره‭ ‬وريشه،‭ ‬وتتعلق‭ ‬بملابس‭ ‬الإنسان‭ ‬فتنتقل‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬يصل‭ ‬إليه‭ ‬الحيوان‭ ‬والإنسان،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬تتعلق‭ ‬بأجولة‭ ‬التعبئة‭ ‬للمحاصيل‭ ‬لتصل‭ ‬إلى‭ ‬بلاد‭ ‬بعيدة‭ ‬عبر‭ ‬الشحن‭ ‬المائي‭ ‬والبري‭ ‬والجوي‭. ‬ويقوم‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬التصدير‭ ‬والاستيراد،‭ ‬والتهادي‭ ‬والبيع‭ ‬والشراء،‭ ‬بنقل‭ ‬النباتات‭ ‬والحبوب‭ ‬والبذور‭ ‬والثمار‭ ‬وتوزيعها‭ ‬على‭ ‬البلاد‭ ‬القريبة‭ ‬والبعيدة،‭ ‬وينقل‭ ‬الإنسان‭ ‬والحيوان‭ ‬والطير‭ ‬البذور‭ ‬التي‭ ‬يأكلها‭ ‬ولا‭ ‬تتأثر‭ ‬بالعصارة‭ ‬الهاضمة‭ ‬بما‭ ‬وهبها‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬من‭ ‬أغلفة‭ ‬حامية‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬العصارة‭ ‬الهاضمة،‭ ‬وتقوم‭ ‬الأبقار‭ ‬والخيول‭ ‬والغزلان‭ ‬بنفس‭ ‬الآلية‭ ‬مع‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬النباتات‭ ‬البرية،‭ ‬وهناك‭ ‬الآليات‭ ‬الذاتية‭ ‬لتفتح‭ ‬الثمار‭ ‬وانتشار‭ ‬البذور‭ ‬والجراثيم‭ ‬وانتشارها‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬في‭ ‬الحوافظ‭ ‬الجرثومية‭ ‬للطور‭ ‬الجرثومي‭ ‬في‭ ‬الماركانتيا‭ ‬والفيوناريا‭ ‬والسراخس‭ ‬مثل‭ ‬كزبرة‭ ‬البئر‭ ‬حيث‭ ‬تتفتح‭ ‬الحافظة‭ ‬بآلية‭ ‬معجزة‭ ‬تقذف‭ ‬بالجراثيم‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬النبات‭ ‬الأم‭ ‬كما‭ ‬تلقى‭ ‬الكرة‭ ‬بالمضرب‭ ‬في‭ ‬لعبة‭ ‬التنس،‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬وغيره‭ ‬الكثير‭ ‬يدلل‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬خلق‭ ‬هذه‭ ‬النباتات‭ ‬ورحمها‭ ‬ورزقها‭ ‬ووهبها‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الآليات‭ ‬في‭ ‬الانتثار‭ ‬والانتشار‭ ‬التي‭ ‬تجعلها‭ ‬تتحصل‭ ‬عل‭ ‬رزقها‭ ‬المقدر‭ ‬كما‭ ‬قال‭ ‬تعالى‭: (‬وَمَا‭ ‬تَسْقُطُ‭ ‬مِنْ‭ ‬وَرَقَةٍ‭ ‬إِلَّا‭ ‬يَعْلَمُهَا‭ ‬وَلَا‭ ‬حَبَّةٍ‭ ‬فِي‭ ‬ظُلُمَاتِ‭ ‬الْأَرْضِ‭ ‬وَلَا‭ ‬رَطْبٍ‭ ‬وَلَا‭ ‬يَابِسٍ‭ ‬إِلَّا‭ ‬فِي‭ ‬كِتَابٍ‭ ‬مُبِينٍ‭) (‬الأنعام‭ ‬59‭).‬ ‭ ‬فالله‭ ‬تعالى‭ ‬لم‭ ‬يخلق‭ ‬هذه‭ ‬المخلوقات‭ ‬عبثا‭ ‬ولم‭ ‬يتركها‭ ‬هملا‭ ‬كما‭ ‬يدعي‭ ‬الملحدون‭ ‬والداروينيون‭ ‬والعَلمانيون،‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬خلق‭ ‬كل‭ ‬مخلوق‭ ‬بغاية‭ ‬مقدرة‭ ‬ورعاه‭ ‬برعايته‭ ‬وتكفل‭ ‬برزقه‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬القائل‭: (‬وَمَا‭ ‬مِنْ‭ ‬دَابَّةٍ‭ ‬فِي‭ ‬الْأَرْضِ‭ ‬إِلَّا‭ ‬عَلَى‭ ‬اللَّهِ‭ ‬رِزْقُهَا‭ ‬وَيَعْلَمُ‭ ‬مُسْتَقَرَّهَا‭ ‬وَمُسْتَوْدَعَهَا‭ ‬كُلٌّ‭ ‬فِي‭ ‬كِتَابٍ‭ ‬مُبِينٍ‭) (‬هود‭ ‬6‭).‬ فكل‭ ‬بذرة‭ ‬تدب‭ ‬على‭ ‬الأرض،‭ ‬وكل‭ ‬ثمرة‭ ‬تدب‭ ‬على‭ ‬الأرض،‭ ‬وكل‭ ‬جرثومة‭ ‬تدب‭ ‬على‭ ‬الأرض،‭ ‬وكل‭ ‬حبة‭ ‬لقاح‭ ‬تدب‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬في‭ ‬عبودية‭ ‬تسخير‭ ‬معجزة‭. (‬انظر‭ ‬كتابنا‭ ‬عبودية‭ ‬النبات‭ ‬لرب‭ ‬الكائنات‭ ‬ص48‭).‬

مشاركة :