إبراهيم الخازن/ الأناضول رحل إبراهيم منير، القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين وأمين عام تنظيمها الدولي، الجمعة، في لندن، عن عمر يناهز الـ85 عاما، ليسجل رحيلا للإصلاحي الأبرز برأس الجماعة في أوج أزمتها مع النظام المصري التي اندلعت في 2013. ومنذ منتصف 2013، تحظر السلطات المصرية، الجماعة بتهم متنوعة تنفيها الأخيرة، ويقبع آلاف من كوادرها في السجن، بينهم المرشد العام محمد بديع، وتدار من خارج البلاد وقادها منير منذ أغسطس/آب 2022. وإبراهيم منير أحمد مصطفى من مواليد 1 يونيو/ حزيران 1937، من مدينة المنصورة شمالي مصر، وتخرج في كلية الآداب جامعة القاهرة عام 1952م. ووفق معلومات رسمية للجماعة، تعرف إبراهيم منير على جماعة الإخوان في وقت مبكر من شبابه، وظل فيها حتى تم توقيفه من جانب النظام المصري آنذاك في قضية عرفت باسم "تنظيم 1965م". وقدم منير للمحاكمة مع أبرز قادة الإخوان آنذاك ومنهم مفكر الجماعة سيد قطب، وصدر ضده حكم بالسجن 10 سنوات. وبعد خروجه من السجن، سافر للكويت، وبعد 5 سنوات حصل على اللجوء إلى بريطانيا حيث أسس عدداً من المراكز الإسلامية، ولعب دورا بارزا في قيادة الجماعة بالخارج والتي تنتشر في نحو 90 دولة، وفق أشكال رسمية وهيئات ومراكز ومؤسسات. ووفق معلومات الجماعة، انتخب منير، في اجتماع مجلس الشورى العام (أعلى هيئة رقابية بالجماعة)، في يناير/ كانون 1995م عضوا بمكتب الإرشاد (أعلى هيئة تنفيذية بالجماعة) عن الخارج. واختارت الجماعة منير كأمين للتنظيم الدولي للإخوان ومتحدثا باسم الإخوان المسلمين بأوروبا، وفي عهد الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك قدم للمحاكمة غيابيا في 2009، وصدر بشأنه حكما بالسجن 5 سنوات قبل أن يصدر عنه عفو رئاسي في 2012. وكأول مسؤول للجماعة من خارج مصر، اختارت الجماعة منير قائما بأعمال المرشد العام بعد توقيف سلفه محمود عزت في أغسطس/آب 2020. وتولي عزت مسؤولية قيادة الجماعة من داخل مصر في أغسطس/آب 2013، عقب توقيف المرشد العام محمد بديع، بعد أيام من فض اعتصامين كبيرين بالقاهرة قادتهما الجماعة ضد السلطات آنذاك. ** منير "وجه الانفتاح والإصلاح" وعرف منير، طيلة تاريخه بالجماعة بلعب دور انفتاحي، ومن أكبر الوجوه المدافعة عن الجماعة والعارض لوجهة نظرها لدى مؤسسات الغرب لاسيما منذ حظرها في مصر في صيف 2013، وكان أبرزها في مجلس العموم البريطاني قبل سنوات متحدثا عن فكر التنظيم المتهم بالإرهاب من جانب القاهرة. ورغم الخلافات التي عرفتها الجماعة في العامين الماضيين وبروز انقسامات حادة إلا أنه سمح بإجراء مراجعات داخلية وتقديم رؤى إصلاحية، وتصعيد مجموعات لاسيما شبابية بقيادة الجماعة. وحظى تصريح منير في يوليو/ تموز الماضي، بعدم "خوض الجماعة أي صراع على السلطة في مصر"، باهتمام واسع وفتح تساؤلات عديدة داخل الجماعة وخارجها حول اتخاذ موقف إصلاحي مثل هذا في ظل أوج أزمة الإخوان مع السلطات. وكان منير أحد الوجوه الإصلاحية داخل الجماعة التي تمسكت برفض العنف كلية، وتحدث أكثر من مرة أن الجماعة تنبذ العنف ولا تقبل بأحد داخلها يمارسها، ردا على اتهامات النظام المتكررة ضد التنظيم. وأعلنت الإخوان، صبيحة الجمعة ، وفاة منير، لتطوى صفحة أحد أبرز الوجوه الإصلاحية الذي عرف بصوته الهادئ إعلاميا، ودعم رؤي إصلاحية غير مسبوقة، داخليا وكان يعول عليه في لحلحة الأزمة مع النظام، وفق مراقبين. ورغم الخلافات والانقسام الحاد بالجماعة إلا أن اللوائح التنظيمية بشكل عام تمنح مجلس الشورى الإدارة المؤقتة واختيار من ينوبه وفق أطر محددة. ولا يعرف على الفور هل سيكون القائد المقبل للتنظيم بنفس العقلية الإصلاحية لمنير ومحاولة لم الشمل وإنهاء أزمة التنظيم التاريخية مع نفسه ومع النظام المصري أم ستقف معه الجماعة في مربع الأزمات الداخلية إلى حين. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :