علاقة مختلفة ومميزة مع الكاميرا تحكيها عدسة المصور الإماراتي الموهوب محمد أهلي فعندما تدخل إلى حسابه على موقع الانستغرام للتواصل الاجتماعي، تشعر وكأنك دخلت عالماً آخر تنفرد فيه بالطبيعة وتنفرد هي بك فتارة تجد نفسك على قمم الجبال وأمام شلالات شديدة الانحدار وتارة تجد نفسك في قيعان الوديان وبين هذا وهذاك تتجلى موهبة محمد في التصوير الفوتوغرافي التي تستوقف كل من تجره الصدفة إلى حساباته على شبكات التواصل ليصبح من زوارها الدائمين. بدأت أنامله تغازل الكاميرا منذ صغره وشقّت الطيور التي كانت أول ما التقطته عدسة محمد طريقه في عالم التصوير الاحترافي. خمس سنوات تختزل مشوار محمد في التصوير وعندما رغب أهلي في الوصول لمرحلة متقدمة، اختار التوجه إلى أماكن محلية ذات طبيعة رائعة كمنطقة حتا حيث كان يخيّم فيها لأيام لتصوير الجبال. ومنذ ذلك الوقت، اكتشف أهلي عشقه للطبيعة وميل عدسته لتوثيق أدق تفاصيلها ومحاكاة جمالها بملازمته الكاميرا أينما حل وارتحل. اجتهاد إبداعات أهلي في التصوير هي محصلة اجتهاد شخصي وتدريب متواصل حيث إنه لم يدرسه ولم يشارك في دورات أو ورش عمل لتطوير موهبته وإنما كان يستفيد من تعليقات وملاحظات الجمهور على صوره في شبكات التواصل ويأخذها بعين الاعتبار في المرات اللاحقة. ويستخدم محمد كاميرا من نوع 5 D لتصوير الطبيعة نظراً لقوة تركيزها إلى جانب كاميرا D 7 لتصوير المناظر القريبة كالجبال والشلالات. يملك أهلي حضوراً قوياً على موقع الانستغرام الذي دخله قبل أربعة أعوام، و تجاوز عدد جمهوره اليوم 30 ألف متابع للصور المميزة التي تلتقطها عدسته. وكان أهلي من أوائل المدونين الذين سجلوا حضوراً مميزاً على سناب شات منذ إطلاق التطبيق. وينشر محمد صوراً وفيديوهات من رحلاته وأسفاره ليتمكن متابعوه من مشاركته اللحظة التي يعيشها وليبرهن لمحبيه بأن تلك الأماكن حقيقية وليست من فبركات برنامج الـ فوتوشوب التي يتعامل بها كثيرون في عالم الفضاء المفتوح، ومن هنا زاد عدد متابعيه على كلا الحسابين بشكل ملحوظ. مغامرات رحلة الكاميرا مع الطبيعة لا تتوقف فلقطة سريعة قد تقود لاستكشاف كثير من خباياها لكنها أيضاً محفوفة بالمخاطر حيث ذكر المصور أهلي لـ البيان أنه كان يمضي ليالٍ في العراء وكثيراً ما كان يسمع أصوات الحيوانات البرية وهو جالس في خيمته ليلاً، ويؤكد أهلي أن الحياة البرية تجعل كل من يجربها ممتناً للنعم المحيطة به بشكل أكبر. وعندما يسدل الليل أستاره، وتلمع النجوم في السماء، يستيقظ محمد لتصوير مشاهد كونية ساحرة انتظرتها عدسته لأيام كمشهد الشفق الشمالي بآيسلندا الذي لازم خياله حتى تمكن من تصويره. كبسة زر الكاميرا قد تخفي وراءها قصة جميلة وذكرى لا تنسى وهنا استذكر أهلي قصة تصوير الكهف الجليدي بآيسلندا لحظة ذوبانه وتكسره ثم غرقه في المياه. 25 دقيقة فقط كانت الفترة الزمنية المتاحة لتصوير هذا المشهد وعندما بدأ الكهف بالتحطم، وقف محمد حيراناً بين مشاهدة المنظر المذهل وتوثيقه في ذاكرة كاميرته. وما كان به إلاّ أن يحمل كاميراته للتصوير لتخلد هذه الصورة في مخيلته إلى الأبد. اختلاف يستهوي التصوير عدداً كبيراً من الشباب الإماراتي فبنظرة إلى حساباتهم على موقع انستغرام وسناب شات، تجد كثيراً من الصور لأماكن زاروها سواء داخل الدولة أو خارجها، لكن أهلي أراد أن يكون مختلفاً عن غيره من المصورين لذا فهو لا يعتمد على مرشد سياحي وإنما يقوم بتخطيط رحلته بنفسه ليستكشف أماكن يجهلها الآخرون. ويقول محمد إن تصويره يعتمد بشكل أساسي على الخيال فهو لا يخطط للصورة وإنما تفرض المشاهد المتميزة نفسها وتجذب بؤرة عدسته أدق التفاصيل، لذا فأسلوب محمد الذي يفضل التصوير بالألوان وتوثيق المشاهد مفعم بالحياة، لينقل المشهد كما هو من غير استخدام تأثيرات لتعديل الصور. وحتى تبقى الكاميرا رفيقته في جميع الأوقات، يطمح محمد أن يحوّل هوايته إلى مهنة مستقبلية، آملا أن يصل إلى أعلى مستويات الاحتراف والعالمية. الكاميرا هي قلب محمد النابض بالحياة والأمل، فعند سؤاله حول مشهد يحلم في تصويره، قال إنه يرغب في تصوير الحمم البركانية عن قرب في جنوب أمريكا. مسابقات شارك محمد في كثير من مسابقات التصوير وأحرز مراكز متقدمة، كالمركز الأول في مسابقة الفنون التشكيلية في الإمارات ومسابقة أطلقتها هيئة البيئة - أبوظبي حول طبيعة الإمارات والثاني في جائزة منصور بن محمد للتصوير الضوئي.
مشاركة :