باحث أمريكي: الدبلوماسية هي الحل الوحيد لتجنب أزمة شبه الجزيرة الكورية

  • 11/5/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

شهد عام بأكمله تبادلا للاستفزازات العسكرية بين كوريا الشمالية والتحالف الأمريكي - الكوري الجنوبي، وزادت التوترات باضطراد. ومؤخرا أدى إطلاق كوريا الشمالية للصواريخ والتدريبات العسكرية الأمريكية -الكورية الجنوبية إلى أن تصل التوترات في شبه الجزيرة الكورية إلى مستوى جديد وخطير تماما. فقد أجرت واشنطن وسول أكبر تدريباتهما العسكرية على الإطلاق، وسقط صاروخ باليستي كوري شمالي قبالة ساحل كوريا الجنوبية لأول مرة. وعلى الفور ردت سول بإطلاق عدد لم يسبق له مثيل من الصواريخ قبالة ساحل كوريا الشمالية. ويقول جيمس بارك، الباحث الأمريكي والزميل ببرنامج شرق آسيا بمعهد كوينسي الأمريكي، في تقرير نشرته مجلة ناشونال انتريست الأمريكية إنه في خضم التصعيد المتواصل، تستعد كوريا الشمالية لعاشر اختبار نووي لها منذ مطلع هذا العام ويعتقد البعض أنها على استعداد للقيام بذلك في أي وقت من الأوقات. وردا على ذلك، كثفت واشنطن وسول تدريباتهما العسكرية وانتشارهما حول شبه الجزيرة الكورية كاستعراض للتصميم القوي والتحذير. ويقوم كل طرف باستعراض عضلاته العسكرية في دورة من الاستفزازات المتبادلة التي تحمل في طياتها مخاطر لا تطاق. ومن المحتمل أن تؤدي هذه التهديدات إلى أزمات شديدة الوطأة، وزيادة كبيرة في خطر اندلاع صراع مسلح في شبه الجزيرة الكورية. ومن أجل الحد من التوترات، وتجنب أسوأ الأزمات، يتعين على واشنطن وسول إنهاء دوامة المواجهة الخطرة هذه، واتخاذ كافة الاجراءات الضرورية لإعادة إشراك بيونج يانج في الدبلوماسية والحوار. ويضيف بارك أن المرء لايمكنه استبعاد إمكانية أن يؤثر المستوى غير المسبوق من الردع الذي يبديه الجانب الأمريكي- الكوري الجنوبي على حسابات بيونغ يانغ ويثنيها عن المزيد من التصعيد. والهدف الكامن هنا هو إظهار مستوى فائق من التصميم ضد تهديد كوريا الشمالية وإرغام بيونغ يانغ على خفض التصعيد. ولكن سياسة رد الفعل هذه يمكن أن تكون لها نتائج عكسية. وعلى مر التاريخ، غالبا ما كانت الحملات الأمريكية- الكورية الجنوبية للضغط لتعزيز التحذيرات العسكرية لتعدل كوريا الشمالية عن عدوانها، تسفر عن المزيد من العداء بدلا من ردعه، وبالتالي تزداد دوامة التصعيد سوءا. وقد لوحظ هذا النمط التقليدي للتصعيد في شبه الجزيرة الكورية عدة مرات من قبل. ويقول بارك إنه في التحليل الأخير ثبت في الغالب أن الدبلوماسية، إلى جانب ضبط النفس العسكري، عاملان رئيسيان لخفض تصعيد التوترات في شبه الجزيرة الكورية. فالتحول الجذري من المواجهة إلى مشاركة سلمية في عام 2018 كان نتيجة لسلسلة من القمم التي شملت كوريا الجنوبية، وكوريا الشمالية، والولايات المتحدة، وإجراءات ضبط النفس العسكري المتبادلة؛ فقد أوقف الجانب الأمريكي-الكوري الجنوبي التدريبات العسكرية إلى أجل غير مسمى، بينما قرر الجانب الكوري الشمالي وقفا اختياريا للتجارب النووية وتجارب الصواريخ طويلة المدى، وقام بتفكيك موقع نووي رئيسي. وأدت هذه الجهود إلى خفض التوترات والعداء بطريقة فعالة، وإتاحة المزيد من الفرص للحوار والمفاوضات. وفي الوقت الحالي، يبدو أنه ليس أمام الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية خيار أفضل للتعامل مع كوريا الشمالية من الدبلوماسية الاستباقية. وعلى الرغم من أنه سيكون من الضروري اتخاذ إجراءات مضادة معينة ضد تجربة كوريا الشمالية النووية السابعة المقبلة المحتملة، يتعين على الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية في نهاية المطاف إيجاد سبيل لخفض حدة التوتر المتزايد وإعادة إشراك بيونغ يانغ في الحوار. وربما يتطلب هذا تحولا كبيرا في السياسة من حملة الضغط القصوى الحالية إلى الدبلوماسية الاستباقية. وهذا خصيصا هو الحال عندما يحتمل أن تواجه استراتيجية الضغط قيودا نتيجة معارضة بكين المستمرة المحتملة لأي عقوبات اقتصادية إضافية ضد كوريا الشمالية. ويرى بارك أنه على خلاف ما كان عليه الأمر قبل عام 2018، تدهورت العلاقات بين الولايات المتحدة والصين بدرجة كبيرة، كما أن شكوك الصين تجاه دور كوريا الجنوبية في الاستراتيجية الإقليمية الأمريكية تزداد عمقا، وأصبح الاحتمال ضعيفا بصورة متزايدة بأن تساعد بكين مثل هذه الجهود لمعاقبة كوريا الشمالية والضغط عليها على حساب علاقاتها السياسية الجيدة مع بيونغ يانغ. وفي حقيقة الأمر، سوف تستمر العلاقات السيئة مع الصين في تقييد قدرة واشنطن وسول على مواجهة التهديد النووي الكوري الشمالي. وهذا هو الواقع الجغرافي السياسي لشبه الجزيرة الكورية. وأوضح بارك أنه على الرغم من أن بكين عارضت على الدوام فرض المزيد من العقوبات على كوريا الشمالية في السنوات الأخيرة، ومن الممكن للغاية أن تستمر في ذلك، فإنها أعربت مرارا وتكرارا عن استعدادها لدعم الدبلوماسية الإقليمية بالنسبة للنظام الكوري الشمالي. وفي حقيقة الأمر، يمكن أن تقوم الصين بدور جاد في تسهيل الحوار والمفاوضات مع كوريا الشمالية، كما اتضح من اسهامها في المحادثات سداسية الأطراف. واختتم بارك تقريره بالقول إنه بصفة عامة قد يكون اتباع الدبلوماسية الاستباقية مع كوريا الشمالية أفضل حل لخفض تصعيد التوترات العسكرية وتعزيز التعاون الإقليمي لإشراك كوريا الشمالية فيه. وقد يحتاج ذلك إلى المزيد من البوادر والاجراءات الموثوق بها والتي تتعلق بالدبلوماسية والطمأنة من الجانب الأمريكي- الكوري الجنوبي. وفي الوقت نفسه، سوف يتعين على واشنطن وسول التشاور بصورة أكثر نشاطا مع بكين بشأن الإجراءات المحتملة التي يمكنهم الاتفاق عليها وتنفيذها سويا لإعادة بيونغ يانغ للحوار.   تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

مشاركة :