صادق سعدون البهادلي ان اكمل الناس ايمانا اشدهم ابتلاء نعم اقتضت حكمه الله اختصاص المؤمن غالبا بنزول البلاء تعجيلا لعقوبته في الدنيا او رفعا لمنزلته أما الكافر والمنافق فيعافى ويصرف عنه البلاء.ان وقوع البلاء على المخلوقين اختبارا لهم وغفران لذنوبهم وتمييزا بين الصادق والكاذب منهم قال الله تعالى في محكم كتابه(ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين )١٥٥بقرهوقال تعال (ونبلوكم بالشر والخير فتنة والينا ترجعون )٣٥انبياءوقال تعالى (الم احسب الناس أن يتركوا أن يقولوا أمنا وهم لايفتنون) ١عنكبوت وقال الرسول صلى الله عليه واله وسلم(ان اعظم الجزاء مع عظم البلاء وان الله اذا احب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط )وفوائد الابتلاءكثيره جدا منها تكفير الذنوب ومحو السيئات ورفع الدرجه والمنزله في الاخره والشعور بالتفريط في حق الله واتهام النفس ولومها وفتح باب التوبه والذل والانكسار بين يدي الله وتقوية صلة العبد بربه.كذلك تذكر أهل الشقاء والمحرومين والاحساس بالامهم فضلا عن قوة الإيمان بقضاء الله وقدره واليقين بانه لاينفع ولايضر الا الله والمؤمن كل أمره خير فهو في نعمة وعافيه في جميع احواله فإن إصابته سراء شكر فكان خير له وان إصابته ضراء صبر فكان خيرا نعم ان أنواع البلاء كثيره منها بلاء في الاهل وفي المال وفي الأولاد وفي الدين واعظمها مايبتلا به العبد في دينه وقد ابتلى النبي صلى الله عليه واله وسلم بشتى أنواع البلاء والواجب على العبد حين وقوع البلاء عدة أمور منها أن يتيقن أن هذا من عند الله فيسلم ألامرله وان يلتزم الشرع ولايخالف امرالله فلايتسخط ولايسب الدهر وان يتعاطى الأسباب النافعه لدفع البلاء كذلك أن يستغفر الله ويتوب اليه مما أحدث من الذنوب،ومما يؤسف أن بعض المسلمين ممن ضعف ايمانه اذا نزل به البلاء تسخط وسب الدهر ولا خالقه في افعاله وغابت عنه حكمة الله في قدره واغتر بحسن فعله فوقع في بلاء الشر مما نزل به وارتكب جرما عظيما. فااعلم أيها العبد المؤمن أن هذا البلاء واقع عليك لامحال عليك ان تتكيف مع هذا الظرف وتتعامل بما يتناسب معه فإن كثير من الخلق مبتلى بنوع من البلاء كل بحسبه لا يكاد يسلم احد فالمصيبه عامه ومن نظر في مصيبة غيره هانت مصيبته فإن الله اعد لمن صبر في البلاء اول وهله من الثواب العظيم فربما ابتلاه الله بهذه المصيبه دفعا لشر وبلاء اعظم مما ابتلاه به فاختار الله له مصيبه الصغرى وهذا معنى لطيف أو أن الباري عز وجل فتح له باب عظيم من أبواب العباده من الصبر والرجاء وانتظار الفرج فكل ذلك عباده ،ربما يكون مقصر وليس له كبير عمل فااراد الله ان يرفع منزلته ويكون هذا العمل من ارجى أعماله في دخول الجنه . وقد يكون غافلا معرضا عن ذكر الله مفرطا في جنب الله مغترا بزخرف الدنيا فااراد الله قصره عن ذلك وإيقاضه من غفلته ورجوعه إلى الرشد .فإذا استشعر العبد هذه المعاني واللطائف انقلب البلاء في حقه إلى نعمة وفتح له باب المناجاة ولذة العباده وقوة الاتصال بربه والرجاء وحسن الظن بالله .ومن الأمور التي تخفف البلاء هو الدعاء عند نزول البلاء والمصيبه( وبشر الصابرين الذين اذا أصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون) ١٥٦بقره وما استرجع احد في مصيبه الا اخلفه الله خير منها ..اسال الله ان يحفظكم ويبعد عنكم كل شر وبلاء
مشاركة :