ذكرت مصادر صحيفة أميركية أن الولايات المتحدة تشجع أوكرانيا على التلميح بالانفتاح على التفاوض مع روسيا، بعد أن قالت وزارة الخارجية الأميركية إن موسكو تصعد الحرب وليست راغبة بجدية في المشاركة في محادثات سلام. ونقلت الصحيفة عن مصادر لم تسمها بالقول إن طلب المسؤولين الأميركيين لا يهدف إلى الضغط على أوكرانيا للجلوس إلى طاولة المفاوضات، وإنما محاولة محسوبة لضمان أن تحافظ كييف على دعم دول أخرى. وأضافت الصحيفة أن مسؤولين من الولايات المتحدة وأوكرانيا أقروا بأن رفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إجراء محادثات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين تسبب في قلق في أجزاء من أوروبا وأفريقيا وأميركا اللاتينية، حيث تشعر تلك المناطق بأكبر تبعات للحرب على تكلفة الغذاء والوقود. ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي لم تسمه قوله: "الإرهاق من تبعات الملف الأوكراني حقيقة واقعة بالنسبة لبعض شركائنا". ووقع زيلينسكي مرسوماً في الرابع من أكتوبر يعلن فيه أن آفاق أي محادثات أوكرانية مع بوتين "منعدمة" لكنه ترك الباب مفتوحاً لإجراء محادثات مع روسيا. ولم يعلق مجلس الأمن القومي الأميركي بعد على مدى دقة تقرير الصحيفة. وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان خلال زيارة إلى كييف يوم الجمعة إن دعم واشنطن لأوكرانيا سيظل "ثابتا وراسخا" بعد انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الثلاثاء. وأعلنت الولايات المتحدة مساعدات أمنية إضافية لأوكرانيا قيمتها 400 مليون دولار مما رفع القيمة الإجمالية للمساعدات العسكرية الأميركية لكييف إلى أكثر من 18.2 مليار دولار منذ بدء الحرب الروسية- الأوكرانية. قتال صدق بوتين على إجلاء المدنيين من أجزاء من منطقة خيرسون في الجنوب يوم الجمعة. وبدا أن تلك هي المرة الأولى التي يصدق فيها بوتين على عمليات إجلاء بصفة شخصية، رغم أن موسكو نقلت سكانا من قبل من منطقة تسيطر عليها في خيرسون التي تقع على الضفة الغربية لنهر دنيبرو. وكانت روسيا قالت الأسبوع الماضي إن منطقة الإخلاء ستشمل أيضا منطقة عازلة بعرض 15 كيلومترا على الضفة الغربية للنهر. وتقول كييف إن الإجراءات شملت ترحيلا قسريا للمدنيين وهي من جرائم الحرب، وهو ما تنفيه روسيا. وجاءت تصريحات بوتين وسط مؤشرات على أن روسيا تستعد للتخلي عن موطئ قدمها العسكري على الضفة الغربية لنهر دنيبرو بما يشمل مدينة خيرسون. وخيرسون إحدى المدن الكبرى التي سيطرت عليها روسيا منذ بدء الحرب في فبراير. وستشكل خسارتها واحدة من أكبر الضربات في الحرب للقوات الروسية. وجرى تداول صور على الإنترنت تظهر المبنى الإداري الرئيسي في خيرسون ولم يعد العلم الروسي مرفوعا فوقه. وعبرت كييف عن قلقها وقالت إن مثل تلك الإشارات قد تكون خديعة روسية لاستدراج القوات الأوكرانية لكمين. الحرب تطال السدود أفادت وكالات أنباء روسية الأحد نقلا عن خدمات الطوارئ بأن سد نوفا كاخوفكا الأوكراني الذي تسيطر عليه روسيا أصيب بأضرار جراء قصف القوات الأوكرانية له. ونقلت وكالة تاس عن ممثل لخدمات الطوارئ قوله إن صاروخا أطلقه نظام صواريخ هيمارس الأميركي الصنع أصاب السد وألحق أضرارا به. وتابع المسؤول أنها كانت "محاولة لتهيئة الظروف لكارثة إنسانية" بإصابة السد. واكتسب سد نوفا كاخوفكا الكبير عند منبع نهر دنيبرو في خيرسون، حيث تحرز القوات الأوكرانية تقدما، أهمية استراتيجية في الأسابيع القليلة الماضية. وتبادلت روسيا وأوكرانيا الاتهامات مرارا منذ أكتوبر بالتخطيط لاستهداف السد باستخدام المتفجرات في خطوة من شأنها أن تُغرق معظم المنطقة في اتجاه مجرى النهر فيما قد يتسبب على الأرجح في دمار كبير في أنحاء مدينة خيرسون. احتشاد أوكراني قال كيريل ستريموسوف نائب رئيس الإدارة الموالية لروسيا في منطقة خيرسون الأوكرانية، الأحد، إن الجيش الأوكراني يحشد عددا كبيرا من الدبابات والعربات المدرعة على مشارف المنطقة. وذكرت وكالة "تاس" الروسية للأنباء أن ستريموسوف قال في فيديو بثه عبر قناته بتطبيق تليغرام: "يتم حشد الكثير من وحدات المعدات، مع المزيد والمزيد من العربات المدرعة والدبابات". وأضاف أن "إجلاء السكان إلى الضفة اليسرى من نهر دنيبرو والمناطق الروسية الأخرى مستمر. ولا يزال بإمكان المواطنين في المدينة مغادرة الضفة اليمنى بحرية". وكان فلاديمير سالدو القائم بأعمال حاكم منطقة خيرسون الموالي لروسيا قد قال، في 18 أكتوبر الماضي، إنه سيتم إجلاء السكان الموجودين في الضفة اليمنى لنهر دنيبرو إلى الضفة اليسرى بسبب خطر فيضان المياه، الذي قد يحدث إذا ضرب الجيش الأوكراني محطة كاخوفكا للطاقة الكهرومائية.
مشاركة :