مناظر تشمئز منها النفوس, وتقشعر منها الأبدان, عندما يرى الإنسان بعضاً من مظاهر البذخ والإسراف في النعم حتى وإن كانت قليلة ونادرة ولله الحمد, ومن ذلك عندما يصورون وينشرون ويتحدثون بتفاخر عن هذا البذخ والإسراف, فترى أحدهم وقد وضع مائدة فيها صواني كبيرة جداً, وقد وضع فوقها قعدان من الإبل تتجاوز بأعدادها أصابع اليدين, ثم هناك عدد آخر وكثير من الصواني, وقد وضع على كل واحدة منها خروف كامل قد يصل عددها إلى الخمسين صينية ما هذا يا ناس؟.. ما هذا يا بشر؟ ألا تخافون الله؟ ألا تنظرون بعين الرأفة والعطف لفقراء هذه الأمة ومعوزيها وكذلك من بعض الوافدين إلى بلادنا لطلب الرزق ويرون كيف أننا لا نقدر ونحترم ما أفاء الله به علينا من الخير والأمن؟ هذه واحدة, وأخرى مستفزة عندما ترى أنواعاً من المخبوزات والمعجنات بجميع الأصناف والأشكال والألوان والأحجام في صواني أنيقة وكبيرة ومغلفة تغليفاً جيداً لم تمس وقد قذف بها في الحاويات الكبيرة للنفايات وهي من أفخر الأنواع وألذها وأغلاها, ولم يرع حق الله في هذه النعم, وعلى الأقل إن لم يعطها لمستحقيها من الأسر المتعففة والمحتاجة أو العمالة الذين هم في أمس الحاجة إليها لم يخَف من الله وكيف تطاوعه نفسه أن يضعها (بين أنواع القاذورات والأوساخ والحشرات ولم يضعها على الأقل عند باب مسجد أو بجوار جدار في مكان نظيف قد يأتي جائع أو فقير فيأخذها. ضربت لك مثلين من التبذير والإسراف ونكران النعمة, أما الثالث فقد رأيت قبل أيام قليلة في وسائل التواصل الاجتماعي سيارة نقل صغيرة (دينا) وقد أفرغت بعض ما تحمله من كراتين التمور مختلفة الأنواع والأصناف في حاوية النفايات ورمى سائقها بالكراتين الفارغة بجوار الحاوية وجاء بعض الإخوة جزاهم الله خيراً واستخرجوا ما أمكنهم استخراجه تقديراً لنعم الله علينا وخوفاً من العقاب حتى لو تم إعطاء هذه التمور الجيدة للبهائم كأعلاف في ظل غلاء الأعلاف وندرة المسطحات الخضراء, والغريب أن صاحب الدينا أبقى عليها بجوار الحاوية وبقي لديه نصف كمية التمور ولو كنت رأيت هذا عن قرب لأخذت رقم السيارة واتصلت بالمرور لأعرف من مالكها وهل هو من أمر سائقه بهذا العمل المشين والبعيد عن أخلاق وتعاليم الدين فإن كان كذلك فالواجب الأخذ على يده وتوجيهه وإرشاده ونصحه لله ولدينه وأن يبرأ لعرضه فقد قال الله في محكم تنزيله {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا}.
مشاركة :