حماس تركن للتهدئة في غزة مع تصاعد المواجهة في الضفة

  • 11/6/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

غزة - اعتقلت قوات الأمن التابعة لحركة حماس مواطنين اثنين لتورطهما بإطلاق صواريخ من غزة على إسرائيل، في إعلان يثير تساؤل حول إستراتيجية الحركة الإسلامية التي سبق لها ونأت بنفسها عن مواجهة بين مسلحي حركة الجهاد الإسلامي والقوات الإسرائيلية. ويبدو أن الحركة اختارت التهدئة في هذه الفترة على أي توتير محتمل مع إسرائيل بينما يستعد بنيامين نتنياهو الفائز في الانتخابات الأخيرة والعائد للسلطة بأجندة يمينية هي الأكثر تطرفا في تاريخ الدولة العبرية، لتشكيل حكومة تميل أكثر للتصعيد في التعاطي مع الملف الفلسطيني وحركات المقاومة المسلحة. وأكد مصدر أمني من حماس طالبا عدم الكشف عن هويته أن اعتقال الشخصين جاء بعد أن "تبين لجهاز الأمن الداخلي أن لهما علاقة مباشرة بإطلاق أربعة صواريخ يوم الخميس" على إسرائيل. كما شدد على أن "الفصائل الفلسطينية لا علاقة لها بهذه الصواريخ التي تهدف إلى إعطاء الاحتلال ذريعة لمواصلة العدوان"، مضيفا "الفصائل ملتزمة باتفاق الغرفة المشتركة بتنسيق أي رد على العدوان الإسرائيلي". وأشار إلى أن المتهمين ينتميان لجماعة سلفية في قطاع غزة وأنهما من سكان بلدة بيت حانون شمال القطاع، مضيفا "الصواريخ لم تكن محشوة بالمتفجرات ورؤوسها فارغة من المواد المتفجرة، أي أنها لو سقطت في مستوطنات الاحتلال لم تكن ستؤدي لأي أضرار، سقط عدد منها داخل حدود القطاع". ومساء الخميس الماضي، أُطلقت أربعة صواريخ من غزة لم تصل ثلاثة منها إلى الأراضي الإسرائيلية، فيما اعترض الجيش صاروخا واحدا. وهذه أول دفعة صواريخ تُطلق من القطاع منذ المواجهة العسكرية الأخيرة التي استمرت ثلاثة أيام في أغسطس/اب. وردا على إطلاق الصواريخ، استهدف الطيران الحربي الإسرائيلي فجر الجمعة مواقع عسكرية تابعة لحركة حماس في القطاع بعدة غارات. يأتي ذلك في ظل تصاعد العنف في الضفة الغربية المحتلة حيث قتل الجيش الإسرائيلي الخميس أحد قادة الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي. ويخضع القطاع الفقير الذي يسكنه أكثر من مليوني شخص، لسيطرة حماس الإسلامية منذ 2007 وتفرض عليه إسرائيل حصارا مشددا، برا وبحرا وجوا، منذ خمسة عشر عاما. ولا يمكن قراءة التطور الأخير (اعتقال حماس لاثنين من مطلقي الصواريخ على إسرائيل) بمعزل عن تطورات جيوسياسية لافتة في توقيتها تتعلق بتعديل حماس بوصلتها صوب دمشق بعد عشر سنوات من القطاع ضمن محاولة إعادة التموقع في "محور المقاومة" بقيادة إيران والذي يضم وكلاء طهران في المنطقة. وولت حماس وجهها صوب النظام السوري على وقع تقارب تركي إسرائيلي وضغوط تركية على قادة الحركة على أراضيها حتى لا تفسد على أنقرة مسار مصالحة تحتاجه بشدة للتنفيس عن أزمتها الاقتصادية ولتفادي عزلة إقليمية. ويرجح أيضا أن عملية اعتقال حماس لاثنين من مطلقي الصواريخ، محاولة لتفادي ردّ إسرائيلي قاس بينما تعمل الحركة على توسيع دائرة المواجهة لتشمل الضفة الغربية. وأصبحت الضفة في الأشهر الأخيرة بؤرة ساخنة خاصة في معاقل فصائل فلسطينية تتقدمها 'فتح' و 'الجهاد الإسلامي' وهي أيضا مقر السلطة الفلسطينية التي عادت للتنسيق الأمني مع الحكومة السابقة بقيادة يائير لابيد، بينما لم يتضح ما إذا كانت ستمضي في ذلك مع الحكومة الجديدة بقيادة اليمين المتطرف.

مشاركة :