جديد الدورة الرابعة عشرة من مهرجان الشارقة للشعر العربي لوحة فنية جاءت على شكل أوبريت استغرق عرضه حوالي عشرين دقيقة، وفكرته تعود للشاعر محمد البريكي مدير بيت الشعر في الشارقة، أما الإخراج والتنفيذ فكان للفنانة السورية عتاب نعيم، ويجمع الأوبريت بين الأداء التمثيلي، والشعر، والغناء، وشاشة في خلفية المسرح عرضت مشاهد تتلاءم والمقطوعات الشعرية التي تضمنتها اللوحة الفنية. يبدأ الأوبريت بعصر ما قبل الإسلام، ويمثله عنترة بن شداد، ومن شعره في اللوحة الفنية الأولى: سَأُضمِرُ وَجدي في فُؤادي وَأَكتُمُ وَأَسهَرُ لَيلي وَالعَواذِلُ نُوَّمُ اللوحة الثانية تشير إلى عصر صدر الإسلام وتمثله الخنساء، ومن شعرها: أعينيّ جودا ولا تجمُدا ألا تبكيانِ لصخرِ النّدى ؟ ألا تبكيانِ الجريءَ الجميلَ ألا تبكيانِ الفَتى السيّدا؟ اللوحة الثالثة تشير إلى العصر الأموي، ويمثله يزيد بن معاوية، ومن شعره: إِذا رُمتُ مِن لَيلى عَلى البُعدِ نَظرَةً تُطَفّي جَوىً بَينَ الحَشا وَالأَضالِعِ تَقولُ نِساءُ الحَيِّ تَطمَعُ أَن تَرى مَحاسِنَ لَيلى مُتْ بِداءِ المَطامِعِ وَكَيفَ تَرى لَيلى بِعَينٍ تَرى بِها سِواها وَما طَهَّرتَها بِالمدامِعِ اللوحة الرابعة تشير إلى العصر العباسي، ويمثله بشار بن برد، ومن شعره: جفا وُدَّهُ فازورَّ أو ملَّ صاحبُهْ وأزرى بهِ أن لا يزالَ يُعاتِبُهْ خَلِيليَّ لاَ تسْتنْكِرا لَوْعَة َ الْهوى ولا سلوةَ المحزون شطَّتْ حبائِبُهْ إِذَا كان ذَوَّاقاً أخُوكَ منَ الْهَوَى مُوَجَّهَة ً في كلِّ أوْبٍ رَكَائبُهْ فَخَلِّ لَهُ وَجْهَ الْفِرَاق وَلاَ تَكُنْ مَطِيَّة َ رَحَّالٍ كَثيرٍ مَذاهبُهْ اللوحة الخامسة تشير إلى العصر الأندلسي، وتمثله ولادة بنت المستكفي، ومن شعرها: ألا هل لنا من بعد هذا التفرُّقِ سبيلٌ فيشكو كلُّ صبٍّ بما لقي وقد كنتُ أوقاتَ التزاوُرِ في الشتا أبيتُ على جمرٍ من الشوقِ مُحرقِ اللوحة السادسة تشير إلى العصر الحديث، ويمثله محمود درويش، ومن شعره: أحنُّ إلى خبزِ أمي وقهوة أمّي ولمسة أمي وتكبرُ فيّ الطفولة يوماً على صدر يوم وأعشق عمري لأني إذا متّ، أخجل من دمع أمي! ضعيني، إذا ما رجعت وقوداً بتنور نارك.. وحبل غسل على سطح دارك لأني فقدت الوقوف خاتمة الأبرويت جاءت قصيدة للشاعر محمد عبدالله البريكي، ومنها: وطافت عناقيدُ الضياءِ بأرضِها تضئُ قناديلاً من الحبِّ مُطفأةْ تنفّسها العشاقُ ديناً تُجلُّهُ فأضحت لهم قلباً وعاشت لهم رئةْ يُضيِّعُ بحارُ الحقيقةِ دربَهُ ويدفعُهُ موجٌ ليحضِنَ مَرْفَأهْ هي الشاطئُ الفضيُّ والبحرُ عاشقٌ وسلطانُها بالحبِّ والطيبِ لألأهْ تطوفُ عصورُ الشعرِ فيها لأنّها منابعُ عزِّ للحياةِ ومدفأةْ
مشاركة :