قدم العرضان المسرحيان الإماراتيان اللعبة ومساء للموت تجربتين فنيتين أبرزتا التنوع في توجهات وتيارات المسرح الإماراتي خلال مشاركتهما في مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي الذي انطلقت دورته الأولى يوم 7 يناير/كانون الثاني الجاري وتختتم اليوم، قدم العرضان على مسرح الجافي المكشوف. مستلهمة لعبة الشطرنج قدمت فرقة مسرح دبي القومي للفنون العرض المسرحي اللعبة، من تأليف سعيد الزعابي، وإخراج أحمد الشامسي، وبطولة سعيد الزعابي في دور (الكينج)، وياسر النيادي في دور (الرجل)، وإبراهيم استادي في دور (الشاب)، وعبدالله النهيري (النادل)، وروية العبيدي (الفتاة). يتناول العرض قضية التلاعب بمصائر شباب العالم العربي من قبل قوى مختلفة آثر العرض أن يجردها، وإن بدت كسلسلة متواصلة من قائد يغير شكله وأفكاره ونراه في العرض يتخذ شكل متشدد ديني كمجرد تغيير في صورته، ولكنه يظل مندوباً يتبع قوى أكبر منه، وتشمل السلسلة مندوبين أصغر، يتولون اصطياد الشباب المؤهل للوقوع فريسة لإغراءاتهم باستغلال حاجتهم للمال في ظل أوضاع اقتصادية تحرمهم من فرص عادلة في العمل والزواج، بإيهامهم بفرص حياة أفضل. ويستعرض العرض وسائل مختلفة لإيقاع الشباب تحت السيطرة، منها المخدرات، ويقدم حبكة درامية بسيطة كانت بحاجة إلى مزيد من العمق وإظهار الصراع ودوافع الشخصيات، فبطل العرض شاب تخرج في الجامعة ولا يستطيع الزواج من حبيبته لعدم تمكنه من الحصول على وظيفة، يقابل في المقهى رجلاً يدمن لعبة الشطرنج يدفع له حسابه في المقهى ويعده بوظيفة وراتب ضخم، ويدخله لاحقاً دائرة إدمان المخدرات، فيما يعده للقيام بعملية إرهابية، وفي المقهى نجد النادل أيضاً جزءاً من شبكة اصطياد الشباب، وحين يتمرد ويرفض الإيقاع بالمزيد من الشباب يقتله رجل الشطرنج، كأن النادل يمثل أحد عساكر بيادق الشطرنج لا أكثر، أما الشاب الذي صار مدمناً فيطالبونه بتنفيذ عملية إرهابية، مهددين بقتل خطيبته التي نكتشف لاحقاً أنها تعمل مع تلك الشبكة في تطور غير مبرر درامياً، كما لم يكشف العرض هوية ما للمجموعة المتآمرة أو أهدافها، في المقابل يختار الشاب أن يفجر تلك المجموعة فيغير حقيبة المتفجرات لتقضي عليهم. في العرض تحذير من خطر المخدرات ومن الوقوع في شباك وعود وهمية وأفكار ضالة للشباب، جاء ديكور العرض متماشياً مع اختياره لعبة الشطرنج لتمثل لعبة الحياة فجاءت خلفية المسرح على شكل رقعة شطرنج بمربعاتها الأبيض والأسود، ولكنه كان ديكوراً ثابتاً من دون حركة أو تفاعل من الممثلين مع قطع الديكور. مخرج العرض قال إنه استلهم فكرته أثناء ممارسته لعبة الشطرنج، لأننا صرنا في واقعنا العربي الحالي كأننا أحجار شطرنج يتم التلاعب بها، ولأن قوانين الشطرنج هي بالفعل القوانين التي تحكم حياتنا. ومحتفياً بعناصر البيئة وتراث أغاني البحر والصيد، قدمت فرقة خورفكان عرض مساء للموت، تأليف باسمة محمد يونس، وإخراج إبراهيم القحومي، بطولة: إبراهيم عبدالله، عادل بن سبيت، نوال عباس، علي بن عبيد، راشد خميس، يوسف بن جاسم، حسن اليماحي، خميس بن عبيد. يقوم العرض على حبكة درامية بسيطة وتقليدية، ثلاثية الحبيبين والغريم الحاقد الذي يتآمر عليهما في تمثيل للصراع التقليدي بين الخير والشر وفي مقاربة واضحة لثلاثية الصراع في مسرحية عطيل لشكسبير. أدخل العرض جمهوره في مناخ من التراث الإماراتي من خلال الأغاني الشعبية التراثية والملابس التقليدية وشكل ديكوره كاملاً من مفردات شباك الصيد، غطى بها خلفية المسرح وجوانبه، كما قسم بها الجزء الخلفي للمسرح لتدور المشاهد في الجزء الأمامي المواجه للجمهور وتجري في الجزء الخلفي مشاهد تعرض الوساوس التي تدور في رأس بطله. وتتدلى من جوانب المسرح خمسة خيوط من الشباك يستخدمها مجموعة الصيادين في استخدامات وتكوينات مختلفة فيما يلعبون دور الجوقة اليونانية القديمة وصوت الضمير. يتناول العرض أزمة الحبيبين الزوجين، غانم الصياد الماهر المحبوب، وزوجته مريم التي تمنح ابن عمها دانة أهداها لها زوجها ليسد بها ديناً عليه لمبارك الثري الذي كان يحب مريم وفضلت عليه غانم الصياد الفقير، ولا تزال رغبته في امتلاكها تؤجج أحقاده ليسعى لتفريقها عن زوجها بمحاولة مراودتها وبالتآمر والتلاعب بزوجها من خلال الإيحاء له بأن زوجته تخونه مع ابن عمها. ينهار غانم بسبب وساوس الشك في زوجته وتستخدم الشبكة التي تغطي خلفية المسرح كأنها شاشة خلفية تجري وراءها مشاهد تجسد الوساوس التي تدور في عقله والتي تتصارع مع حبه لزوجته وإيمانه بحبها له وإخلاصها له، لينتهي به الحال طالباً منها أن تتزين ويأخذها للبحر ليكون خلاصهما.
مشاركة :