استثمرت الإمارات، خلال الأعوام العشرة الأخيرة، نحو 7.89 مليار درهم، «2.15 مليار دولار» في مجال الذكاء الاصطناعي خلال السنوات العشر الماضية، حسب «تقرير نضج الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط وأفريقيا» الصادر عن دراسة كلَّفت شركة مايكروسوفت شركةَ إرنست أند يونغ القيام بها. وأكدت الدكتورة ابتسام المزروعي، مديرة وحدة الذكاء الاصطناعي في مركز بحوث العلوم الرقمية والذكاء الاصطناعي، أن الإمارات برزت بين الدول التي تضخ استثمارات طائلة في مجال الذكاء الاصطناعي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومن ضمن الخطط التي وضعتها الحكومة لمئوية الإمارات 2071. تم إطلاق استراتيجية الإمارات الوطنية للذكاء الاصطناعي 2031 لتعزيز الفاعلية في قطاعات مختلفة، عقب حقبة الخدمات الإلكترونية التي اعتمدتها الحكومة، على أن تقوم على خدمات ومشاريع تُعنى بالبنية التحتية في المستقبل. وأوضحت أن هذه الاستراتيجية الطويلة الأمد تهدف إلى خلق فرص اقتصادية وتعليمية واجتماعية جديدة للمواطنين والحكومات والأعمال، لتحقيق زيادة في النمو تصل إلى 335 مليار درهم. جاهزية الحكومات وقالت المزروعي، إنه وفق «مؤشر جاهزية الحكومات للذكاء الاصطناعي»، والذي راقب أكثر من 190 دولة في العالم، تصدرت الإمارات العربية المتحدة قائمة الدول العربية، من حيث جهوزيتها لتبني تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وها هي الإمارات تسير نحو تحقيق أهدافها تحت استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي 2031، وتقوي دورها أكثر فأكثر كرائدة في تطوير الذكاء الاصطناعي على المستوى الإقليمي. وخصصت الإمارات وزارة للذكاء الاصطناعي عام 2017، فوسعت نطاق عملها منذ ذاك، وهي ماضية في تركيزها على اعتماد أدوات الذكاء الاصطناعي وتكنولوجياته في قطاعات مختلفة وأطلقت الحكومة مبادرة «Think» للذكاء الاصطناعي لتطوير «نظام مدمج يوظف الذكاء الاصطناعي في المجالات الحيوية في دولة الإمارات». وقالت المزروعي، إن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي أنشئت لتسهم إلى حد كبير في قطاعات الرعاية الصحية، والمركبات، والإدارات المالية، والتصنيع والبيع بالتجزئة. لطالما كانت التكنولوجيا عاملاً أساساً في هذه المجالات، إلا أن الذكاء الاصطناعي يجعل اليوم من هذه التكنولوجيا محوراً رئيساً للأعمال. وأَضافت، أن عوامل كثيرة تسهم في ازدياد الطلب على الذكاء الاصطناعي في حياتنا اليومية، تبقى ثلاثة من أوجهها الأساسية لتسريع عجلة الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي قائمة على هندسة الكمبيوتر من الجيل التالي، والوصول إلى مجموعات البيانات التاريخية والتقدم على مستوى الشبكات العصبونية العميقة. أخبار ذات صلة الإمارات تحذّر من وقوع الأسلحة الكيميائية في أيدي الإرهابيين رئيس الدولة: أفكار نوعية مبتكرة لرفد جهود العمل البيئي الجماعي تطبيقات حديثة واستعرضت مديرة وحدة الذكاء الاصطناعي في مركز بحوث العلوم الرقمية والذكاء الاصطناعي مجموعة من أهم تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الإمارات، لافتة إلى أنه خلال مرحلة تفشي وباء «كوفيد»، أدى الذكاء الاصطناعي دوراً مهماً في السيطرة على انتشار الفيروس في دولة الإمارات، فأطلقت الحكومة الإماراتية «عيون»، وهو برنامج قائم على الذكاء الاصطناعي يراقب تصاريح المقيمين الذين يغادرون منازلهم - باستخدام تقنية التعرف إلى الوجه والصوت ولوحة السيارة - وتم استخدام الروبوتات والطائرات من دون طيار لتطهير الشوارع وتوزيع معقمات اليدين في الأماكن العامة. وفي المجال التعليمي، عقدت الإمارات العربية المتحدة شراكة مع مؤسسات متخصصة بالتكنولوجيا لدمج برامجها التعليمية الرقمية في عدد من المدارس الرئيسة في أنحاء البلاد، ويقوم التركيز أساساً على تقليل النفقات وتعزيز الفرص التعليمية للسكان، وتم اقتراح منهج الذكاء الاصطناعي، بإشراف وزارة الذكاء الاصطناعي، على أن تسهم ست منصات ذكية في دمج التكنولوجيا في النظام التعليمي؛ وستعمل نحو 600 مدرسة و275.000 طالب و21.000 معلم عبر هذه المنصات. وقالت، إن هيئة الصحة بدبي وضعت خططاً محددة لاستخدام الذكاء الاصطناعي والروبوتات في أتمتة العمليات الجراحية وغيرها من الإجراءات، وذلك بهدف تخفيف الأمراض المزمنة والخطيرة، عبر تحليل البيانات لتحديد المعلومات الجينية التي من شأنها أن تعرض شخصاً ما للإصابة بمرض معين.وأوضحت أنه مع مشاريع الذكاء الاصطناعي الحيوية هذه وغيرها من المشاريع، تهدف دولة الإمارات إلى رفع ناتجها المحلي الإجمالي بنحو 35% (96 مليار دولار) باستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، لمساعدة البلاد في خفض نفقات الحكومة بنسبة تصل إلى 50%، وتوفير ما يقارب 3 مليارات دولار. معهد الابتكار التكنولوجي حول دور معهد الابتكار التكنولوجي في الحث على اعتماد تطبيقات وحلول الذكاء الاصطناعي قالت الدكتورة ابتسام المزروعي، مديرة وحدة الذكاء الاصطناعي في مركز بحوث العلوم الرقمية والذكاء الاصطناعي، إنه تماشياً مع رؤية دولة الإمارات العربية والمبادئ الأساسية لرؤية الإمارات العربية المتحدة 2071، يعمل في معهد الابتكار التكنولوجي على تحقيق الاقتصاد القائم على المعرفة من خلال توسيع آفاق المعرفة والأبحاث العملية المتقدمة والاستفادة من التقنيات التحويلية لتقديم أحدث الاكتشافات العلمية والتقنيات المبتكرة استعداداً للمستقبل. وأوضحت أن المعهد موطن لعشرة مراكز بحثية متخصصة، من بينها مركز بحوث الذكاء الاصطناعي والعلوم الرقمية الذي يسعى إلى الريادة في مجال التحول الرقمي، وتمكين هذا التحول في دولة الإمارات العربية المتحدة والعالم، من خلال تعزيز استخدام أنظمة وتطبيقات وخدمات ذكية مستقلة ومتصلة، تكون في الوقت نفسه آمنة ومستدامة وموثوقة. ويستخدم المعهد مجموعة من التقنيات الثورية المبتكرة لتقديم حلول تنفيذية وعملية لمواجهة التحديات الرئيسة التي تعترض الأسواق المتخصصة خلال رحلتها نحو التحول الرقمي، ويعمل بالتعاون مع المنظمات الدولية الرئيسة لإحداث الفرق، وتعزيز فرص الوصول إلى الفوائد المجتمعية بعيدة المدى في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة والسير في هذا الخط هو تعبير واضح عن مساهمتنا في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، وتأييد التزامها بتسخير الذكاء الاصطناعي من أجل الخير العام.
مشاركة :