33 مليار درهم استثمارات الإمارات في الذكاء الاصطناعي بنهاية 2017

  • 9/11/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

شهد الاستثمار الإماراتي في الذكاء الاصطناعي نمواً بنحو 70% خلال السنوات الثلاث الماضية، ويتوقع أن تصل استثمارات الدولة في هذا المجال إلى 33 مليار درهم بنهاية العام الجاري، بحسب خبراء وأكاديميين وهي بذلك تتصدر دول المنطقة. تعكس هذه الأرقام دخول الإمارات عالم التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي من أوسع أبوابه، فتحولت خلال سنوات قليلة من مرحلة «الحكومة الإلكترونية» إلى «الحكومة الذكية». وسخّرت في سبيل ذلك كل الإمكانيات التي تساعد على الوصول إلى ما ترنو إليه بأن تكون من أولى الدول في العالم التي تطبق وسائل التكنولوجيا الحديثة في جميع المجالات. أكد عبدالله الفن الشامسي وكيل وزارة الاقتصاد المساعد لشؤون الصناعة أن الذكاء الاصطناعي يبرز اليوم باعتباره عصب بناء المستقبل، لاسيما أنه أحد دعائم «الثورة الصناعية الرابعة» التي تعتبر محركاً رئيسياً لدفة النمو والتنويع الاقتصادي في القرن الحادي والعشرين. وقال إن الإمارات أدركت أهمية الاستثمار في تقنيات الذكاء الاصطناعي مستقبلاً، باعتبارها رافداً مهماً للجهود الوطنية الرامية إلى بناء اقتصاد معرفي تنافسي عالي الإنتاجية، قائم على الابتكار والبحث العلمي والتكنولوجيا الحديثة، وفقاً لمحددات «رؤية الإمارات 2021».توظيف التكنولوجياوأضاف أن التوقعات الاقتصادية، تفيد بوصول إجمالي حجم الاستثمار في تكنولوجيا المعلومات في الإمارات إلى 33 مليار درهم بحلول نهاية العام الجاري، لتعكس الاهتمام اللافت الذي توليه القيادة الرشيدة لتوظيف التكنولوجيا الحديثة، بما فيها الذكاء الاصطناعي، في تعزيز تنافسية واستدامة القطاعات الحيوية، لاسيّما في مجال التصنيع والصناعات التحويلية المتقدمة. وأشار إلى أن الإحصائيات الرسمية تفيد بوصول مساهمة البحث العلمي في الناتج المحلي الإجمالي إلى 0.87%، ما يفتح آفاقاً رحبة أمام تحقيق إنجازات مهمة وإطلاق مبادرات طموحة لدفع عجلة الابتكار في تقنيات الذكاء الاصطناعي، التي تخدم جهود الدولة في استشراف وصنع مستقبل أفضل وأكثر أمناً واستدامة لدولة الإمارات.تمكين الابتكارمن جانبه، قال علي صلاح، رئيس وحدة الدراسات الاقتصادية في مركز المستقبل للدراسات والأبحاث الاستراتيجية، إن الإمارات تعتبر من الدول الأكثر اهتماماً بتمكين الابتكار، ودعم الأفكار الجديدة والبناءة والاستثمار فيها؛ حيث يظهر ذلك جلياً في مختلف الخطط والرؤى المستقبلية والتنموية الوطنية، والتي تضع الإمارات في صدارة دول المنطقة ضمن المؤشرات المتعلقة بالتحول الرقمي واستخدام الذكاء الاصطناعي والتطور التكنولوجي بشكل عام. وأضاف أن تحول حكومة الإمارات من مرحلة «الحكومة الإلكترونية» إلى مرحلة «الحكومة الذكية» خلال السنوات الماضية، وتصدرها حكومات دول العالم في هذا المجال، عبر تمكنها من تحويل معظم الخدمات الحكومية إلى الأسلوب الذكي المعتمد على التطبيقات الرقمية، يمثل عنواناً عريضاً لهذا النهج الذي تتبعه الدولة.الإمارات في الصدارةوأشار إلى أنه وفقاً للتقرير العالمي لتكنولوجيا المعلومات الصادر عن «المنتدى الاقتصادي العالمي»، فإن الإمارات تأتي في صدارة دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وفي المرتبة الثانية عالمياً في مؤشر مواكبة الحكومات للتقنية، موضحاً أن العديد من التقديرات تؤكد أن الاستثمار الإماراتي في الذكاء الاصطناعي شهد نمواً يصل إلى نحو 70% خلال السنوات الثلاث الماضية، وأنه من المتوقع أن يستمر خلال الأعوام الثلاثة القادمة بالوتيرة نفسها. ولفت إلى أن هذا يتوافق مع ما ذهبت إليه مؤسسة «آي دي سي» لأبحاث تقنية المعلومات، التي تقدر حجم الاستثمارات الإماراتية على قطاع تكنولوجيا المعلومات خلال عام 2017، بنحو 33 مليار درهم «9 مليارات دولار»، لتتصدر بذلك دول المنطقة في هذا النوع الحيوي من الاستثمار، مؤكداً أن كل هذه المؤشرات تؤهل الإمارات إلى المحافظة على صدارة دول المنطقة وعلى مرتبتها العالمية المتقدمة أيضاً في مجال دعم الابتكار وتمكينه، وكذلك دعم الأفكار الجديدة في مختلف المجالات والأنشطة.(وام)مكانة عالمية متميزةأكدت الباحثة الاقتصادية رضوى رضوان أن الإمارات نجحت في احتلال مكانة مميزة عالمياً من خلال دورها الإنساني والتنموي وسياساتها السلمية، واقتصادها المنفتح على العالم واستشرافها للمستقبل في مختلف المجالات. وقالت إن حكومة الإمارات بذلت جهوداً كبيرة خلال السنوات الخمس الماضية لتوظيف إمكانات الذكاء الاصطناعي لتحقيق مردود إيجابي ليس فقط لصالح الإمارات وإنما للعالم ككل.وأضافت أنه رغم الحديث عن الآثار السلبية والاجتماعية للذكاء الاصطناعي والتنبؤات المخيفة للمخاطر التي يمكن أن تترتب على التطور السريع لهذا النوع من التكنولوجيا، فإن دولة الإمارات أدركت مبكراً أنها تستطيع تعزيز استفادتها من هذه التقنيات من خلال وجود استراتيجية متكاملة للتعامل مع التكنولوجيات الجديدة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي والاستفادة من هذه التقنيات التي أصبحت تلعب دوراً محورياً في استقطاب وتغيير التوجهات الاستثمارية القائمة.

مشاركة :